قصة النبي موسىَ

بسم الله الرحمة الرحيم

قصص الأنبياء تُرجمة معانيها باللهجة الحضرمية من كتاب الله المقدس

قصة النبي موسى

عليه الصلاة السلام

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 01 (6:08)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 02 (4:03)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 03 (6:33)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 04 (7:12)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 05 (6:50)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 06 (8:45)

  

قصة نبي الله موسى عليه اسلام 1 (38:08)

  

 

 

1

  

نسب النبي موسى وهارون عليهم السلام كان النبي يعقوب عنده أثني عشر ولد. وهم: وراوبين، وشمعون، ولاوي، ويودا، وزبلون، ويساكر، ودان، وجاد، وأشير، ونفتالي، والنبي يوسف، وبنيامين. ويخرج نسب النبي موسى وهارون، من لاوي ثالث أولاد النبي يعقوب عليه السلام. والنبي موسى وهارون هم أولاد عمران إبن قهات إبن لاوي إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم، عليهم صلوات الله ورحمته وبركاته.وكان النبي يوسف عليه السلام، قد باعوه أخوانه في مصر. وبعد ذا عيّنه الملك فرعون حاكم على أرض مصر كلّها، فأنقذ النبي يوسف أهلها من المجاعة، وجاب النبي يوسف أبوه النبي يعقوب وأخوانه وأُسرهُم من أرض كنعان، ليعيشو معه في أرض مصر. وحلّو وسكنو بسلام في منطقة جاسان، وهي أحسن أرض في مصر وتكاثرو فيها وزاد عددهم. لكن بعد 300 سنة تقريباً، حكم مصر فرعون جديد، مايعرف النبي يوسف ولا فضله على أرض مصر. فلما شاف فرعون الجديد أن بني يعقوب زاد عددهم كثير ومتلت الأرض منّهم، قال لشعبه، "إسمعو ياناس، فيه مُشكلة كبيرة، لازم نشوف لها حل. بني يعقوب هم من عُمّالنا، ولكن عددهم يزيد وايد، ويصيرون أقوى منّنا. فلازم نوقّفهم عند حدُّهم، لأنه إذا خرج جيشنا للحرب، فهم بايوقفون مع عدوّنا، وبايشردون الى خارج مصر." فشغّلو المصريين بني يعقوب عبيد عندهم، وعملو مسؤلين عليهم، فستعبدوهم في الأعمال الشاقة، وأجبروهم وأذلّوهم بلقوّة إنهم يبنون ثنتين مُدن، مدينة فيثوم، ومدينة رعمسيس، لتكون مخازن للمك لفرعون. وعذّبوهم عذاب كبير بلا رحمه ولا شفقة. وقال الملك فرعون لمُولدات من بني يعقوب،" لما تولّدن الحريم من بني يعقوب، تشوّفن في الطفل عند خروجه، فإذا كان ولد أقتلنه، وإذا كانت بنت فتركنها تعيش."لكن المُولّدات كُنن يخافين الله سبحانه وتعالى، وماقتلن الأولاد. فطلبهن الملك فرعون مرّة ثانية وقال لهن: "ليه ماسمعتين كلامي؟ وليه ماقتلتين الأولاد؟" فقلن للملك فرعون، "يامولانا، لا تزعل منّنا، الغلطه ماهي غلطتنا، لأن حريم بني يعقوب يولدن أسرع من المصريات. فقبل مانوصل لديارهن، نحصّلهن ولدن." فجازء الله سبحانه وتعالى المُولّدات خير الجزاء، ورزق كل وحده منّهن عائلتها الخاصه، وطرح فيهن البركة. واستمرّو بني يعقوب يتزايدون. فأمر الملك فرعون كل شعبه وقال: "ياناس اسمعو، عندما تخلق بنت من بني يعقوب، أتركوها تعيش. لكن الأولاد، أرموبهم في نهر النيل!" فقُتّلو أولاد كثير من بني يعقوب على يد قوم فرعون.

2

وفي ذاك الوقت، كان رجل أسمه عمران من قبيلة لاوي إبن النبي يعقوب، وحرمته إسمها يكابد وعنده طفلين، مريم وهارون. فولدت زوجته بولد ثالث، وكان جميل ووسيم. فخبّته أُمّه لِمُدّة ثلاثة شهور. ولما شافت أنها مابتقدر تخبّيه من قوم فرعون، عملت سلّة من قصب الماء، ورشّتها بالقطران، وطرحت ولدها في السلّة. وأخذت السلّة وراحت به الى نهر النيل مع بنتها مريم، فطرحته بين شجر الخيزران. ووقفت أخته مريم من بعيد لتشوف أه بايحصل له. ونزلت بنت الملك فرعون الى النهر لتغتسل، وكنن خادماتها يمشين على ضفّة النهر. فشافت بنت الملك فرعون السلّة بين شجر الخيزران، فأمرت خادمتها فشلّين السلّة من النهر، ولما فتحت السّلة بنت فرعون حصّلت طفل وكان يبكي. فأشفقت عليه وقالت: "ذا الطفل أكيد من أولاد بني يعقوب." وفي ذا الوقت راحت أخته مريم الى عندهن وقالت: "يامولاتي، هل بغيتيني نجيب لكِ حرمه ترضع لكِ الطفل؟" فقالت لها بنت فرعون: "نعم روحي" فراحت البنت الى عند أُمّها بسرعة وجابتها. فقالت لها بنت فرعون: " خذي ذا الطفل ورضعيه لي، وأني باعطيكِ فلوس مُقابل رِضاعتكِ له." وأخذت الأم ولدها الى بيتها ورضعته وأعتنت به. ولما كبر الولد فطمته أُمّه، ورجّعته لبنت فرعون، فتبنّته وسمّته موسى وقالت: "أني شلّيته من الماء." وتربّى النبي موسى في قصر الملك فرعون، وتعلّم التقاليد الملكية. وكبر النبي موسى عليه السلام وصار شاب عمره 40 سنة. وفي يوم من الأيام خرج من القصر الى المكان إلي يشتغلون فيه قومه بني يعقوب في الأعمال الشاقه. فشاف واحد مصري يضرب واحد من قومه. فلتفت النبي موسى حوله، فما شاف حد. فقتل المصري وخبّى جثّته في الرمال. وفي اليوم الثاني، خرج النبي موسى، فشاف أثنين من بني يعقوب يتضاربون. فقال للمعتدي: "يا أخي، ليه تضرب خوك؟" فقال له المعتدي: "من خلاّك رئيس وقاضي علينا؟ أنته بغيت باتقتلنا كما يوم قتلت المصري البارح؟" فخاف النبي موسى من هذا الكلام، وقال في نفسه: "أنتشر الخبر." وسمع الملك فرعون بهذا الخبر، فحاول يقتل النبي موسى، ولكن النبي موسى شرد الى منطقة مدين، وهي الأن جزء من الأردن وجزء من صحراء سيناء. ولما وصل هُناك جلس عند بئر.وكان رجل دين مُتشفّع في مدين عنده سبع بنات، فجين الى عند البئر، فشلّين ماء ليسقين غنم أبوهن، ولكن بعض الرعاه طردوهن. فلما شاف النبي موسى الرُعيان ضايقو البنات، شل الدلو من الرُعيان بلقوّة وطردهم. ونزح لهن ماء من البئر، وسقى غنمهن وسقاهن. ولما رجعن البنات إلى شعيب أبوهن قال: " كيف رجعتين بسرعه اليوم؟" فقلن البنات: "الرعيان ماخلّو نحنا نستقي. لكن فيه هُناك رجال مصري دخل بين الرُعيان وشل الدلو منّهم بلقوّة، وسقى نحنا وسقى غنمنا." فقال أبوهن: "فينه ذلحين؟ ليه خلّيتينه هُناك؟ طرّبن عليه وقلن له تعال عند أبونا لتأكل شي. فوافق النبي موسى إنه يجي عند أبوهن. وبعد فترة زوّجه شعيب وحدة من البنات أسمها صفورة. ورزقه الله سبحانه وتعالى ولد، فسمّاه جرشوم ومعناه "أنا ضيف في بلاد غريبة." وبعد فترة طويلة مات فرعون مصر. وكانو بني يعقوب يئنّون، وصياحهم يزيد يوم بعد يوم. فدعو لله سبحانه وتعالى لأنقاذهم من العبودية إلي هم فيها. فرحمهم الله سبحانه وتعالى كما وعد آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة السلام.

3

وفي يوم من الأيام، قرّر النبي موسى إنه يرعى غنم شُعيب في صحراء سيناء. ولما وصل هُناك عند جبل الطور، ظهر له ملاك في لهيب نار على شجرة. فشاف النبي موسى الشجرة مُشتعِله من غير ماتحترق، فقال في نفسه: "بقرب لنشوف أه يحصل في ذي الشجرة، ليه ماتحترق؟" ولما قرب النبي موسى عند الشجرة، سمع صوت يقول له: "ياموسى، ياموسى. فقال النبي موسى: "لبيك" فقال له الله القدير: "لا تقرب أكثر من الشجرة. وخلّس حذيّك، لأن الأرض إلي أنته قيم عليها مُقدّسة. أنا إله آبائك، إبراهيم وإسحق ويعقوب." فستر النبي موسى وجهه، لأنه فزع إنه يشوف الله القدير. وقال الله عزوجل: "ياموسى، أنا شفت قومي، يعانون من العبودية في مصر ويُعذّبون. وسمعتهم يتوسلّون إليّ لإنقاذهم من القسوة إلي يُعاملون بها فرحمتهم، وبغيت بانقذهم من فرعون وقومه. وباخرّجهم من مصر الى أرض كنعان، أرض تُفيض من البن والعسلً، مليانه بكل الخيرات، كما وعدت آبائهم وأجدادهم. فقم رح الى فرعون، وخرّج قومي بني يعقوب من مصر." فقال النبي موسى: "ياربّي، من أنا حتى نروح لفرعون ونخرّج بني يعقوب من مصر؟" فقال له الله القدير: "ياموسى، أنا باكون معك. وذي علامة لك إننا أنا أرسلتك. عندما تخرّج قومي من مصر، باترجعون الى هُنا وباتعبدونا على ذا الجبل."فقال النبي موسى: "ياربّي، عندما نروح الى بني يعقوب ونقول لهم، إلة أبائُكم أرسلنا لكم كما أنت قلتي، طيّب إذا سألونا أه أسمه؟ أه نقول لهم؟" فقال له الله القدير: "ياموسى، أنا إلاله الحي الدايم. وقل لهم، الحي الدايم إلة أبائُكم، إلة إبراهيم وإلة إسحاق وإله يعقوب أرسلنا لكم. ذا أسمي الى الأبد وذا ذكري مدى الأجيال. رح أجمع شيوخ بني يعقوب وقل لهم، الحي الدايم إله أبائُكم ظهر لي وقال، أنا شفت قومي يُعانون ويُعذّبون في مصر. نوعدهم إننا باخرّجهم من ذي البلاوي. وباعطهم أرض مليانة بالخيرات. أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، أرض مليانة لبن وعسل. وبايسمعون كلامك شيوخ بني يعقوب. وبعدين رح أنته والشيوخ الى فرعون وقل له: "إله بني يعقوب كلّمنا، فخلّي نحنا نروح نمشي ثلاثة أيام في الصحراء، لنُقدّم لربّنا الأضاحي ونعبُده. لكنّنا نعرف ان فرعون مابيخلّيكم تخرجون بسهل، فلازم نرغمه بلقوّة. لذا باستخدم قوّتي وجبروتي، لنعمل مُختلف المُعجزات وباضرب قوم فرعون. وبعد ذا بايسمح لكم فرعون بالخروج. وباخلّي المصريين راضيين عليكم. وباخلّيكم تشلّون كثير من الأشياء معكم عندما تخرجون من أرض مصر. كل حرمة منّكم باتروح لجيرانها المصريين، وتطلب منّهم ذهب ومُجوهرات وثياب، والمصريين بايعطونكم بدون تردّد، ولبّسوها أولادكم وبناتكم."

4

فقال النبي موسى: "لكن ياربّي، شيوخ بني يعقوب مابيصدّقونّا، وبايقولون إنك ماظهرت لي ولا كلّمتنا." فقال له الله القدير: "ياموسى، أه ذي إلي في يدك؟" فقال النبي موسى: "ذي عصا، أقود بها غنمي." فقال له ألله: "زقل بها في القاع ياموسى"فزقل بها النبي موسى في القاع. وفي الحال قعت حنش، فشرد النبي موسى من عندها. فقال له الله القدير: " ياموسى، مد يدك وامسك بذيلها." فمد يده ومسك بذيلها، فرجعت عصا كما كانت. فقال الله عزوجل: "ياموسى، أعمل ذي المُعجزة وبني يعقوب بايصدّقون كلامك، إنك قابلت الإله إلي عبدوه آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب. ياموسى، دخّل يدّك في كيسك."فسمع النبي موسى الأمر فدخّل يدّه في كيسه. ولما خرّجها، قعت بيضاء كما الثلجً. فقال له الله عزّوجل: "ياموسى، دخّل يدّك في كيسك مرّة ثانية." فدخّل النبي موسى يدّه في كيسه مرّة ثانية. ولما خرّجها، حصّلها رجعت كما باقي جسمه. فقال له الله عزّوجل: "ياموسى، إذا ماحد صدّق ذي المُعجزات، شل بعض الماء من نهر النيل وصبّه في القاع. على طول الماء بايتحوّل الى دم." فقال النبي موسى: "ياربّي، أنا مانا فصيح اللسان، ونتعتع في الكلام." فقال له الله القدير: "ياموسى، من خلق النطق باللسان؟ ومن يخلّيهم صقعان و عُيمان؟ ومن يعطيهم النظر ويخلّيهم عوران؟ اما هو أنا الواحد القادر على كل شي؟ ذلحين رح، وأنا بساعدك على الكلام وباعلّمك أه تقول." فقال النبي موسى: "من فضلك ياربّي، أرسل واحد ثاني." فغضب الله القدير على النبي موسى غضباً وقال له: "ياموسى، أما هو خوك هارون، لسانه مطلوقة ويقدر يتكلّم سوى؟ وهو ذلحين جاي الى عندك، ولما يشوفك بيفرح قلبه. هارون بايتكلّم مع القوم بالنيابه عنّك، وانتة باتُخبره بأه يقول. وأنا باكون معكم انتة وهارون، وباخبركم بأه تعملونه. أنته كأنك توحي له. ذلحين قم وشل بيدّك ذي العصاء، وعمل بها المُعجزات." فرجع النبي موسى الى عمّه شُعيب، أبو حرمته وقال له: " ياعمّي شُعيب، أرجوك خلّينا نرجع الى عند أهلي في أرض مصر، ونشوفهم عادهم حيّين ولاّ ماتو." فقال له شُعيب: " ياموسى، رح بسلام." فقال الله سبحانه وتعالى لموسى في منطقة مدين: "ياموسى، أرجع الى مصر، لأن كل إلي بغو بايقتلونك ماتو." فشل النبي موسى حرمته وعياله وركّبهم على حمير، ورجع الى مصر. وشل بيده عصاء الله القدير. وقال الله القدير: "ياموسى، عندما ترجع الى مصر، أعمل قُدّام الملك فرعون كل المُعجزات إلي قوّيتك بها. لكن أنا باقسّي قلب فرعون، فهو مابيفك قومي. فقل لفرعون، يقول الله العظيم، بني يعقوب هم كما أبني البكر. فكّهم علشان يقدرون يعبُدونّا. لكن إذا رفضت، أنا بقتل إبنك البكر."وواصل النبي موسى سفره. وقال ألله للنبي هارون، "يا هارو، رح إلى صحراء علشان تقابل أخوك موسى." وفي الطريق عند جبل سيناء، تعارضو. فأخبر النبي موسى أخوه النبي هارون بكل ما قاله الله له لما أرسله، وبكل الأيات إلي أمره الله إنه يعملها. وراح النبي موسى وأخوه النبي هارون وجمعو كل شيوخ بني يعقوب، وأخبرهم النبي هارون بما قال له الله سبحانه وتعالى للنبي موسى. وعمل النبي موسى المُعجزات قُدّام بني يعقوب فآمنو. ولما سمعو ان الله القدير بايساعد بني يعقوب وإنه شاف ذُلّهم وشقاهم، ركعو وسجدو الله العظيم.

5

وبعدين راح النبي موسى وهارون لاعند الملك فرعون وقالو له: "ياملك فرعون، الله سبحانه وتعالى أرسل نحنا إلى عندك، ويقول لك فك قومي بني يعقوب ليعيّدو لي ويعبُدونّا في الصحراء." فقال الملك فرعون: "من هذا الله؟ وليه نُطيعه؟ أنا مابفكّكم إنتو وقومكم أبداً. فقالو له: "يافرعون، ربّ بني يعقوب قابلنا، فذلحين فك نحنا نخرج لمسيرة ثلاثة ايام في الصحراء، لنُقدم ذبائح لله ربّنا. وإذا ماسمحت لنا بالخروج، بايعاقب نحنا الله سبحانه وتعالى بالأمراض أو بالسيف." فقال لهم الملك فرعون: "سمعو، ليه أنتو بغيتو باتعطّلون الناس من شغلهم؟ روحو رجعو لشغلكم." وقال الملك فرعون في ذاك اليوم للمسؤلين حقّه: "اسمعو يامسؤلين، لا تعطون ذيلا العبيد تبل يستعملونه في شغل المدر. خلّوهم يجيبون تبلهم بأنفسهم! ولازم يعملون نفس العدد من المدر إلي كانو يعملونه. ولا تنصطون لإعذارهم. ذيلا عُمّال كسلانين! شغلّوهم أكثر علشان مايلهون لكلام موسى وهارون." فخرجو المسؤلين المصريين من عند الملك فرعون، وقالو لرؤساء عمال بني يعقوب، "ياناس أمر الملك فرعون ان نحنا مانعطيكم تبل. وقال أيضاً لازم تجيبون تبلكم بأنفسكم، وتعملون مدر نفس العدد." فراحو عمال بني يعقوب يدوّرون تبل في كل مصر. لكنهم ماحصّلو تبل لعمل نفس العدد المطلوب من المدر. فضربو المسؤليين المصريين رؤساء عمال بني يعقوب. وبعد فترة جاو رُؤساء عُمّال بني يعقوب، الى عند الملك فرعون يتوسّلون له وقالو: "يامولانا، ليه تعامل نحنا هكذا ونحنا عبيدك؟ جينا نشتكي بالمسؤلين المصريين حقّك، لأنهم بهذلو بنحنا. فهم يطلبون منّنا ان نحنا نعمل مدر ولا يجيبون لنا تبل. وننّضرب ونتبهذل كل يوم ونحنا عبيدك." فقال لهم الملك فرعون: "انتو قوم كسلانين! بغيتو باتخرجون للصحراء لتُقدّمون الأضاحي لله ربّكم. كل واحد منّكم لازم يرجع شغله! يلله، ماشي تبل. وكمّية المدر بغيناها اتمّي هي ذي هي، يالله يالله." فخرجو رُؤسا العُمّال من عند الملك فرعون وهم يقولون: "نحنا في مشكلة عويصه." فصادفو النبي موسى وهارون، إلي كانو ماقفين لهم. فقالو لهم: "ياريت الله يعاقبكم، أنتو يا الأثنين. كله بسببكم، خلّيتو فرعون وحاشيته يكرهون نحنا، وعطيتوهم عذر علشان يعذّبون نحنا أكثر وأكثر." فأثّر ذا الكلام على النبي موسى، فراح يدعو الله سبحانه وتعالى وقال: "يارب، فرعون عندما بلّغته بأمرك، استمر يأذي قومك أكثر وأكثر. يارب، هل ارسلتنا لذا الشي؟" من يوم ما أرسلتنا الى فرعون بأسمك وهو يعذّب قومك، فياربّي أنقذهم."

6

فقال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، أنته باتشوف أه بعمل بالملك فرعون. بقدرة يدي باخلّيه يفك قومي. أنا الرب إلي أظهرت كل شي لأبائكم، إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلهاً قديراً لهم. ولكن ماخلّيهم يعرفون أسمي المقدس الحي الدايم. وعاهدتهم أننا باعطيهم أرض كنعان إلي تغرّبو فيها. وسمعت أنين قومي إلي أستعبدهم فرعون وقومه. وأنا نذكر عهدي لهم." فقل لبني يعقوب: "أنا الرب، باخرّجكم من عذاب المصريين وبانقذكم من عبوديتهم. وباساعدكم بذراعي، وبأحكام رهيبة بانزّلها عليهم. بعملكم قوم لي، وباكون إله لكم، باتعرفون إننا الرب إلهكم إلي أخرجكم من عذاب المصريين. باخلّيكم تعيشون في الأرض إلي وعدت بها أبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وباعطيها لكم ميراث، أنا الرب." فقال النبي موسى ذا كلام لبني يعقوب. لكنّهم ماسمعو كلامه، لأنهم يئسو من كثر مايعانونه من شقاء العبودية. فقال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، أرجع لاعند فرعون وقل له، " فك قومي من مصر." فقال النبي موسى: "ياربّي، بني يعقوب مايسمعون لي. فكيف يسمع لي فرعون وأنا ثقيل اللسان؟"

7

فقال لله سبحانه وتعالى للنبي موسى: "ياموسى، أنا باخلّي أخوك هارون يتكلّم بدل منّك. هو بايقول رسالتك الى فرعون، كما نبي يُخبر رسالتي. أنته تكلّم بكل شي نخبرك به. وهارون يكلّم فرعون ليفك قومي من بلاده." وقال الله للنبي موسى: "ياموسى، أنا باقسّي قلب فرعون، فمهما زادت مُعجزاتي وعجائبي في أرض مصر، مابيسمع لكم لمان نرفع يدي عليه ونخرّج قومي من هُناك. لأننا بانزّل على المصريين أحكام رهيبة. فيعرفون المصريين أننا أنا الحي الدايم عندما نرفع يدي عليهم، ونخرّج قومي من عندهم." وسمع النبي موسى وهارون عليهم السلام كلام الله سبحانه وتعالى، وعملو كما قال لهم. وكان النبي موسى عليه السلام عمره 80 سنة، والنبي هارون 83 سنة لما كلّمو الملك فرعون. وقال لله القدير للنبي موسى وهارون: "عندما يطلب فرعون مُعجزة منّكم، قل لهارون أخوك، "زقل بعصاك قُدّام فرعون، فتكون حنش." فدخل النبي موسى وهارون عند الملك فرعون، وعملو كما قال لهم لله سبحانه وتعالى. وزقل النبي هارون بالعصاء قُدّام الملك فرعون ورجاله، فقعت حنش. فجاب الملك فرعون كل السحرة. فعملو سحرة مصر كما عمل النبي موسى ولكن عصاء النبي موسى سرطت حناش السحرة كلهن! برغم أن الملك فرعون شاف ذي المُعجزة، قسى قلبه ورفض بعناد يسمع كلام النبي موسى وهارون كما قال الله القدير. فقال الله سبحانه وتعالى للنبي موسى: "ياموسى، ذا فرعون قلبه غليظ، يرفض يخرّج قومي. لذا شل عصاك ورح له غدوة وقل له: "باضرب نهر النيل، فيتحول الى دم." وثاني يوم، راح النبي موسى وهارون لا عند فرعون وقالو له: "ياملك فرعون، ربّنا يقول لك، "خرّج قومي من مصر ليعبُدونه في الصحراء"، لكنّك لحد الآن ترفض. لذا، فالله سبحانه وتعالى بايضرب نهر النيل وبايحوله الى دم. فيموت السمك وبايخم النهر، فما بايقدرون قومك يشربون منّه. فتعرفون من هو الحي الدايم." وقال الله للنبي موسى: "ياموسى، قل لأخوك هارون شل عصاك ومد يدك على مياه المصريين في كل مكان فيتحوّل الى دم." وعمل النبي موسى وهارون كما قال لهم الله القدير. فتحوّلت كل المياه في مصر الى دم. فمات السمك إلي في النهر، وتعفّن كل الماء إلي في أرض مصر. فقامو قوم فرعون يحفرون آبار ليشربون، لأن كل نهر النيل تحوّل الى دم. وبقي فرعون يقسى قلبه ويرفض طلب النبي موسى. وماخلّى بني يعقوب يخرجون للصحراء.

8

وبعد سبعه ايام من ضربة النيل، قال الله سبحانه وتعالى للنبي موسى: "ياموسى، رح لفرعون وحذّره أننا بملي مصر بالضفادع. حتى أنها باتطلع الضفادع الى قصره وغرفة نومه، وحتى الى وقاه. وباتطلع لقوم فرعون كلّهم صغيرهم وكبيرهم." وقال الله للنبي موسى: "ياموسى، قل لأخوك هارون شل عصاك ومد يدك على كل المياه في مصر، وخلّي الضفادع تطلع." فمد النبي هارون يده فطلعت الضفادع في كل مكان، كما قال الله القدير. وعملو هكذا سحرة مصر وخلّو الضفادع تطلع في ارض. فأحضر الملك فرعون النبي موسى وهارون وقال لهم: "دعو ربّكم انه يرفع منّنا بلوة الضفادع ذي. وباخرّج بني يعقوب من مصر، علشان يمشون في الصحراء ثلاثة ايام يُقدّمون الذبايح حقّهم كما بغيتو." فدعى النبي موسى الله سبحانه وتعالى علشان يرفع العذاب من قوم فرعون، فاستجاب الله سبحانه وتعالى. ولكن الملك فرعون انقلب على النبي موسى، ورفض يخرّج بني يعقوب. فبقى قلب فرعون قاسي، فستمر الله القدير يضربهم بالضربات متتالية بالمُعجزات. بعدين قال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، قل لأخوك هارون مد عصاك وضرب الطين إلي في الأرض، ليكون حاس وايد وايد. "فمد النبي هارون يده بعصاه وضرب الطين إلي في الأرض. فطلع حاس كثير جداً على الناس والبهايم وعلى كل شي. حتى سحرة مصر قالو: "ذا صبع الله امتد علينا. واعترفو أنهم ماهم قادرين يعملون كما ذي المُعجزات إلي الله القدير عملها. بعدين قال الله للنبي موسى: "ياموسى، قم في الصبح بدري وقابل فرعون وقل له، قال الله فك قومي ليعبُدونّا. وإذا كنت مابتفكّهم، برسل الذبّان عليك وعلى كل قومك، علشان تعرف أننا أنا الله العظيم." وثاني يوم عمل الله القدير كما قال. فمتلت الدنياء بالذبابين. فأحضر الملك فرعون النبي موسى وهارون وقال لهم، "روحو وقدّمو الأضاحي لإهكم في الصحراء. ولكن لا تروحون بعيد."

9

بعدين قال الله للنبي موسى: "ياموسى، رح الى عند فرعون وقل له، قال الله رب بني يعقوب فك قومي. وإذا رفضت، بضرب كل مواشيك فتموت." وثاني يوم عمل الله القدير كما قال، فماتت كل موشي المصريين. ولكن فرعون قلبه كما الحديد. كما قال الله القدير. بعدين قال الله القدير للنبي موسى وهارون: "شل ملا يدّاتك رماد، وذرّه في الهواء. فيطلع بثر في أجسام المصريين وحتى في مواشيهم." فعمل النبي موسى وهارون كما قال الله القدير. فطلع بثر في الناس ومواشيهم. ولكن الله قسى قلب فرعون فما سمع لهم كما قال الله القدير. وقال لله القدير للنبي موسى: "ياموسى، قم الصباح بدري ورح الى فرعون وقل له، "قال لله إله بني يعقوب، خرّج قومي ليعبدونّا! وإلاّ فأنا بانزّل ضرباتي متتالية عليك وعلى رجالك وكل قومك. فتعرف أن مافيه إله في الأرض غيري. أنا لو بغيت بأهلكك بيدي أنته وقومك، لأهلكتك من زمان. لكن أنا باخلّيك تعيش لتشوف قدرتي، وينتشر أسمي. ليعرفونه كل الناس في الأرض." وانته تكبّرت على قومي، ومابغيت تخرّجهم من مصر. فبُكرة في ذا الوقت، بانزّل ثلج وبرد عظيم، ماعرفت مصر كماه من يوم قامت الى الأن. لذا خرّج رجالك يجمعون مواشك وكل شي في المزارع الى مكان آمن لهم. علشان لو مادخلو المكان الآمن، بايموتون من البرد." فكان بعض من رجال فرعون إلي يخافون كلام الله سبحانه وتعالى، جابو عبيدهم ومواشيهم بسرعة الى المكان الآمن. ولكن إلي مايخافون كلام الله، خلّو عبيدهم ومواشيهم في المزارع. بعدين قال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، مد يدك الى السماء علشان يصقط البر في كل مصر. فضربهم الله القدير بالبرد كما قال. فأحضر الملك فرعون النبي موسى وهارون وقال لهم: "الله قدوس، وأنا وقومي مُخطئين، أدعو ربّكم، كفايه من الرعود والبرد. بافك قومكم، معاد بغيتهم يتمّون هُنا. ولكن قلب فرعون قسي، ومافك بني يعقوب، كما قال الله القدير.

10

بعدين قال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، قل لفرعون إذا مابتفك قومي ليعبُدونّا، بارسل عليكم الجراد بكرة." فراح النبي موسى وقال لفرعون كما قال الله القدير. ولكن فرعون رفض إنه يفك بني يعقوب. فأرسل الله القدير الجراد كما قال. فما ترك الجراد شي إلاّ أكله، لا اخضر ولا يابس في كل أرض مصر! فالجراد دمر ارض مصر كلها! فأحضر الملك فرعون النبي موسى وهارون وقال لهم: "أخطأت في حق المولى إلاهكم وفي حقّكم، عاد ذي المرّة بس أدعو الله ربّكم إنه يبعّد ذي المصيبه." ولكن قلب فرعون قسي، ومافك بني يعقوب، كما قال الله القدير. بعدين قال الله القدير للنبي موسى: "ياموسى، مد يدّك لمان السماء، فتنزل غدراء على كل مصر. " فمد النبي موسى يده. فقعت بقعى غدراء سواى سواى، فماحد قدر يخرج من الداره لمُدّة ثلاثه ايام. ولكن قلب فرعون قسي، ومافك بني يعقوب، كما قال الله القدير. فأحضر الملك فرعون النبي موسى وقال له : "أرحلو من هُنا وعبدو الله حقّكم أنتو وحريمكم وأولادكم وأما غنمكم وبقركم فخلّوهن هُنا." فقال له النبي موسى: "لا، كيف ذا؟" فقسى الله القدير قلب فرعون، فمافك بني يعقوب.

11 

وبعدين قال الله عزّوجل للنبي موسى: "ياموسى، بقيت ضربة واحدة بانزّلها على فرعون وقومه. وبعد ذا بايفكّكم من هُنا. وقل لكل رجل وحرمة من قومك أنهم يطلبون من جيرانهم المصريين جواهر من الفضة والذهب. فيعطونهم أيّاها، لأننا خلّيت المصريين يرضون عليكم." وصار النبي موسى رجّال عظيم في عيون رجال فرعون وقومة. وبرغم الضربات القوية، كان فرعون يركب كوره، ويرفض يخرّج بني يعقوب من مصر.

12

فأوحى الله سبحانه وتعالى الى النبي موسى وقال له: "ياموسى، بضرب فرعون وقومه بالضربة الأخيرة ذي المرة. وبعدها بايطردكم خارج أرض مصر. بايجي ملاك الموت نص الليل وبايقتل كل ولد بكر من الناس والمواشي في مصر. وبايضرب ولد فرعون البكر، وكل ولد بكر من أولاد قوم فرعون. فيموتون ويكون صياح ونياح في كل دار. اخبر فرعون بذا الخبر." وراح النبي موسى الى بني يعقوب وقال لهم: " ياجماعة، سمعو، باقولكم حاجة مُهمّة، الله سبحانه وتعالى بايرسل ملك الموت الى مصر، علشان يقتل كل ولد بكر من الناس والمواشي. ولكنه عطانا الطريقة ليخلّصكم من ذا الموت: " كل دار منّكم يشل كبش عمره سنة وحده، ويكون صاحي مابه أيّ عيب. وذبحوه وحفظو دمه، ورشو به على ابواب مداخل دياركم على الكفي والقوامات، وبايجي ملك الموت وبايدخل كل البيوت في مصر، وبايقتل كل بكر من الناس والمواشي. وباينزّل لله القدير عقابه على جميع آله المصريون، ولما يجي لدياركم. ويشوف دم الأضحية على الكفي والقوامات بايتجاوز دياركم ومابيدخلها. وهكذا بايسلم كل بكر في دياركم من الموت إذا رشّيتو دم الأضحية. وبايميّز الله سبحانه وتعالى بين بني يعقوب قومه وقوم فرعون. من الأن، بايكون لكم ذا الشهر رأس الشهور، وأول شهر في السنة. وفي كما ذا الشهر من كل سنة، تحتفلون بعيد النجاة ذا. وذي المُناسبة على كل أسرة تذبح كبش صاحي مافيه أيّ عيب. وإذا كانت الأسرة صغيرة ماتقدر توكل الكبش كلّه، فتتقاسمه مع الجيران. وكلّكم لازم توكلون الأضحية داخل دياركم، والرجال والأولاد لازم يكونون مختونين، كعلامة التزامهم بعهدي. ولا توكلون الأضحية نيّه ولا مغليّه، ولكن شووها كامله هي وكورها ومصرنها واطرافها. وكلو منّها بقدر ماتقدرون. وبعدما تشبعون حرقو الباقي. ولا تكسرون أيّ عظم من عظام الأضحية عندما تذبحونها أو تأكلونها أو تحرقونها. وعندما يسألُكم أولادكم، " حق أه ذا العيد؟" قولو لهم، ذا العيد علشان اليوم إلي انقذنا الله فيه من الموت بدم الأضحية، عندما قتل كل بِكر من الناس والحيوان في مصر. ولما غلّق النبي موسى كلامه، سجدو كل بني يعقوب لله سبحانه وتعالى، ولقّو كما أمرهم النبي موسى. وفي نص الليل جاء ملاك الموت وقتل كل بكر في أرض مصر من الناس وحتى الحيوانات. فأحضر الملك فرعون النبي موسى وهارون في الليل وقال لهم: " قومو وخرجو من بين شعبي أنتو وكل بني يعقوب. وروحو وعبدو الله كما قلتم، وشلّو معكم غنمكم وبقركم، ولكن سرحو من عندنا. وباركونا ودعولي. وخلّى لله سبحانه وتعالى أهل مصر راضين عن بني يعقوب. لذا ساعدوهم في التحضير للخروج من مصر، واعطوهم أي شي يطلبونه بما فيه الذهب والفضة والثياب. وفي التحضير للخروج من مصر قال النبي موسى لهارون : ياهارون، فيه وصيّة للنبي يوسف لما قال لأجدادنا: "يوم من الأيام الله سبحانه وتعالى بايُنعم عليكم وبايخرجكم من مصر الى الأرض إلي وعد بها آبائُكم، إبراهيم وإسحق ويعقوب. فلازم تشلّون جثتي معكم وتدفنونها هُناك." وهاكذا انقذ الله سبحانه وتعالى بني يعقوب من العبودية في مصر بعد ان عاشو فيها 430 سنة، وخرج معهم الى الصحراء خليط كبير من الناس من غير بني يعقوب. وكان عدد الخارجين 600000 رجال من غير النساء والأطفال. والناس من غير بني يعقوب إلي جاو معهم. وقادهم الله سبحانه وتعالى الى أرض الميعاد بسحاب في النهار، وفي الليل بالنار.

13

الله سبحانه وتعالى ارسل النبي موسى الى مصر لينقذ قومه من عبودية فرعون. فعمل معجزات كثيرة واخرجهم من مصر ليدخلهم الى أرض كنعان وهي أرض الميعاد. وكان عدد الرجال فقط، رجل. وكان الله سبحانه وتعالى يقودهم بالغيام في النهار، وفي الليل بالنار. بعدما خرجو بني يعقوب من مصر، اوحى الله سبحانه وتعالى الى النبي موسى وقال: "يا موسى، قود الناس عبر الصحراء وخيموا قرب البحر الاحمر. وانا با قسي قلب فرعون وبا خلّيه يخرج وراكم، ويطاردكم هو وجنوده. وبعدين با هلكهم كلهم، فيعرف المصريين اننا انا الله القدير." وبعدما خرجو بني يعقوب من مصر، خيموا قرب البحر الاحمر. فقال فرعون: "يا وزراء، شوفوا اه عملنا؟! خلّينا بني يعقوب يخرجون ومعاد با نقدر نستخدمهم عبيد لنا مرة ثانية.جهّزوا العربات الحربية، وجمعوا الجيش! وخلو نحنا نخرج وراهم." فقال رايس حرس فرعون الملكي، "يا مولاي، جهزنا عربة حربية وجهّزنا الفرسان، ومستعدين لتنفيذ الاوامر." وقسى ألله سبحانه وتعالى قلب فرعون، فتبع هو وجيشه بني يعقوب الى مخيمهم القريب من البحر. وعندما شافوا بني يعقوب جيش فرعون الكبير من بعيد، فزعوا وقعدوا يصيحون وقالو: "يا رب، خلَصنا! ذيلا با يقتلون نحنا!" "يا موسى، كيف ذا؟ ليه، ما شي وسع في مصر تدفن نحنا فيها؟ جبت نحنا هنا نموت في الصحراء؟ !اه ذا إلي لقيته فينا؟" "نعم، قُلنا لك، خل نحنا نخدم المصريين، احسن من الموت في الصحراء!" فقال النبي موسى، "يا ناس، يا ناس، لا تخافون، تشجعوا، وبا تشوفون الله سبحانه وتعالى با ينقذكم اليوم. فرعون وجيشه ذيلا معاد با شوفونهم مرة ثانية ابداً. الله الحي ألدايم با يدافع عنكم وبا ينقذكم، وما عليكم إلا تشوفون وتسكتون." وراح النبي موسى ودعى الله سبحانه وتعالى وتوسل إليه ليخلّصهم. فجاوبه الله سبحانه وتعالى وقال له: "يا موسى، خل القوم يمشون في إتجاه البحر، ورفع عصاك ومد يدك فوق البحر. با ينقسم ماء البحر وبا تنفتح طريق يابسة وسطه يمرون فيها. وانا با قسي قلب فرعون ورجاله، فيدخلون وراكم وبا يغرقون وبا يموتون كلهم. فيعرف كل المصريين اننا الله العظيم." وكان ملاك لله إلي يقود بني يعقوب ويسير قدامهم هو وعمود السحاب، رجعو وراء بين جيش بني يعقوب وجيش المصريين ليمنعو دخول جيش المصريين الى بني يعقوب. وكان عند بني يعقوب ضؤ في الليل كله، وعند المصريين سحاب مظلم فما قدرو يقربون من بني يعقوب. واطاع موسى عليه السلام امر الله سبحانه وتعالى ومد يده فوق البحر. فسخّر الله سبحانه وتعالى ريح قوية جداً طول الليل، قسمت البحر الى قسمين من اعلى البحر الى قاعه، ولقت طريق بين البحرين. وخرجو بني يعقوب يمشون في الطريق اليابسة في قاع البحر بين سدين عظيمين من الماء.ودخل فرعون وجيشه وراء بني يعقوب. ولما دخلو وسط البحر، عطّل الله سبحانه وتعالى عرباتهم وخلاهم يرتبشون. فقالو جنود فرعون، "يا مولانا، المركبات كلها تتناصل! شف نحنا با نموت كلنا! خل نحنا نترك بني يعقوب يا ملك فرعون. شوفوا ذيلا إلاهم يحارب معهم ضدنا." ولما طلعو بني يعقوب كلهم من البحر، قال الله سبحانه وتعالى للنبي موسى: "يا موسى، مد يدك فوق البحر، فيغطي الماء كل جيش فرعون." فاطاع موسى عليه السلام امر الله سبحانه وتعالى ومد يده فوق البحر. فاندفع الماء باتجاه جيش فرعون. فحاولوا يشردون، ولكن الماء غطى العربات والفرسان. وكل الجيش إلي تبع بني يعقوب في البحر، غرق كله، وما سلم ولا واحد منهم. هكذا مات جيش فرعون كله. فقالو بعض من بني يعقوب، "سبحان الله، سبحانه القوي العزيز. جثث الجنود مزقلة على الساحل. نشكر الله ونحمده إلي انقذ نحنا من فرعون وقومه الظالمين." فهكذا أنقذ الله سبحانه وتعالى قومه في ذا اليوم من جيش فرعون. وشافو بني يعقوب جثث جنود فرعون على الشاطي. ولما شافو المعجزة ألعظيمة إلي عملها لله بالمصريين، خافو بني يعقوب من لله وأمنو به وثقو بموسى عبده كقائدهم. ففرحوا واحتفلوا بذي المناسبة العظيمة وردد النبي موسى عليه السلام وبني يعقوب ذي الاناشيد وقالو: يا ناس شكروا معي ومجدوا الواحد القهار وأذكروا نعمته يوم لقانا سوى احرار ونعظمه دايماً وأبداً صغارنا وكبار ونسبّحه صبح ومساء هو الاله البار خرجنا بعز وفخر من بين الاسوار وعاهدنا عهد الوفاء بأرض وذرية ودار وهو إلي جاب لفرعون ولجيشه العار وهو إلي نصرنا دائماً وبنصره انوار لما شفنا جيش العدوا وكثرة الاشرار خفنا وصيحنا با صواتنا للحافظ الستار وهو إلي قال مد يدك ولا تحتار وانا اليوم با خلي الجموعه مطعشرين طعشار وبا خلي فرعون مصر والبحر تذكار وبا خلي الناس ما ينسون ذا إلي جرى اوصار. وشلّت ألنبية مريم أخت موسى وهارون دف، وخرّجت الحريم كلهن معها بدفوفهن وأنشدن وقلن:"أنشدو لله جلّ جلاله،الخيل وفرسانها زقلبهم في البحر."

14

وبعد ذا الاحتفال، اطاع النبي موسى امر الله سبحانه وتعالى وقاد بني يعقوب عبر الصحراء. ومشوا ثلاث ايام وما حصّلو ماء. وعندما وصلوا منطقة مارة، حصلوا ماء، ففرحوا كثير. لكن، الماء كان قار جداً كما المر. فخاب أملهم، ودخلهم اليأس وقالوا: "اه ذا ؟! الماء قار؟! ياموسى، اه نشرب؟ شف نحنا، با نموت من الظماء!" فدعى النبي موسى الله سبحانه وتعالى أن يفرّج عليهم، فاستجاب له الله. ورواه الله غصن شجرة وقال له، "يا موسى، إزقل بهذا الغصن في الماء." فزقل به النبي موسى في الماء، فقع الماء حلو. فقالو الناس، "الحمد لله، ذلحين نقدر نشربه." وفي منطقة مارة هذي، أعطاهم ألله سبحانه وتعالى فريضة ليمتحن ايمانهم به. وذي الفريضة هي، أن ألله اوحى اليهم وقال لهم: "انا ربكم الشافي، إذا اطعتونا واتبعتوا السراط المستقيم، بأعتنبكم وما با عاقبكم بالامراض إلي انزلتها على قوم فرعون." وبعدما خرجو بني يعقوب من منطقة مارة، جاؤ الى أيليم. وكان في منطقة أيليم عين ماء و نخلة. فنصبو خيامهم هناك عند الماء. وبعد شهر من خروجهم من مصر، دخلو صحراء صين إلي تقع بين منطقة أيليم وجبل سيناء، وجبل سيناء هو جبل ألطور. وفي صحراء صين ايضاً تذمرو من النبي موسى وهارون عليهم السلام. وقالو: "اه ذا إلي عملتو فينا؟ خرّجتوا نحنا من مصر وجبتوا نحنا في مكان لا فيه لحم ولا فيه خبز! أقل شي كنا نأكل في مصر. يا ريت نحنا متنا هناك! وقالو: "يا موسى ويا هارون، شوفو نحنا كلنا با نموت في الصحراء من الجوع، وذنبنا في رقابكم." فقال النبي موسى: "يا ناس أسمعوا، الله سبحانه وتعالى با ينزّل عليكم خبز من السماء كما الندى. جمعوا منه كل يوم اكل يكفيكم يوم واحد بس. لا تخلّون شي يتمّي لثاني يوم. وفي اليوم السادس من كل اسبوع، أجمعوا اكل ليومين، لان اليوم السابع يوم مقدس. ففي هذا اليوم، ما با ينزل عليكم خبز من السماء. فلا تعملون فيه وهو يوم للراحة. وبا تعرفون ان الله ربكم. وبذي الطريقة، با يمتحنكم ألله وبا يشوف إذا كنتوا با تمشون على شريعته والا لا." وفي مساء ذاك اليوم، ارسل الله سبحانه وتعالى مطر خفيفة وهي طل الندى. وفي الصباح تجمعت طبقة رقيقة على الارض. ما قد شافوا بني يعقوب كماها أبداً. واستغربوا وقالوا بعضهم البعض: "اه ذا؟ نحنا ما قد شوفنا كما هذا أبداً. فسمّوه ألناس مَن لأنهم ما يعرفون أه ذا." فقالو: "هذا طعمه حلو كما العسل، الحمد لله والشكر له." فقال النبي موسى: "يا ناس، ذا خبز انزله الله سبحانه وتعالى لكم من السماء كما قلت لكم." لكن بعض الناس عصوا كلام الله سبحانه وتعالى وجمعوا خبز اكثر من حاجتهم اليومية. فالاكل إلي بقي لثاني يوم، تعفّن وحوّت. فزعل موسى عليه السلام كثير وتنرفز. وبعد فترة، قال النبي موسى لأخوه هارون: "يا هارون، أمرنا ألله عزوجل نحفظ بعض المن لأجيالنا القادمة علشان يشوفون خبز المن إلي أطعم نحنا أياه ألله من السماء في الصحرء لما أخرجنا من مصر." فقال النبي هارون: "يا خوي موسى. أنا با طرحه في تابوت العهد كما أمرك لله عزوجل."

15

وخرجو بني يعقوب من صحراء صين وتنقلوا من مكان الى مكان كما امرهم الله سبحانه وتعالى. وبعدين وصلوا الى منطقة رفيديم، لكن ما حصّلو ماء. فقالو الناس: "يا موسى، ذي المنطقة ما شي فيها ماء. با موت من الظماء. لق لنا حل، يا موسى." فقال النبي موسى: "يا ناس، ليه زعلتو مني وليه تمتحنون الله سبحانه وتعالى؟" فقالو: "يا موسى، ليه خرجت نحنا من مصر؟ لتقتل نحنا وعيالنا ومواشينا بظماء؟ فقال موسى لله عزوجل: "يا رب، اه نلقي بذيلا ألناس؟ بعد قليل با يحذفونا!" واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء النبي موسى واوحى اليه وقال: "يا موسى، رح مع بعض من شيوخ القوم، وشل عصاك إلي ضربت بها نهر النيل، وضرب حجر إلي أوريك اياه، وبا ينفجر منه ماء." واطاع موسى عليه السلام امر الله سبحانه وتعالى وضرب الحجر إلي رواه الله القدير قدام عيون شيوخ بني يعقوب، وخرج الماء من الحجر ينابيع تجري على الارض وشربوا جميع الناس. وفي اليوم الأول من الشهر الثالث، يعني بعد شهرين بالضبط من خروج بني يعقوب من مصر، وصلو الى جبل الطور في صحراء سيناء، وخيموا تحته. وهو نفس الجبل إلي كلم الله سبحانه وتعالى النبي موسى فيه من شجرة النار، ووعده ألله أن يلاقيه فيه مرة ثانية. فطلع النبي موسى الجبل لملاقاة ألله سبحانه وتعالى كما وعده، وقال له ألله عزوجل: "يا موسى، با ينزل جلالي اليك في سحابة كثيفة وايدة، علشان يسمعونا بني يعقوب عندما أكلمك، فيؤمنو بك الى الأبد." فنزل النبي موسى من الجبل وقال للناس: "يا أناس، قال ألله سبحانه وتعالى أنه با ينزل جلاله على جبل الطور. فطهّرو اليوم وبكرة، وغسّلو ثيابكم. وستعدو لليوم الثالث لأنه في ذا اليوم باينزل جلال الله العظيم قدامكم كلكم على جبل الطور. وعملو حدود حول الجبل علشان ما تتخطوه. فانتبهو، لا تطلعو الجبل ولا تلمسو حتى طرفه. فأي أنسان أو حيوان يلمس الجبل، يُقتل قتل بدون ما تلمسوه. ولكنكم تحذفونه بالحصى أو بالسهام، فلازم يموت. فما تقدرو تطلعو الجبل إلا عندما تسمعو صوت البوق، يمكنكم تطلعو الجبل." فقالو الناس: "نحنا كلنا با نعمل كما قلت، يا موسى." وفي اليوم الثالث عند طلوع الصباح، كان برق كثير ورعد قوي جداً وسحابة غليضة على الجبل، وصوت بوق شديد جداً. فارتعدو كل الناس في المخيّم. فخرّج النبي موسى ألناس من المخيّم ليعبدو ألله سبحانه وتعالى، فوقفو تحت الجبل. وكان جبل الطور مغطى بدخان، لأن جلال ألله العظيم نزل عليه بالنار. فدخانه يطلع كما دخان البركان، فكان الجبل يهتز كله بقوة. وزاد صوت البوق كثير جداً. وعندما كان النبي موسى يتكلم، كان ألله المولى العظيم يُجيبه بصوت. ونزل جلال ألله المولى العظيم على قمة جبل الطور، وطرّب على النبي موسى علشان يطلع قمة الجبل، فطلع فكلمه ألله. وبعدين قال ألله سبحانه وتعالى للنبي موسى وكل بني يعقوب: "اسمعو يا بني يعقوب، انا المولى إلهكم إلي خرّجكم من مصر، من سجن ألعبودية. لا تعبدوا إله ثاني معي. لا تعملو لكم أصنام في اي شكل. لا تسجدو لهن ولا تعبدوهن، لأننا أنا المولى إلهكم، ما أرضى تعبدو غيري. فأعاقب ذنوب الأباء في عيالهم لمان ألجيل الثالث والرابع من إلي يكرهونا. ولكن أرحم ألذين يحبونا ويعملو بوصاياي لمان ألف جيل. لا تقولو المولى إلهكم باطل لأن المولى با يحاسب كل من يقول إنه باطل. أحفظو يوم السبت وقدّسوه، وعظمو لله القدير. ستة أيام تشتغلو فيها وتعملون كل أعمالكم. أما اليوم السابع فهو يوم مقدس للمولى إلهكم. لا تعملو فيه أي عمل، أنتو ولا عيالكم ولا عبدكم ولا جواركم ولا مواشكم ولا الغريب إلي موجود عندكم. لأن ألله العظيم في ستة أيام خلق السماوات والأراضين والبحار وكل شي فيهن، وبارك الله عزوجل يوم السبت وقدّسه له. برّو أبائكم وأمهاتكم، تطول أعماركم في الأرض إلي يُعطيها لكم المولى إلهكم. لا تقتلو. لا تزنو. لا تسرقو. لا تشهدو زور على أحد. لا تحسدو ولا تشتهو ديار غيركم ولا زوجاتهم ولا عبيدهم ولا جوارهم ولا ثيرانهم ولا حميرهم ولا أي شي حق غيركم." فعندما شافو بني يعقوب البرق و وسمعو الرعد وصوت البوق، وشافو جبل الطور يُدخن، أرتعبو وتمّو قيام بعيد. وقالو للنبي موسى: "يا كليم ألله، كلّم نحنا أنت با نسمع لك، ولا يستمر يكلّم نحنا ألله القدير علشان ما نموت." فقال النبي موسى: "يا ناس، لا تخافون، لأن جلال ألله العظيم ليمتحنكم علشان تتقوه وتكون مخافته قدام عيونكم، فما تخطؤ." وتمو بني يعقوب قيام من بعيد، أما النبي موسى وهارون فقربو عند الضباب الغليظ إلي فيه جلال ألله سبحانه وتعالى. فقال ألله عزوجل للنبي موسى: "يا موسى، قل لبني يعقوب، هذي هي الأحكام يعطيها لكم المولى إلهكم. أنتو شوفتو بأنفسكم أننا كلّمتكم من السماء. لا تعملو لكم ألهه ثانية معي، لا من ذهب ولا من فضة. أبنو لي مكان لتقديم أضاحيكم من طين، وقدمو عليه الأضاحي من غنمكم وبقركم. فأباركم في كل مكان تُكرمون فيه اسمي. إسمعو، أذا اشتريتو عبد من قومكم، فيخدمكم ست سنين بس. وفي بداية السنة السابعة فكوه حر بدون ما يدفع لكم شي. من ضرب أنسان بلعمد فمات، فلازم يُقتل. لكن اذا قتله من غير عمد، فهذا حصل بقضاء ألله، فيشرد الى مكان إلي أعيّنه له. من ضرب أو سبّ أبه أو أمه فيُقتل. من خطف انسان وباعه فيُقتل. اذا سرق واحد ثور أو طلي وذبحه أو باعه، فلازم يعوّض بدل الثور خمسة ثيران، وبدل طلي أربعة طليان. لكن اذا حصلتو الحيوان المسروق حي عنده، فلازم يعوّض بدل الواحد أثنين. اذا شل واحد منكم حيوان من جاره مدة فترة، فاُصيب هذا ألحيوان أو مات، فلازم يعوّض صاحب الحيوان. اذا غرّى رجل عذراء ما هي مخطوبة وجامعها، فلازم يدفع مهرها ويتزوجها. لا تخلو السحرة يعيشون. كل من جامع حيوان يُقتل. كل من قدّم أضحية لأي إله غير المولى الواحد، يُقتل. لا تعذبو الغريب ولا تُضايقوه، لأنكم كنتو غرباء في مصر. لا تظلمو أرملة أو يتيم. اذا ظلمتوهم وصاحو إليّ، فأنا أسمع صياحهم فاغضب عليكم، فأبيدكم بالسيف، فتكون حريمكم أرامل وأولادكم يتامى. واذا عطيتو دين لواحد من فقراء قومي، فلا تطلبو ربا. اذا شليت ثوب جارك رهن عندك، ردّه له عند غروب الشمس. لأن ذا الغطاء الوحيد إلي عنده يغطي به جسمه. فاذا ما ردّته له، كيف ينام؟ فأن صاح بصوته إليّ، سمعته لأننا إله رحيم. لا تسبو ألله العظيم، ولا تلعنو رئيس قومكم. كونو قوم مقدّس لي. لا تنشرو أخبار كاذبة. ولا تجالسو المصاييع ولا تشهدو زور. لا تتبعو كثرة الناس في عمل الشر. ولا تتفقو مع كثرة الناس وتحرّفو شهادتكم، ولا تتعاطفو مع المسكين في شكواة. اذا صادفتو ثور أعدائكم أو حمارهم ضايع، فردّوه إليهم. اذا شفتو حمار أعدائكم مزقول تحت حمله، لا تروحو وتخلوه، ولكن أرفعوه معه. لا تحرمو الفقير من العدل في شكواة فتحرفو الحكم. أبعدو من الأتهام الباطل. ولا تحكمو بالموت على أنسان بري أو صالح. ولا تقبلو رشوة، لأن الرشوة تُعمي المبصرين وتُعوّج كلام الصالحين. لا تضايقو الغريب ولا تأذوه، فأنتو تعرفو أه يحس به الغريب لأنكم كنتو أنتو غرباء في مصر. أعبدو المولى إلهكم بس، فيبارك في خبزكم ومائكم، ويبعّد المرض من بينكم. وما تكون في بلادكم حرمة تسقّط جنينها ولا عاقر، وبا متعكم بعمر طويل."

16

بعدما قال ألله سبحانه وتعالى كل هذا، نزل النبي موسى وأخبر قومه بكل كلام ألله وأحكامه. فقالو بصوت واحد: "كل ما قاله ألله عزوجل، يا موسى با نعمل به." فكتب النبي موسى عليه السلام كل ما قاله ألله عزوجل. بعدين قام في الصباح بدري، وبنى مكان لتقديم الأضاحي من طين، ليقدمو عليه اضاحيهم تحت الجبل. وعمل أثنى عشر عمود على عدد قبائل بني يعقوب الاثني عشر. وأرسل شباب من بني يعقوب، فقدمو قرابين وذبحو أضاحي من الثيران لله عزوجل. وشل النبي موسى نص الدم وطرحه في ألزيار، ونص الدم ثاني رشّه على مكان لتقديم الأضاحي. بعدين شل كتاب العهد إلي كتبه ، وقرأه على بني يعقوب، فقالو، "كل ما قاله ألله عزوجل بانعمله وبانطيعه." وبعدما وافقو بني يعقوب على هذا العهد، شل النبي موسى عليه السلام الدم من الزيار ورشّه على ألناس. وهكذا هو الختم على هذا عهد، وقال: "هذا هو دم الختم على العهد إلي عمله ألله سبحانه وتعالى معكم على كل الوصايا والأحكام إلي في كتاب العهد هذا." وقال الله عزوجل للنبي موسى، "يا موسى، اطلع الجبل إليّ، وأقف هناك. باعطيك لوحين من الحجر إلي كتبت عليهن الشريعة والوصايا لتُعلّيم بني يعقوب." فقام موسى عليه السلام وشل معه مساعده يشوع بن نون وطلع الى جبل ألله الطور. ولكن قبل ما يطلع، قال لشيوخ بني يعقوب: "يا ناس، أقفو لنا هنا لمان نرجع لكم. أخوي هارون ومعه الشيخ حُرو بيتمون معكم هنا. أذا كان حد عنده شكوى، يروح إليهم." فطلع موسى عليه السلام الى الجبل، فغطى السحاب الجبل. فنزل جلال ألله عزوجل على جبل الطور، وكان منظر جلال ألله كنار تنور عظيم على قمة الجبل قدام عيون بني يعقوب. فغطى السحاب الجبل ستة أيام. وفي اليوم السابع، نادى ألله عزوجل النبي موسى من وسط السحاب. فدخل موسى عليه السلام وسط السحاب وهو يطلع الجبل. وجلس في الجبل أربعين يوم وليلة. ومساعده يشوع بن نون ينتظره. وفي اليوم الأربعين، قال الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام وهو في الجبل: "يا موسى، قم انزل، فقد أفسدو قومك إلي خرجتهم من مصر. انحرفو بسرعة عن أوامري إلي أمرتهم بها. فعملو لهم تمثال على شكل عجل، وسجدو له وقدّمو له الأضاحي وقالو، "يا بني يعقوب، هذا ربكم إلي خرّجكم من مصر." يا موسى، أنا تشوّفت لذا القوم، فشفته قوم عنيد قاسي القلب. فلا تتوسل إليّ يا موسى. خلنا اُبيدهم كلهم بغضبي، وأعمل منك أنت أمة عظيمة بدل منهم." فقال النبي موسى: "يا ربي يا وليّ، ليه يشتد غضبك على قومك إلي خرّجتهم من مصر بقوة عظيمة ويد قديرة؟ اذا أهلكتهم، المصريين با يقولون، "إله بني يعقوب خدع قومه وجابهم الى الجبل ليبيدهم عن وجه الأرض." فيا رب، أرجوك أرجع عن غضبك على قومك من ذنوبهم، ولا تهلكهم. واذكر وعدك لعبيدك ابراهيم واسحاق ويعقوب إلي أقسمت لهم بنفسك وقلت لهم، "اُكثّر نسلكم كما عدد نجوم السماء واُعطيهم كل ذي الأرض إلي وعدتكم بها، فتكون نصيبهم الى الأبد." هكذا يا رب، أوفي بوعدك وسامحهم." فرجع ألله عزوجل وما هلكهم كما كان يقول. وبعدين نزل موسى عليه السلام من الجبل، ولوحين الحجر في يده. وفيهن الوصايا، وكانت الكتابة عليهن من جهتين. وهذين اللوحين عملهن ألله سبحانه وتعالى، وكتب عليهن. وعند نزول النبي موسى من الجبل، نزل معه مساعده يشوع إلي كان ينتظره في الجبل. وفي طريق نزولهم سمع يشوع بن نون صوت مزعج من المخيّم، فقال لسيده النبي موسى: "يا سيدي موسى، تقول هذا الصوت، صوت حرب في المخيم؟" فقال النبي موسى: "لا يا يشوع، هذا الصوت ما هو صوت حرب. ولكن إلي أسمعه أنا، هو صوت غناء ورقص!" ولما أقترب النبي موسى من المخيم، شاف صنم العجل وألناس حوله يرقصون. فغضب النبي موسى جداً، وزقل بللوحين من يديه وكسرهم تحت الجبل لأن اللوحين صارو بلا قيمة بعدما خلفو عهد الله. وبعدين قال لأخوه هارون: "يا أخوي هارون، أه عمل بك ذا القوم؟ وليه خلّيتهم يعملون ذي المعصية العظيمة؟" فقال هارون، "لا تخلي غضبك يشتد عليّ يا سيدي، أنت عارف ذا القوم العصاة." فقال النبي موسى: "يا يشوع، شل صنم العجل إلي عملوه، وأحرقه بالنار وطحنه لمان يقع ناعم." وذرّه على الماء، وأرغم بني يعقوب كلهم أن يشربو منه. وفي اليوم ثاني، قال النبي موسى لبني يعقوب: "يا ناس، أنتو عملتو معصية عظيمة، فذلحين أنا باطلع عند ألله عزوجل لعلّي أكفّر عن خطيئتكم." فرجع النبي موسى الى الجبل وقال الله عزوجل: "يا ربي، عمل هذا القوم خطيئة عظيمة، فعملو لهم إله من ذهب. فمن فضلك اغفر لهم ولا تمسحهم من كتابك. لكن اذا ما با تغفر لهم، امسحنا أنا من كتابك." فقال له ألله عزوجل، "أنا ما نمسح من كتابي إلا من يُخطي إليّ. يا موسى، أستمر قود ذا القوم الى أرض الميعاد إلي قلت لك بها، والملاك با يرويك طريقك. ولكن با يجي يوم بأعاقب ذا القوم على خطيئتهم. ونحت يا موسى، لوحين من حجر كما اللوحين الأولين، علشان نكتب علهن الوصايا إلي كانت على اللوحين الأولين إلي كسرتهن. وقم في الصباح بدري، وأطلع الى قمة الجبل. ولا تطلّع حد معك." فنحت النبي موسى لوحين من حجر كما لأولين، وشلهن معه في الصباح بدري، وطلع الى الجبل. فنزل جلال الله العظيم جلّ جلاله في السحابة في المكان إلي كان النبي موسى واقف فيه، وقال، "أنا الله الحي الدائم وأنا المولى. المولى هو ألله الرحمن الرحيم الحليم، هو الأمين وهو الوفي يحفظ عهده لألوف الأجيال، ويغفر المعصية والخطيئة والإثم. هو العدل، ما يحسب المذنب بري ويتركه بلا عقاب، ولكنه يعاقب الأبناء وأبناء الأبناء على ذنوب الاباء الى الجيل الثالث والرابع إذا إسمترو يعصونه." ولما سمع النبي موسى ذا الكلام، أنزقل على الأرض وسجد لله القدير، وقال: "اللهم، ان كنتَ رضيت عليّ، اعمل عهد ثاني مرة وإمشي معنا يا مولانا. برغم أن القوم قاسي القلب، اغفر لنا إثمنا وخطيئتنا واجعل بني يعقوب نصيبك وقومك الخاص.فقال له الله عزوجل ، "أنا بعمل معكم عهدي ثاني مرة. وباعمل قدام كل قومك عجائب، ما قد حصلت في أمة في كل العالم ذا. بايشوف كل قومك إلي تعيش أنتَ وسطهم، العمل العظيم إلي يعمله ألله معك. فلازم كل بني يعقوب يطيعون وصاياي."

17

وجلس النبي موسى هناك في الجبل أربعين يوم وليلة، ما يأكل خبز ولا يشرب ماء. وعندما نزل النبي موسى من الجبل، ومعه لوحين العهد. كان ما يعرف أن وجهه يُوضي نور لأن ألله العظيم تكلّم معه. فلما تشوّف هارون وكل بني يعقوب الى النبي موسى، شافو وجهه مليان نور، فخافو يقربون منه. لكن النبي موسى طرّب عليهم، فرجع عنده أخو هارون وكل رؤساء بني يعقوب، فكلّمهم النبي موسى. وبعدين قربو عنده كل بني يعقوب، فأوصاهم بكل ما قاله ألله عزوجل في جبل الطور. وقال لهم: "يا ناس، نحنا لازم نعمل خيمة العبادة المقدسة كما أمر الله سبحانه وتعالى وننصبها لعبادته، ونؤثثها. فقدّمو لله هدية، كل واحد ما تجود به نفسه من ذهب وفضة ونحاس، وقماش أزرق وبنفسجي وأحمر، وكتان وشعر غنم. وجلود كباش مصبوغة باللون الأحمر، وجلود ليّنه وخشب السنط، وزيت زيتون للأنارة، وأطياب لزيت إلي يمسحونه على رجال دين المتشفعين وعلى خيمة العبادة، وبخور عطر، وحجارة عقيق وحجارة كريمة ثانية لترصيع ثوب رأيس المتشفعين. فيعملون لي مسكن وبيت مقدس متنقّل معهم. وتعملون ذي الخيمة وكل أثاثها حسب المثال إلي روّانا ايّاه ألله. وهذي الخيمة المقدسة لازم تكون طولها متر وعرضها متر. وتنقسم الى قسمين. القسم الأول منها يكون أسمه محراب قدس الأقدس، وهو متر مربع إلي موجود فيه تابوت عهد ألله القدير. وفي تابوت عهد ألله هذا، الواح الوصايا وقليل من خبز المنّ إلي نزل من السماء. والقسم الثاني أسمه المحراب المقدس، طوله متر وعرضه متر. موجود فيه مائدة وعليها الخبز المقدم لله، وفانوس ومقطرة بخور. وتكون ستارة بين القسمين. وأيضاً تكون ساحة حول خيمة العبادة المقدسة، طولها متر وعرضها متر. ويكون في هذه الساحة حوض ماء متنقل، وأيضاً مذبحة ومحرقة للأضاحي." وبعدين قال ألله سبحانه وتعالى، "يا موسى، جب هارون أخوك هو وعياله الأربعة لمان عند مدخل خيمة العبادة المقدسة، وخلّهم يتغسلون بالماء. بعدين تخلّي هارون يلبس الثياب الطاهرة وتمسحه بالزيت الطاهر، علشان يكون متشفع لي ويخدم في الخيمة المقدسة. وبعدين تخلي عياله يلبسون ثيابهم وتمسحهم بالزيت الطاهر كما مسحت أبوهم هارون، علشان يكونون رجال دين متشفعين لي ويخدمونا في الخيمة المقدسة، لأننا عيّنتهم بمسحة الزيت لخدمتي، فستمرو جيل بعد جيل." فعمل النبي موسى كل شي كما أمره ألله سبحانه وتعالى. واطاعو الناس امر الله سبحانه وتعالى، وكملوا عمل خيمة العبادة وتابوت العهد. وفي اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الثانية، يعني بعد سنة من خرجهم من مصر، نصبوا خيمة العبادة المقدسة وطرحوا تابوت العهد فيها كما أمر ألله عزوجل النبي موسى. وبعدين نزّل الله سبحانه وتعالى محضره على خيمة العبادة كما السحاب وجلال الله ملأها. وما قدر النبي موسى يدخل خيمة العبادة لأن جلال ألله ملا الخمية. وكان كل مرة يطلع السحاب من خيمة العبادة، يمشون بني يعقوب. وأذا ما طلع، جلسو في مكانهم لمان يطلع. فكانت سحاب ألله على الخيمة في النهار، وكان في السحابة نار في ألليل. فشافو كل بني يعقوب هذي الأشياء في كل سفرهم. وبعدين قال النبي موسى لأخوه هارون: "يا هارون، قال ألله سبحانه وتعالى نحنا لازم نحفظ يوم غفران الخطايا. وهذا اليوم يكون اليوم العاشر من الشهر السابع. في ذاك اليوم، تذبح عجل لتغفر خطاياك وخطيا عائلتك رجال الدين المتشفعيين. وشل تيسين من الغنم وقدمهن ألله عزوجل عند مدخل خيمة العبادة المقدسة. وعمل قرعة عليهن. واحد منهن يكون لله، فتذبحه لتغفر ذنوب بني يعقوب. وبعدين تشل من دمه وترش على غطى تابوت العهد وترش على مقدمته. هكذا يُغفر عن المحراب الأقدس من شر بني يعقوب ومن معاصيهم. والتيس الثاني إلي وقعت عليه القرعة، هو كبش الفداء. تقدّمه حي قدام ألله لتغفر خطيا الناس. وقبل ما ترسّله الى الصحراء، تطرح يديك على رأس التيس وتعترف عليه بكل شر بني يعقوب ومعاصيهم وذنوبهم. وبعدين ترسّله الى الصحراء . وهكذ يحمل التيس كل ذنوب بني يعقوب الى مكان بعيد. هذا اليوم يكون لكم فريضة يستمر على الدوام للتغفر كل ذنوب بني يعقوب مرة واحد في كل سنة." وبعد ذا، قال النبي موسى عليه السلام لقومه: "يا أناس، إذا حد منكم أخطاء أو أذنب من غير قصد، وبعدين ادرك خطأه وتاب، الله سبحانه وتعالى عطاكم طريقة للتغفر هذي الخطيئة. وهي أن يجيب المخطي كبش زين، مابه اي حاجة الى رجل الدين المتشفع، ويطرح يده على كور الكبش. ورجل الدين يذبح الكبش ويقدمه اضحية لله سبحانه وتعالى. وهكذا ينتقل الخطاء من الانسان المخطي الى الحيوان، ويموت ذا الحيوان بديله، ويغفر الله سبحانه وتعالى للانسان. وبدون ذا الدم ماشي غفران.حافظوا على شريعة الله واحكامه ومشوا على طريقته. با يحفظ عهده لكم، وبا يورثكم الله سبحانه وتعالى الارض إلي وعدكم اياها. وان كان خالفتوا شريعة ألله وما مشيتو على التوراة، با ينزل عليكم الضربات والعذاب والويلات كما انزلها على قوم فرعون. وبا يقلل عددكم وبا يشتتكم في كل الارض."

18

وفي اليوم العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية من خروجهم من مصر، يعني بعد خمسين يوم من تكميل بناء خيمة عبادة، ارتفعت سحابة لله من فوق الخيمة. في هذا اليوم رحلو بني يعقوب من صحراء سيناء ومشو لمان وقفت سحابة لله في صحراء فاران. وكانت ذي أول رحلة يمشون فيها بنظام الفِرق كما أمر به ألله عزوجل النبي موسى. ولما خرجو بني يعقوب من مصر، خرجو معهم غرباء، فشتهو هذيلا الغرباء الأكل إلي كانو يأكلونه في مصر. فشتهو بني يعقوب أيضاً هذا الأكل، فكانو يشتكون كثير جداً ويقولون، "من با يأكّل نحنا لحم؟ تذكرنا السمك إلي كنا نأكله في مصر بلاش، والخيار والبطيخ والكراث والبصل والثوم. لكن ذلحن ما شي معنا غير ذا المنّ!" فسمع النبي موسى أن كل بني يعقوب يشتكون كثير عند أبواب خيامهم مع عشايرهم. فغضب الله عزوجل كثير، وأيضاً زعل النبي موسى عليهم. فقال النبي موسى لله سبحانه وتعالى: "يا ربي، جبت لي ذي المشاكل وأنا عبدك، وتحملنا مسؤلية ذا القوم. أنا مانا أمهم ولا أحملهم في حضني كما تحمل الأم رضيعها. ما نقدر نشلّهم الى الأرض إلي وعدت بها أبائهم بحليف. منين لي اللحم علشان نعطيه لكل ذا القوم؟ شفهم، يشتكون عندي كثير ويقولون، "أعطي نحنا لحم با نأكله!" وأنا وحدي، يا إلهي، ما نقدر نحمل ذا القوم لأنه ثقيل عليّ. أذا كنت تعاملنا، يا ربي بذي الطريقة، فشفق عليّ وقتلنا ذلحين علشان ما نقدر نتحمّل مصبتي." فقال ألله عزوجل للنبي موسى، "يا موسى، رح وجمع لي سبعين رجل من شيوخ بني يعقوب، إلي تعرف أنهم قادة ومقادمة في القوم. وجبهم الى خيمة العبادة المقدسة. وعندما يوقفو هناك معك، با ينزل محضري وباتكلم معك. وباشل من الروح إلي عليك وباطرحه عليهم. فيحملون مسؤلية ذا القوم معك علشان ما تحملها أنته وحدك. وقل للقوم، "طهّرو انفسكم وستعدو لبكرة لأنكم با تأكلون لحم. ألله القدير سمع لما أشتكيتو وطلبتو لحم، وقلتو أنكم كنتم في خير لما كنتو في مصر." فقل لهم يا موسى، أنا با عطاهم لحم با تأكلونه، ما هو يوم واحد ولا يومين ولا خمسة أيام ولا عشرة، ولكن شهر كامل با يأكلون لحم، لمان يخرج من نخرهم فيكرهونه لأنهم رفضو ألله القدير إلي معهم وبكو قدامه وقالو، "ليه خرّج نحنا من مصر؟" فقال النبي موسى: "يا إلهي، أنا هنا وسط ست مئة ألف رجل، وأنته يا رب، تقول أنك با تعطيهم لحم يأكلون منه شهر كامل؟ هل با يكفيهم لو ذبحنا كل الغنم والبقر حقنا؟ ولا هل با يكفيهم لو جمعنا السمك إلي في البحر كله؟" فقال ألله القدير، "يد ألله ما هي قاصرة، يا موسى. با تشوف ذلحين هل يتحقق كلامي ولالا." فخرج النبي موسى وقال لناس بكلام ألله عزوجل. وجمع سبعين رجل من شيوخ بني يعقوب وخلاهم يتمّون قيام حول الخيمة المقدسة. فنزل محضر الله في سحابة، وكلّم النبي موسى. وشل من الروح إلي على النبي موسى وطرحه على الشيوخ السبعين. وعندما أمتلاو من الروح، تنباؤ. ولكنهم ما تنباو بعد ذاك. وكان أثنين من الشيوخ وهم الداد وميداد، ما جاو عند الخمية المقدسة. ولكن روح ألله سبحانه وتعالى نزل عليهم أيضاً، فتنباؤ. فجاء شاب يجري الى النبي موسى عليه السلام وقال له: "يا سيدي موسى، ان الشيخ الداد والشيخ ميداد يتنبؤن عند خيامهم." فقال يشوع بن نون وهو مساعد النبي موسى من وهو صغير: "يا سيدي موسى، لا تخلّهم يتنبأون، هم ما جاو عندك." فقال النبي موسى: "هل تغير عليّ، يا يشوع؟ ياريت كل قوم ألله أنبياء، فيطرح ألله العظيم روحه عليهم." وبعد ما رجع النبي موسى وشيوخ بني يعقوب الى المخيم، هبت ريح من عند ألله عزوجل وجابت طيور السلوى من البحر وزقلت بهن حول المخيم على أرتفاع متر من الأرض. فخرجو بني يعقوب يجمعون طيور السلوى طول النهار واليل وطول اليوم الثاني. فجمعو كثير كثير، وطرحوها حول المخيم علشان تجف. ولكن قبل ما يأكلو اللحم كله إلي مجود معهم، غضب ألله القدير على بني يعقوب، فضربهم بمرض شديد، فماتو كثير. فسُمي ذاك المكان، قبرت هتاوة معناه قبور إلي أشتهو اللحم. بعد ذي الضربة، رحلو بني يعقوب من قبروت هتأؤه الى حضريوت، وخيمو هناك لمد فترة. وبعد ذا قاد الله سبحانه وتعالى قومه بني يعقوب الى حدود ارض كنعان، الارض إلي وعد آبائهم ابراهيم واسحق ويعقوب ان يورّثها لأبنأهم. وقبل ما يدخلوا أرض كنعان، وهي أرض الميعاد، امر الله سبحانه وتعالى النبي موسى يختار قادة من كل قبيلة من القبائل الأثني عشر، ويرسلهم الى أرض كنعان ليستطلعو الاوضأع هناك. وقبل ما يرسلهم النبي موسى الى كنعان قال لهم: يا جماعة، روحوا وشوفوا اوضاع البلاد، وتاكدوا كم عدد الناس هناك. كيف قوتهم، وكيف مدنهم، مفتوحة او محصنه، وكيف أرضهم، هل هي صالحة للزراعه ولالا؟ وأه أنواع الاشجار إلي تزرع هناك، وهل ذا فصل نضوج الفواكة؟ حاولوا تجيبون معكم بعضها.فراحوا الأثني عشر الى ارض كنعان، وأستطلعو الاوضاع لمدة اربعين يوم. وبعدين رجعوا وأخبروا النبي موسى وهارون عليهم والسلام وكل الناس، وروّهم فواكة من أرض كنعان وقالوا: "يا جماعة، دخلنا ارض كنعان ورحنا كل مكان. وشفنا الحقول والمزارع مليانة لبن وعسل وفواكة وخضار، والارض زراعية خصبة.لكن يا اناس سمعوا، الكنعانيين اجسامهم ضخمة واقوياء ومدنهم كبيرة ومحصنة. واقوام ثانية كثيرة تعيش في أرض كنعان. ما نقدر نقاومهم، ذا مستحيل!" فقال كالب بن يفنى، وهو واحد من الأثني عشر إلي راحو: "يا جماعة، انا ويشوع شفنا الارض بعيونا ذيلا. ارض زينة ماشي كماها. اذا اطعنا الله سبحانه وتعالى، اكيد با يعطي نحنا أياها. لا تتمردون على ألله عزوجل، ماشي داعي تخافون من ذيلاك الناس." فقال يشوع بن نون خادم النبي الموسى: "نعم، الله سبحانه وتعالى معنا وما يقدرون يوقفون ضدنا أبداً." ولكن الرجال المستطلعيين الثانيين إلي راحو قالو: "لا، لا، لا يا ناس، لا تنخدعون بكلام كالب ويشوع! الكنعانيين اقوياء واجسامهم ضخمة ولا با نقدر نقاومهم أبداً، وبا يسحقون نحنا بسهل." واستمروا العشرة القادة يخذلون الناس ويفزعونهم. فاشتكوا واعترضوا على النبي موسى وهارون والقادة الاثنين كالب ويشوع، وقالوا: "انتوا الاربعة، غربقتوا نحنا! ياريت نحنا متنا في مصر او هنا في الصحراء! ليه جاب نحنا ألله الى هنا، ليقتل نحنا ذا القوم؟ ويسبون نسائنا ويأسرون اولادنا؟ يالله، بانختار لنا قائد يرجّعنا الى مصر!" وفي ذي اللحظة، نزل جلال ألله المولا على خيمة العبادة المقدسة. فوقفوا الناس واستغربوا وخافوا، واوحى الله سبحانه وتعالى للنبي موسى وقال: "يا موسى، أنا روّيت ذيلا القوم معجزات كثيرة، لكن لحد الآن ما أمنو بي واستحقرو كلامي. لذا با هلكهم، وبا عمل منك أمة عظيمة وأقوى منهم." لكن موسى عليه الصلاه والسلام توسل الى الله سبحانه وتعالى، وقال: "يا ربي، يعرف المصريين أنك بقوتك خرّجت ذا القوم من مصر، وجبتهم لمان هنا. فأذا أهلكتهم، أه با يقولو المصريين عندما يعرفو هذا وأنته دايماً مع ذا القوم؟ أنت جعلت سحابك فوقهم ومشيت قدامهم بعمود سحاب في النهار وبعمود نار في الليل، وكنت قريب منهم. فإذا أهلكتهم كلهم، تقول الأمم إلي سمعت بأ خبارك ذي، "ألله سبحانه وتعالى ما قدر يدخّلهم الى أرض كنعان إلي وعدهم بها أن يعطيها لهم، فأهلكهم في الصحراء." لذا يا رب، روّي نحنا قدرتك وعمل كما وعدتنا به لما قلت، "أنا الرب البطي عن الغضب، كثير الشفقة، غافر الذنب والإثم وفي العهد. وأنا العادل فلازم اُعاقب العيال على ذنوب أبائهم، لمان الجيل الثالث ورابع." فيا رب، بحسب عهدك أغفر ذنوب ذا القوم كما غفرت لهم من مصر الى هنا لأنك كثير تغفر وترحم."

19

فاوحى الله سبحانه وتعالى للنبي موسى وقال: "يا موسى، سامحتهم كما دعوتنا. لكن ما با خليهم يدخلون أرض كنعان إلي وعدتها لأبائهم. الناس إلي شافوا المعجزات في مصر والصحراء وما آمنوا بي، ما با يدخلون أرض الميعاد أبداً. وبا يضيعون في الصحراء وبا يموتون فيها كلهم. لكن اولادهم إلي أعمارهم أقل من عشرين سنة، يتسكعون من مكان الى مكان في الصحراء كما الرعاه، فيتحملون عقاب خيانة أبائهم لمدة اربعين سنة. كل يوم من الأربعين يوم مقابل سنة لما استطلعوا فيه القادة ارض كنعان. وبعد الأربعين سنة، يدخلون أرض الميعاد مع القادة الاثنين يشوع بن نون وكالب بن يفنى إلي أمنو بي وصدقو كلامي." وبعد هذا، ماتوا على طول العشرة القادة بالأمراض ألفتّاكة، لانهم ما أمنو بالله سبحانه وتعالى وخذلوا قومهم وفزّعوهم. وبعدما ضاعت الفرصة على بني يعقوب لدخول أرض الميعاد المباركة، بكو بكا شديد. وقامو المحاربين ألصباح بدري، وقالو لموسى عليه السلام: "يا موسى، أخطنا في حق لله سبحانه وتعالى. ولكن نحنا با نطلع الجبل وبا ندخل الأرض المباركة إلي وعدنا بها ربنا. ما بغينا نرجع للصحراء." فقال النبي موسى: "يا ناس، لا تعصون الله سبحانه وتعالى اكثر من كذا. لا تطلعون كنعان، با تهلكون، لان الله ما هو معكم. وبا يتركّم كما تركتوه." لكنهم تجاهلوا النبي موسى ومشوا باتجاه أرض كنعان لوحدهم، برغم ما دخل معهم النبي موسى ولا هارون ولا تابوت العهد. ودخلوا كنعان فخرجوا لهم الكنعانيين من الجبال وهزموهم. وبعدما تنقّلو بني يعقوب سنين طويلة في الصحراء، وصلو الى صحراء صين، فجلسو في منطقة قادش. وهنا ماتت مريم أخت موسى عليه السلام ودُفنت. وما كان هناك ماء، فأجتمعو بني يعقوب على النبي موسى وهارون. فخاصمو النبي موسى وقالو له: "يا ليت نحنا متنا كما يوم ماتو أخواننا قدم ألله.ليه جبتو قوم ألله الى ذي الصحراء؟ علشان نموت فيها نحنا ومواشينا؟ ليه خرجتو نحنا من مصر الى ذا المكان الرذيل إلي ما فيه لا فاكة ولا خضرة ولا حتى ماء؟" فراح النبي موسى وهارون عليهم السلام وسجدوا لله سبحانه وتعالى عند باب خيمة العبادة المقدسة. فنزل جلال ألله على خيمة العبادة، واوحى الله سبحانه وتعالى الى النبي موسى وقال له: "يا موسى، شل العصاء وجمع بني يعقوب أنته وخوك هارون. وكلّمو الحصاه لتعطيكم ماء والناس يشوفونكم. وبكلامكم با يخرج ماء من الحصاه، وبا تسقونهم هم ومواشهم." فشل موسى عليه السلام العصاء وجمعو كل ألناس قدام الحصاه، وقال لهم: "أسمعو يا متمردين، لازم علينا نخرج لكم من ذا الحصاه ماء؟" فرفع موسى عليه السلام يده وضرب الحصاه بعصاه بقوة جداً مرتين، وهو متنرفز. فخرج ماء وايد فشرب منه بني يعقوب ومواشهم. لكن لله عزوجل ما رضي عن عمل النبي موسى وهارون ذا، لأنه أمرهم يخرّجون ماء من الحصاه بالكلام بس، ما هو بالضرب. فقال لهم الله عزوجل: "يا موسى وهارون، لأنكم ما أطعتو كلامي كما قلت لكم وسوّدتو وجهي قدام بني يعقوب، ما با خلّيكم أنتو تقودوهم الى أرض الميعاد المباركة." ذا هو ماء الخصام لما خاصمو بني يعقوب ألله سبحانه وتعالى برغم أنه أظهر لهم أنه قدوس. واستمروا بني يعقوب مع النبي موسى يسيرون من منطقة قادش عبر جبل هور في طريق البحر الأحمر. ولما كانو يدورون بأرض أدوم، نفذ الصبر عند بني يعقوب وتذمروا من الله سبحانه وتعالى والنبي موسى، وقالوا: "ليه خرجتو نحنا من مصر؟ با تموّتون نحنا في الصحراء؟ يا حسرة، ما شي لا خبز ولا ماء، ضبحنا من ذا المنّ." ولما تذمروا الناس كيثر من الله سبحانه وتعالى، عاقبهم وأرسل لهم حناش سامة، وقبّصن القوم وماتوا منهم ناس كثير. لذا راحوا بعض الناس للنبي موسى وقالوا: "يا موسى، نحنا غلطنا في حق الله سبحانه وتعالى وحقك. دع الله سبحانه وتعالى إنه يخلصنا من الحناش!" فدعا النبي موسى عليه السلام الله سبحانه وتعالى علشان ألناس، فاستجاب له واوحى اليه وقال: "يا موسى، أعمل حنش من نحاس وعلّقها فوق راس عمود خشب لتشتاف لكل الناس. واي مقبوص يتشوّف في ذي الحنش النحاسية، با يشفى وما با يموت من القبصه." واطاع موسى عليه السلام امر الله سبحانه وتعالى، وركز عمود الخشب. وفوقه الحنش النحاسية. فكل مقبوص يشوف الحنش النحاسية، يعيش حتى لو كان المقبوص من حنش سامة جداً. ففرحوا الناس وقالوا: "الحمد لله، بعد الشدة، جاء الفرج. كنت با موت كما إلي ماتوا من قبص الحناش." وبعدين قال النبي موسى لبني يعقوب: "يا ناس، با يبعث لكم المولى إلهكم من بين قومكم نبي كماي، فسمعو له في كل شي. لأنكم في يوم الأجتماع عند جبل الطور، طلبتو من المولى الهكم أنكم ما تسمعون صوت إلهكم مرة ثانية، وما تشوفون ذيك النار العظيمة علشان ما تموتو ، فستجاب لكم المولى إلهكم. وقال لي، "با بعث لهم من بين قومهم نبي كماك. أطرح كلامي في فمه، فيكلّمهم بكل ما أقوله له. أي واحد ما يمسع للكلام إلي يتكلم به هذا النبي بأسمي، أنا با حاسبه بنفسي وأقلعه من قومي. وأما أي نبي يدعّي أنه نبي ويقول كلام بأسمي وأنا ما أمرته به، أو يتكلم بأسم إله ثاني فلازم يُقتل. ويمكن تقولون في نفوسكم، "كيف نعرف أن كانت ذي الرسالة ما تكلم بها ألله عزوجل؟" ألجواب هو، أذا كان الكلام إلي يقول له النبي بأسم ألله القدير لكن ما تحقق وما تنفّذ كما يقول، فهذي الرسالة ما تكلم بها ألله عزوجل. هذا النبي يدّعي النبّوة من رأسه، فما تخافو منه." فتاهوا بني يعقوب لمدة اربعين سنة، فكلهم ماتوا في الصحراءإلا يشوع وكالب والأولاد إلي أعمارهم أقل من عشرين سنة. هذا الجيل دخلوا أرض المعياد، أرض كنعان مع يشوع بن نون وكالب بن يفنى. وامر الله سبحانه وتعالى موسى يطلع جبل هُور مع هارون وولده اليعازر. وفوق الجبل خلس النبي موسى ثوب رجل الدين المتشفع من أخوه هارون ولبّسه اليعازر ابن هارون، وبعدين مات هارون ودُفن. وبعدما مات هارون عليه السلام في جبل هور، نزل النبي موسى واليعازر من الجبل.وما دخل النبي موسى ايضاً أرض كنعان. ولكنه عيّن مساعده يشوع بن نون يقود بني يعقوب الى أرض كنعان. وكان يشوع مليان بروح ألله الحكمة لأن النبي موسى عليه السلام طرح يده عليه وباركه. فكانو بني يعقوب يسمعون كلامه ويعملون كما أوصى ألله عزوجل النبي موسى. وطلع النبي موسى جبل نبو في وادي مواب وخلاه ألله عزوجل يشوف أرض كنعان كلها من فوق الجبل. وهناك مات بأمر ألله سبحان وتعالى، وعمره سنة، وهو بكامل صحته ومتمتع بكل حواسه. ودُفن وما حد يعرف قبره لمان أليوم. وبكو عليه بني يعقوب في وادي مواب لمدة ثلاثين يوم.