قصة النبي سليمان

بسم ألله الرحمن الرحيم

قصص الأنبياء ترجمة معانيها بالهجة الحضرمية من كتاب ألله المقدس

قصة النبي سليمان إبن داود

 

1

 لما قربت وفاة النبي داود عليه السلام، جمع روساء عشائر بني يعقوب، وقال لهم: انا كنت بغيت با بني بيت الله سبحانه وتعالى في المدينة المقدسة، وبا طرح تابوت عهد الله سبحانه وتعالى إلي عمله النبي موسى في صحراء سيناء، ولكن الله سبحانه وتعالى اوحى اليّ وقال: "ما هو انته إلي باتبني البيت المقدس، ولكن ولدك سليمان هو إلي بايبنيه." بعد ذا، التفت لولده سليمان، وقال له: "يا ولدي سليمان، اسمع وصيتي. انا با موت كما كل الناس، ونوصيك يا ولدي انك تمشي على الصراط المستقيم، وتحافظ على وصايا الله سبحانه وتعالى، وتؤدى فرائضه كما جات في شريعة النبي موسى. اذا عملت كل ذا، با يوفّقك الله سبحانه وتعالى الى كل خير وبا يحفظ وعده كما اوحي اليّ وقال: "يا داود، اذا إستقامت ذريتك على الصراط المستقم، وعبدونا بقلوب مخلصة ونفوس راضية، با يتوارثون مُلك عرشك اباً عن جد." فيا ولدي تشجع، وقع رجال، وبني بيت الله سبحانه وتعالى في مدينة القدس. لا تخاف، هو با يوفقك وبا يساعدك." وأمر النبي داود أن يُصب الزيت الطاهر على رأس أبنه سليمان كعادة بني يعقوب في تنصيب ملوكهم. وتوفى النبي داود عليه السلام بعدما حكم بني يعقوب 40 سنة، ودفنوه في مدينة القدس. وخلفه ابنه سليمان على عرش مملكة بني يعقوب. وفي يوم من الايام، امر الملك سليمان الموظفين الملكيين ومقدامة العشائر وكل بني يعقوب ليروحوا معه الى منطقة جبعون ليعبدو الله سبحانه وتعالى. وهناك قدّمو 1000 اضحية لله سبحانه وتعالى وعبدوه. وفي نفس الليلة، اوحى الله سبحانه تعالى الى النبي سليمان وقال: "يا سليمان، أنا تقبّلت عبادتك، وذلحين إسألنا اي شي تبغاه." فقال النبي سليمان: "يا رب، انته رحمت ابوي داود برحمة كبيرة، لانه تبع طريقك المستقيم. فحفظت عهدك له، وخليتنا نقع ملك بعده. وخلّيت بني يعقوب وايديين كما رمال الصحراء. وانا عادنا شاب صغير، ما نقدر نتحمل رعاية قومك. وذلحين لازم عليّ نحكمهم. فيا رب، اعطنا الحكمة والهمنا الفهم والرشد، فنقدر نحكمهم بحسب مشيئتك." وفرح الله سبحانه وتعالى بطلب الملك سليمان وقال له: "يا سليمان، كنت تقدر تطلب عُمر أطول او أموال كثيرة او الإنتقام من الاعداء. ولكنك بدل ذا كله، طلبت الحكمة لتحكم قومي وتقضي بينهم بالعدل. لذا باخلّيك أحكم من اي انسان وبا عطيك أموال كثيرة وباعطيك العزة والجاه." فسجد النبي سليمان عليه السلام وشكر الله سبحانه وتعالى.

 2

وبعد فترة من الزمن، جين ثنتين حريم لا عند الملك سليمان، يتحاكمن فيما بينهن، فقالت وحدة منهن: "سمح لي يا مولاي الملك إنني نحكي لك قصتي. اني وذي الحرمة ساكنات في دار واحد، حِبلِت وجبت ولد. وهذي الحرمة بعد ثلاث ايام جابت ولد كماي، وماكان حد ثاني يعيش معنا. وفي ليلة من الليالي، ونحنا كنا نيام، انقلبت ذي الحرمة فوق ولدها، وكمتته ومات. واني عادني نميه، خدعتني وبدلت ولدي بولدها الميت. وقمت الفجر بغيت با رضع ولدي، حصلت الولد ميت جنبي، وتأكدت انه ولدها ما هو ولدي." فقالت الحرمة الثانية: "لا يا مولاي، ذي الحرمة تكذب عليك. ذا ولدي، وإلي مات هو ولدها!" فقال النبي سليمان: "يا حريم، ذلحين كل وحده منكن تقول ان الولد ذا ولدها. يا حارس، هت السيف! وقسموا ذا الطفل إلى نصين، وعطوا كل وحده منهن نص!" فقالت وحدة من الحريم: "لا، لا، يا مولاي، يرحمك ألله، لا تقتل الطفل! عطها الولد ولا تقتله." ولكن الحرمة ثانية قالت: "ريض كلام الملك، قسمه بالنص، لا لي ولا لها." فقال النبي سليمان: "يا حارس لا تقتله، عطوا الطفل امه المفجوعة عليه، لانها امه الحقيقية بغت له الحياة." فتعجبوا الناس من حكمة النبي سليمان، وقالوا: "يا سلام، الناس كلهم يتكلمون عن ذي الحكمه. شوفوا الله بارك النبي سليمان ووفّقه للعدل والحكمة." الله سبحانه وتعالى اعطى أن النبي سليمان حكمة ما عطاها حد قبله ولا في جيله. وقال 3000 حكمة، وبلغ عدد أناشيده اكثر من الف انشودة. وقدر يتكلم مع كثير من انواع النباتات والحيوانات والطيور والزواحف والسمك. وسمعوا ملوك العالم بحكمة الملك سليمان، فأرسلوا اليه متعلميهم ليزدادوا علم وحكمة. وكان الملك سيلمان يعلم الناس الحكمة والفهم، ويقول: "يا ناس، لا تنسو الله الخالق سبحانه وتعالى، وانتوا عادكم في شبابكم، قبل ما تشيّبون وترجعون للتراب إلي خُلقتوا منه." "رأس الفهم مخافة الله، والجهله يحتقرون الحكمة." "لا تتبعون طريق الاشرار، ولا تعملون كماهم." "دوروا للحكمة كما تدورون للفضة او الكنز المدفون." "بالحكمة با تعرفون العدل والإنصاف والطريق الصحيح." "اقتدوا بطريق الطيبيين وعيشوا حياة الصالحين." "حياة الناس الصالحين كما ضوء الفجر يتزايد الى وقت الظهر. اما حياة الاشرار كما الظلام الدامس ما هم داريين اه خلاهم يتخبطون." "حرمتك ماء مباركة، نازلة في وسط بئرك. كذا يـبارك ألله حرمتك وتفرح بها في شبابك. فتكون لك ظبية محبوبه، ووعلة حنونة صغيرة، يُسقيك ودادها كل وقت، وبحُبها تضيع فيها على الدوام." "الكلام يقتل أو يحيي، فأنتبة لكلامك." "ان توقفتوا عن قول النصيحة، با تنسون إلي تعلمتوه." "الكبر يؤدي الى الهلاك، والتواضع يودي الى المجد." "كلمات الصالحين جواهر، وافكار الاشرار اضرار." "من يظلم الفقير يستهنين بخالقه، ومن يرحم المسكين يُكرم خالقه." "كلمة الحق في الموضع المناسب كما طقم جواهر." "اذا كان عدوك جائع اطعمه، وان كان ظمان سقه. وبا يجازيك الله خير." "الحاكم الكاذب يلتف حوله المنافقين." "سراج الصادقين يضاوي دائماً، وسراج الاشرار ينطفي." "الزوجة المُعينة جوهره لزوجها، والزوجة الخبيثة تنخر في عظامه."

 3

وفي هاذيك الفترة، كان حيرام ملك لبنان على علاقة طيبه مع الملك داود ابو سليمان. ولما عرف الملك حيرام ان سليمان تولي الحكم، ارسل له وفد يبارك له. ففرح الملك سليمان وارسل له وفد يشكره مع رساله يقول فيها: "من الملك سليمان ابن داود الى الملك حيرام بعد التحية والسلام. انته تعرف ان ابوي داود ما قدر يبني بيت الله سبحانه وتعالى في المدينة المقدسة بسبب كثرة الحروب. لكن ذلحين، احمد الله سبحانه وتعالى وأشكره ان عهدي ذا عهد سلام ورخاء وآمان. أختارنا لله سبحانه وتعالى نبني بيته في مدينة القدس. ونحنا نحتاج الى خشب الصنوبر من بلادك وبا ندفع لكم ثمنها." وستلم الملك حيرام هذه الرساله من وفد الملك سليمان وقرأها وقال: "الحمد لله رب العالمين، إلي رزق الملك داود ولد عنده هذي الحكمة والقدرة على رعاية بني يعقوب. يا كاتب، كتب ذا الرد الى الملك سليمان: "من الملك حيرام الى الملك سليمان، ملك السلام: بعد التحية والسلام. وصلتنا رسالتك فوافقنا على طلبك. واصدرنا الاوامر لعمالنا بتقطيع الاخشاب من غابات لبنان، ونْقلَها عبر ساحل البحر الى بلادكم. وفي مقابل ذلك تموّنون قصرنا الملكي بما يحتاجة من الطعام." وتعهد الملك سليمان للملك حيرام ب 4800 طن بر و4800 لتر سليط لقصر الملك حيرام. ووقع الملك سليمان معاهدة سلام وصداقة مع الملك حيرام. وقال الملك سليمان لوزيره ادونيرام: "جهزوا 30‏،000 عامل يساعدو عُمال الملك حيرام في تقطيع الاشجار من لبنان لبنايه بيت الله سبحانه وتعالى في المدينة المقدسة. وأنا عينتك مشرف على كل العمّال. وزّع العمل بينهم على نوبات ثلاث، كل 10‏،000 عامل في نوبة واحدة. يبقون شهر في لبنان وشهرين في بيوتهم. وباكلفك ايضاً على 80‏،000 عامل من الاجانب يكسّرون الحصى من الجبال، و70‏،000 عامل ينقلونها، وبايعيّن 3‏،600 مشرف على العمّال. ولازم على العمّال أن يقلعو حصى كبير من نوعيّة ممتازة، ويستخدموها لساس بيت الله عزوجل." فقال الوزير أدونيرام: "حاضر يا مولاي الملك، حاضر." واوحى الله سبحانه وتعالى الى النبي سليمان وقال: "يا سليمان، أذا أطعت اوامري، وتبعت وصاياي، ومشيت على الصراط المستقيم، انا باوفي بوعدي لأبوك داود، وبا كون مع قومي بني يعقوب في ذا البيت الى الابد."

 4

وبعد سبع سنوات من العمل، انتهت بناية بيت الله وتاثيثة. بما فيه مكان المذبح لتقديم الاضاحي لله سبحانه وتعالى، وميز لتقديم خبز القربان وموقد ذهبي لتقديم البخور واعمدة الضوء والاكواب والصحون والى آخرة. وكان الملك سليمان بغى با ينقل تابوت العهد مع الواح شريعة موسى الى محراب بيت ألله المقدس. ودعا الملك سليمان شيوخ بني يعقوب ورؤساء العشائر والمتشفعين، وقال: "يا رجال المتشفعين، انتوا أحملوا تابوت العهد. وأنتو يا لاويين أحملو خيمة العبادة." فقالو: "حاضر يا مولانا الملك." ومشى الملك سليمان وبقية الناس قدام رجال المتشفعين الحاملين، لمان وصلوا بيت الله. ودخلوا بيت الله وطرحوا التابوت في المحراب. ولما خرجوا من البيت، انزل الله سبحانه وتعالى محضره على البيت كما السحاب. ونور الله ملاء البيت. ففتح الملك سليمان بيت لله، وصلى ودعى الله سبحانه وتعالى قدام الناس. ورفع يديه الى السماء وقال: "في ألسحاب ينزل الحي أدايم. وأنا يا رب بنيت لك بيت عظيم كما قلت. بيت لتكون فيه الى الابد." وبعد ذا، التفت الملك سليمان الى كل بني يعقوب وهم قيام، وقال: "الحمد لله رب بني يعقوب إلي أوفى بيده كما وعد أبوي داود الملك، وقاله: "يا داود، من يوم خرّجت قومي بني يعقوب من مصر، ما أخترت مدينة من مدن قبايل بني يعقوب، ليُبنى لي فيها بيت يكون أسمي فيه. لكننا أخترتك، يا داود، لتكون ملكاً على قومي بني يعقوب." وكان نيّة أبوي داود الملك، يبني بيت باسم الحي ألدايم إله بني يعقوب. لكن قال له الحي ألدايم، "نويت في قلبك تبني بيت باسمي، زين إلي نويته، لكن ما باتبنه أنته. ولدك إلي يخرج من صلبك هو بايبنيه، وأوفى الرب بما قال. وقمت أنا مكان الملك داود أبوي وجلست على عرش بني يعقوب كما قال الحي ألدايم. وبنيت بيت بأسم الحي ألدايم إله بني يعقوب، وجهزت مكان لتابوت العهد إلي عمله ألله عزوجل لأبائنا لما أخرجهم من أرض مصر." وبعدما غلق الملك سليمان كلامه، وقف قدام مكان تقديم الأضاحي ألله عزجل، مقابل ألناس، ورفع يداته الى السماء ودعا ربه وقال: "يا حي يا دايم إله بني يعقوب، ما فيه إله كماك في السماء والأرض، حافظ العهد ومنزل الرحمة على عبيدك إلي يمشون على صراطك المستقيم بقلوبهم. اليوم حققت وعدك لأبوي داود الملك، ألأن أوفيت له بما وعدته. يا رب إله بني يعقوب، أستمر أحفظ لعبدك داود الملك عهدك له. قلت له، "ما باينقطع من نسلك رجل يجلس على عرش بني يعقوب، أذا نسلك مشو على الطريق المستقيم كما مشيت أنت قدامي." يا رب يا إلاهنا، حقق كلامك إلي وعدت به عبدك داود الملك، ولكن حقيقي يا رب هل تسكن على الأرض؟ حتى السماوات ما تتسع لك. فكيف ذا البيت إلي بنيته لك؟ شف صلاتي وتضرعي، أنا عبدك يا رب يا إلهي، أسمع دُعائي وصلاتي قدامك اليوم. أحفظ ذا البيت ليل ونهار، كما قلت أن أسمك يكون فيه. فستجب صلاتي أنا عبدك وتضرعي وكل بني يعقوب قومك إلي يصلون في ذا المكان، وسمع أنت من مقامك في السماء وفغفرلنا. أذا جاء مُتهّمالى بيتك ويحلف باسمك انه بري، فاسمع أنت من السماء وحكم بينهم. عاقب المذنب، والبري جازية على برائته. أذا أنهزم قومك قدام اعدائهم بسبب ذنوبهم وبعدين تابو إليك وعترفو أنك مولاهم وصلّو إليك وتضرعو في ذا البيت، فاسمع لهم من السماء وغفر لهم خطاياهم وردهم الى الأرض إلي أعطيتها لأبائهم. واذا حبست عنهم المطر بسبب خطاياهم إليك، ولكن تابو وصلّو بتجاة ذا البيت، أغفر لهم، وعرّفهم الطريق المستقيم، ونزّل المطر على ألأرض إلي عطيتها ميراث لقومك. وأذا قعت في الارض مجاعة أو أمراض أو جفاف أو ذبول أو جراد أو سُل، واذا حاصروهم أعدائهم في ايه مدينة من مدنهم ونزلت فيهم كارثة أو مشاكل، ولكن ندمو في قلوبهم ودعو ورفعو يداتهم لك تجاة بيتك ذا، فأسمع من السماء من مكانك وغفر لهم، وساعد كل واحد بحسب عمله، فيخافوك كل أيام حياتهم على ذي الأرض إلي عطيتها لابائنا. أنته واحدك تعرف قلوب بني أدم. والغريب إلي ما ينتمي الى بني يعقوب قومك، أذا جاء من مكان بعيد ليعبدك في ذا البيت لأنه سمع باسمك العظيم ويدك القوية وصلى ودعاء في ذا البيت، فاسمع له من السماء. وعامله بكل ما يُرضيه، فالناس في كل مكان يعرفونك وبا يخافونك كما قومك بني يعقوب. وايضاً يذكرو أسمك ويعبدونك في ذا البيت إلي بنيته لك. واذا خرج قومك لمحاربة أعدائهم حسب مشيئتك، وصلّو إليك جهة المدينة إلي أخترتها لهم، وجهة البيت إلي بنيته لأسمك، فاسمع لهم صلاتهم وتضرعهم ونصرهم. واذا خطئو عليك، ولازم كل أنسان يخطي، وغضبت عليهم وسلّمتهم لأعدائهم، فأسروهم الى بلاد بعيدة أو قريبة، ولكن في ذيك الارض رجعو الى أنفسهم، وتابو وتضرعو اليك وقالو: "يا ربنا، أخطنا وأذنبنا وأجرمنا، ورجعو إليك بكل قلوبهم وأنفسهم، وصلّو إليك جهة أرضهم إلي أعطتها لأبائهم ولمدينة إلي أخترتها لهم ولبيت إلي بنيته باسمك"، فاسمع لهم من السماء صلاتهم وتضرعهم وستجب لهم وغفر لهم كل خطاياهم، ورحمهم قدام أعدائهم فيرحّموهم. فهم قومك الخاص إلي اخرجتهم من عبودية مصر. أستجب برحمتك، يا الأهنا الحي دايم، الى تضرع عبيدك وقومك بني يعقوب، فأنت أخترتهم لك قوم من بين كل اقوام الارض كما تكلمت على لسان عبدك موسى لما أخرجت أبائنا من مصر."

 5

بعدما غلق الملك سليمان صلاته ودعائه، قام. وكان جالس على ركبتيه، ويداته مرفوعتين الى السماء. وبارك كل بني يعقوب بصوت رافع وقال: "تبارك الحي أدايم إلي أعطى ألراحة لبني يعقوب قومه كما تكلم على لسان موسى عبده، وما خلف كلمة من كلامه. ليكن الرب الحي ألدايم معنا كما كان مع أبائنا، ما يترك نحنا وما يرفض نحنا ويخلّي قلوبنا تسير في جميع طرقه، ونعمل بوصاياه وفرائضه وأحكامه إلي أمر بها أبائنا. وتكون صلاتي الى الرب إلهنا قريبه منه نهار وليلً لمان يستجيب لحاجة عبده ولحاجة بني يعقوب قومه كل يوم في يومة لتعرف كل أمم الارض أن الحي ألدايم هو الأله ولا أله الا هو. فثبّتو قلوبكم وخلصوها للرب إلهنا اليوم، وتمسكو بفرائضه وتعلمو وصاياه." وبعدين قدّم الملك سليمان وكل بني يعقوب معه ذبائح شكر لله، أثنين وعشرين الف من البقر ومئة وعشرين الف من الغنم. وحتفلو بالعيد لمدة اسبوعين. بعدما غلق الملك سليمان من بناء بيت لله وقصره وغلق أيضاً كل إلي بغا با يعمله، تجلّي الحي أدايم له بليل وقال له: "يا سليمان، سمعت صلاتك واخترت ذا البيت مكان لتقدم فيه الأضاحي لي. اذا حبست المطر من السماء أو أمرت الجراد يأكل الزرع أو أرسلت الأمراض في قومي إلي سمّو أعمارهم بأسمي، فتضرعو لي وصلو وتابو من خطاياهم وذنوبهم، فأنا أسمع من السماء وباغفر خطاياهم وأنبت الزرع في أرضهم. ونسمع أيضاً كل صلاة تقام في ذا البيت، لأننا أخترت ذا البيت ليُذكر فيه أسمي الى الابد. وانته يا سليمان، اذا عبدتنا كما أبوك داود الملك وعملت بكل ما أمرك به، وتمسكت بفرائضي وأحكامي، فأُثبت عرش مُلكك كما عاهدت داود أبوك وقلت: "ما بينقطعون رجال من نسلك يملكون بني يعقوب." لكن اذا تركتنا أنته وقومك وما عملت بفرائضي ووصاياي إلي أمرتكم بها، وعبدتم إله غريب وسجدتو له، فأنا أخرجكم من أرضي إلي عطيتها لكم، وباترك ذا البيت إلي قدسته ويحمل أسمي. وبا تضحك كل الأمم على ذا البيت إلي يحمل أسمي. وبرغم ذا البيت ضخم الان، كل ألناس إلي يمرو بجنبه با يستغربو ويقولو: "ليه الرب الحي ألدايم عمل كذا بأرضه وبيته؟" فيردو الناس: "بسبب أنهم تركو ربهم، إله أبائهم إلي أخرجهم من مصر، وعبدو ألهه غريبة وسجدو لها. بسبب ذا، الرب عاقبهم." وبعد فترة من تكملة بناء البيت المقدس، جمع الملك سليمان مستشارية، وقال: "ذلحين بغيت بابني قصر لي، ماشي كماه في العالم كله. بغيت ذا القصر يكون كبير، وسقفه واعمدته تكون من خشب الصنوبر اللبناني، وفيه قاعة كبيرة لعرش ضخم. ذا العرش يكون مصنوع من العاج ومرصع بالذهب." وخلّص بناء قصر الملك سليمان خلال (13) سنة. وكان كل من يدخل القصر يندهش من روعة البناء والذهب إلي فيه. ووفق الله سبحانه وتعالى النبي سليمان في بناء البيت المقدس وبناء القصر. وفي ليلة من الليالي اوحى اليه الله سبحانه وتعالى وقال: "يا سليمان، استجبت لدعاك وتضرعك، وبا يكون ذا البيت بيتي المقدس الى الابد. وبا يكون محضري فيه. واذا مشيت انته وذريتك على الصراط المستقيم كما ابوك داود، واديتوا فرائضي وطبقتوا احكامي، با يتوارثون ذريتك عرش بني يعقوب اب عن جد الى الابد. لكن اذا انته او ذريتك ما مشيتوا على الصراط المستقيم، او ما تمسكتوا بوصاياي وفرائضي، او عبدتوا اله غيري، ما با خليكم تعيشون في ذي الارض، وبا هجر ذا البيت. واذا حد سأل: "ليه الله عمل كذا ببني يعقوب وبذا البيت؟" با يقولون له: "لانهم عصوا ربهم إلي خرّج آبائهم من مصر فعبدوا ألهه اخرى."

 6

وكانت في ذاك الزمن ملكة اسمها بلقيس تملك على مملكة سبأ في بلاد اليمن. فسمعت هذه الملكة بحكمة الملك سليمان، وان ربه يؤيده ويعينه في ما يقول ويفعل. فجهزت نفسها وجات لاعند الملك سليمان مع كبار موظفيها، تحمل في قلبها اسئلة صعبة علشان تمتحنه. ووصلت الى القدس في موكب عظيم، ومعها جمال محملة بالطيب والذهب والحجارة الكريمة. فقال الملك سليمان: "يا حراس، استقبلوا الملكة وضيفوها في قصر الضيوف، وعملو لنا وليمة على شرف حضور الملكة." فقالت الملكة بلقيس: "يا مولاي الملك سليمان، ملك السلام، صاحب الحكمة في الكلام، ومن فعله الخير مدى الايام. اشكرك على ذي الوليمة العظيمة، سمعنا عن حكمتك وملكك العظيم وان ربك يؤيدك ويعينك في كل شي. لذا جينا ونرجو منكم التكرم باستلام هدايانا. في الحقيقة يا مولاي الملك، عندي اسئلة بغيت با عرف جوابهن منك. با سألك، يا مولاي الملك. اه هي الحكمة واه فوائدها؟" فقال النبي سليمان: "يا حضرة الملكة، من عنده الحكمة والعلم، فهو انسان محظوظ. الحكمة اغلى من الذهب والفضة، ولا شي يتمناه الانسان يساوي الحكمة، على يمينها الحياة وعلى يسارها الغناء والشرف، وكل طرقها نعيم وسلام. الحكمة شجرة الحياة لمن يتمسك بها، وبحكمته خلق الله سبحانه وتعالى الارض، وبمعرفته رفع ألله السماوات، وبعلمه فجّر ألله الارض عيون." فقالت الملكة بلقيس: "يا سلام كلام زين، قل لي يا مولاي الملك، كيف يحصل الانسان على الحكمة؟" فقال الملك سليمان: "مخافة الله سبحانه وتعالى هي الحكمة، ومعرفته هو الفهم. الحكيم يتشوق الى المعرفة، والاحمق يتبع السخافات." وتعلمت ملكة سبأ من الملك سليمان الكثير عن الله سبحانه وتعالى وعن الحكمة والحياة، وتعجبت من حكمة النبي سليمان وعلمه، وقالت لوصيفتها: "يا وصيفة، الله سبحانه وتعالى عطى الملك سليمان كل ذي الحكمة والعلم والغنى، فجاوب الملك على كل اسئلتي بسهوله." "ايوى نعم يا مولاتي، واكثر من ذا، شوفي قصره، وعرشه العظيم. حتى الخدم في قصره يلبسون ثياب زينة." "يا وصيفة، كل ذا عجيب. شفتي عبادته والاضاحي إلي يقدمها لربه في بيت الله؟" "ايوى، نعم يا مولاتي. اضاحي كثيرة." بعيدن قالت الملكة بلقيس للملك سليمان: "يا مولاي الملك سليمان، الاخبار إلي سمعناها عنك في بلادنا ما صدقناها، لكن لما جينا وشفنا بعيونا عرفنا الحقيقة. نشكرك يا مولاي الملك، بغيناك تعلّم نحنا اكثر وأكثر عن الله سبحانه وتعالى وعن الحكمة والعلم. وتبارك الله إلي رضي عنك واختارك ملك على بني يعقوب لأن الله سبحانه وتعالى احب قومك، فهو ملكك عليهم. وبا يكون على يدك العدل والصلاح." فقال الملك سليمان: "شكراً على ذا الكلام الجميل. الحمد لله يا ملكة سبأ، الذي وفقكم الى الحكمة ومعرفته سبحانه وتعالى." وأهدى لها الملك سليمان هدايا عظيمة. وبعد ذا رجعت ملكة سبأ مع حاشيتها الى بلادها. وكان الملك سليمان اغنى من كل ملوك الأرض واحكمهم وأعلمهم، ودائماً كانو الملوك الآخرين وناس كثيرين يجون يستمعون لحكمة الملك سليمان. وفي حكم الملك سليمان عم الرخاء والرفاهية والامان مملكة بني يعقوب. بعد مرور زمن، أمواله وزوجاته ميلو قلبه عن الله سبحانه وتعالى واحكامه. ولكن قبل موته، ادرك وعرف ان كل الاشياء بلا قيمة، ورجع الى الله سبحانه وتعالى وكتب كلماته الاخيرة وقال فيها: "أتقو ألله سبحانه وتعالى وحفظو وصاياه، فذا فرض على كل أنسان، والله با يحاسب كل إنسان على عمله، مخفي أو ظاهر، وخيراً أو شراً." وبعد ان حكم الملك سليمان عليه السلام اربعين سنة، توفى ودفن في مدينة القدس.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمثال النبي سليمان

 

10

كنز الحكمة

 

الأبن الحكيم مسرة أبوه، والأبن الجاهل حسرة أمه

المال الحرام ما ينفع، والصدق ينجي من الهلاك

الله بيطعم فم الأبرار، وبيمنع تحقيق رغبة الأشرار

ايد البليد تجلب الفقر، وكف الهمام تجلب الغنى

العاقل يجني محصوله في الميعاد، والغبي ينام وقت الحصاد

البركة على رأس الصالحين، والقسوة بتفيض من فم الفاسدين

سيرة الطيب بتدوم على طول، وسيرة الخبيث بزواله تزول

العاقل بيسمع للنصيحة ويطيع، واللي كلامه سفيه بيضيع

في أمان بيمشي الصالح، والفضيحة بتتبع الطالح

اللي يزيف الحق يسبَبَ العذاب، وكلام السفيه بيجلب الخراب

نبع حياة بيفيض من فم الصادق، والشر بيخرج من فم الفاسق

الحقد بيشعل البلايا، والمحبة بتستر الخطايا

الكلمة الطيبة بتبين الحكيم، والعقاب بينزل على اللئيم

على قد ما يقدر بيتعلم الفهيم، والخراب بيخرج من كلام الغشيم

ثروة الغني حماية، وضيقة الفقير بلايا

مكسب الصالح سبب للحياة، وغنيمة الشرير بتكثر خطاياه

اللي يقبل التهذيب بيلاقي طريق حياة، واللي بيتمرد على التهذيب بيضيع

ممكن تداري الكراهية بالكذب، لكن اللي بيكذب ويذم الناس غبي

يكثر الغلط بكثرة الكلام، لكن العاقل بيحكم اللسان

فضة صافية كلمات الطيبين، وملهاش قيمة أفاكر الفاسدين

الأبرار بيرشدو كثير بكلامهم، والأغبياء بيهلكو بغبائهم

بركة الله بتجلب غنى مفيش بعده ندم

السفيه بيفرح بفعله المشين، وحسن التصرف مسرة الحكيم

 

اللي بيخاف منه الشرير بيقع فيه، واللي بيتمناه التقي بيتوهب ليه

لما تضرب العاصفة بيزول الفاسد، لكن الصالح أصله ثابت

خدمة الكسلان بتجيب الأذية زي الدخان في العيون

تقوىَ الله بتوطل الأعمار، والمعصية بتقصر الأجل

رجاء الصالحين فرحة، وأماني الفاسدين هلاك

طريق الله حصن الصالحين ، والخراب من نصيب الظالمين

الأبرار ثابتين، والأشرار زائلين

الكلام الطيب بيخرج من فم الشريف، ولسان الكذاب الخبيث بيتقطع بالسيف

الأبرار بيعرفو الحق وبه بيتكلمو، والأشرار كلامهم كله باطل

 

 

11

الصالح والطالح

مكيال الغش بيغضب الله، والوزن بالقسط بينول رضاه

المهانة بتلاحق المتكبرين، والحكمة بتلازم المتواضعين

نزاهة الصالح بتهديه، وغش الغدار بيفنيه

لا ينفع المال وقت العقاب، والبر ينجي من الهلاك

صدق العفيف بيصلح حاله، والخبيث بيقع في شر أعماله

الصديق بينجى بصلاح فعله، والخائن بيقع في فخ شهوته

لما يموت الشرير بتزول معاه كل أماله

المحسن بينجى وقت البَلية، وعلى العاصي بتقع الرزية

النمام بيهلك الرفيق، والمعرفة بتنجي الصْدِّيق

المدينة بتفرح لما يرضى المحسنين ويزول الفاسدين

المدينة بتذدهر ببركة الصالحين، وبتخرب لما يتكلم الغشاشين
 

السفيه بيحتقر جيرانه، واللبيب بيحفظ لسانه
 

النمام بيفضح الأستار، والوفي بيحفظ الأسرار
 

من غير قيادة حكيمة الأمة تنهار، وبوفرة الناصحين يعم الإنتصار
 

ضمان دَين الغريب بيجلب المشاكل

المرأة الحنون مكرمة، والقاسي غناه فقط في ثروته

الرحيم يحسن لنفسه، والقاسي يتعس قلبه

مكسب الشرير وهم، وجزاء الصالح مضمون

الحياة للي بالحق سلك، واللي بيسعى بالشر هلك

الله بيرضى عن الصالحين، وبيكره أفكار الفاسدين

لابد للظالمين من العقاب، أما الصالحين فَلهم الثواب

جمال المرأة من غير العقل، زي حلقة ذهب في ذيل البغل

رجاء الصالحين خير وسلامة، وأماني الفاسدين سخط وندامة

كرم الكريم بيغنيه، وبخل البخيل بيفقره

على قدر كرم عطائك بيكون جزائك

الناس بتلعن اللي بيحتكر طعامهم، وبيباركوا اللي بيوفره لهم

المجتهد في الخير بينول رضا الله، والساعي للشر بيصيبه شره

المعتمد علىَ غناه بيذبل ويضيع، أما المحسن فيزهر زي براعم الربيع

الأحمق بيجلب المشاكل لأهله فيضيع ورثه، ويعيش عبد عند اللي أعقل منه

الصالح شجرة حياة مثمرة، وبحكمته يكسب قلوب الناس

إن كان الأبرار بياخدوا في الدنيا حسابهم، فلازم كمان الأشرار ينالوا جزائهم
 

 

12

طريق الخير حياة
 

محب التقويم عليم، وكاره التهذيب غشيم

الله يرضى عن الصالحين، والعقاب جزاء الظالمين

الشرير لا يعيش في أمان، وأصل الصالح متين مُصان

الشريفة تاج لجوزها، والخسيسة توصمه بعارها

نوايا الأبرار صالحه، ومشورة الأشرار خادعه

كلام الفاسدين مصيدة دم، وكلام المتقين فيه خلاصهم

الأشرار زائلين، والأبرار ثابتين

الكرامة للحكيم، والمذلة للئيم

البسيط اللي عنده خدم، أحسن من المغرور وحالته عدم

المحسن رحيم ببهيمته، والشرير ظالم بطبيعته

المُجتهد يحصد طعامه، والسفيه يتبع أوهامه

الشرير يشتهي غنيمة الفاسدين، والصالح مثمر أصله متين

زلة اللسان توقع الكذابين، والأبرار من كل ضيق سالّمين

الكلمة الطيبة رخاء، وجزاء الإحسان الإكتفاء

يظن الأحمق أنه عليم، اما الحكيم فيسمع للتقويم

الأحمق يغلبه غضبه، أما الفطين فيكتم غيظه

شهادة الأمين صدق وأمانة، وشهادة الزور غدر وخيانة

الكلام الجارح شقاء، وكلام الحكيم شفاء

الصدق ثابت دايماً، والكذب ينكشف فوراً

مدبر الشر بالغش مليان، والساعي بالسلام فرحان

الصالح ما يصيبه ضر، والضيق يلاحق فاعل الشر

الكذاب يغضب الله، والأمين ينال رضاه

الفطين متواضع بعلمه، والسفيه يفضحه جهله

المجتهد سيد مجيد، والكسلان من العبيد

ظهر الإنسان ينحني من الكرب، والكلمة الطيبة تفرح القلب

الرفيق قبل الطريق، والشرير يضلل الصديق

يد الكسلان ما تصيد، أما المجتهد فيعيش سعيد

طريق التقوى عمار، وطريق الشر دمار