قصة النبي يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم

من وحي النبوة

قصة نبي ألله يوسف إبن يعقوب عليهم السلام

  

قصة يعقوب ويوسف 1 من 5

  

قصة يعقوب ويوسف 2 من 5

  

قصة يعقوب ويوسف 3 من 5

  

قصة يعقوب ويوسف 4 من 5

   

قصة يعقوب ويوسف 5 من 5

  

قصة نبي الله يوسف عليه السلام (46:46) فيديو

    

النبي يعقوب واُسرته

النبي يوسف، هو إبن النبي يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم عليهم الصلاةُ والسلام سكنو في أرض كنعان، والأن يُسمّونها أرض فلسطين. وتزوّج النبي يعقوب أربع حريم، فجبن له إثني عشر ولد. إسم حرمته الأولى ليئا. وعندها ستة أولاد، وهم رأوبين، شمعون، لاوي، يودا، يسّاكر وزبولون. وإسم حرمته الثانية راحيل وهي أُخت ليئا بنت خالها لابان. وعندها ولدين، وهم النبي يوسف وبنيامين. وإسم حرمته الثالثة بالها وهي خادمة راحيل. وعندها ولدين، وهم دان ونفتالي. وإسم حرمته الرابعة زلفة وهي خادمة زوجته ليئا. وعندها ولدين أيضاً، وهم جاد وأشير. من هذيلا إنتشرت قبائل بني يعقوب الإثني عشر. النبي يوسف يحقدو عليه أخوانه ويبيعوه وكان النبي يعقوب يحب زوجته راحيل أكثر من حريمه الثانيات. ولكن بعدما جابت له ولدين، النبي يوسف الكبير وبنيامين الصغير، ماتت. ولما خُلق النبي يوسف كان النبي يعقوب كبير السن. لذا السبب كان يحب النبي يوسف أكثر من كل أولاده الباقيين. فعمل له قميص ملوّن ومزخرف ومطرّز. فحقدو عليه أخوانه وعاملوه معامله زفتة، حتى السلام كان ما يسلمون عليه. ولما بلغ النبي يوسف سبع عشر سنة من عُمره، كان يرعى الغنم مع أخوانه عيال بالهة وعيال زلفا. وكان النبي يوسف دائماً يقول لأبوه عن الأعمال العيفة إلي يعملونها أخوانه. وفي يوم من الأيام، حلم النبي يوسف حلم، فحكى لأخوانه بلّي شافه في الحلم، فحقدو عليه أكثر. وقال لهم: ((إسمعو الحلم إلي شفته. حلمت إننا نربط حزم البر في الحقل. وفجأه قامت حزم البر حقّي قيمه وإحتلقت بها حزم البر حقّكم وسجدت لها.)) فقالو أخوانه: ((هل باتكون ملك وتتأمر علينا؟)) وحقدو عليه أخوانه أكثر وأكثر. وبعد فترة حلم النبي يوسف مرّة ثانية. وقال لأخوانه: ((إسمعو إسمعو، حلمت مرّة ثانية. حلمت الشمس والقمر واحدى عشر كوكب ساجدين لي.)) ولما قال لأبوه بذا الحلم، نهره وقال: ((أه ذا الحلم؟ بغيت نحنا أنا وأُمّك وأخوانك نجي ونسجد لك؟)) وكانو أخوان النبي يوسف يغارون منّه. أما أبوهم جلس فترة طويلة يفكر في تفسير ذي الأحلام. وفي يوم من الأيام، راحو أخوان النبي يوسف يرعون الغنم قرب منطقة شكيم. فشتغب النبي يعقوب عليهم، لأنهم تأخرو في الرجوع إليه. فدعى النبي يوسف وقال له: ((يا ولدي يوسف، بغيتك تروح تدوّر لأخوانك. هم مع الغنم قرب شكيم. رح بسرعة، شف كيف أحوالهم وتعال طمَّنا.)) فراح النبي يوسف لمنطقة شكيم يدوّر على أخونه، لكنه ما حصّلهم هناك. وقالو له الناس إنهم راحو الى منطقة دوثان. وعندما وصل دوثان، شافوه أخوانه من بعيد فبدؤ يتكلمون عليه بينهم البين. وقالو: ((ها شوفو شوفو، جاء أبو الأحلام، الظاهر إنه جاي إلى عندنا.)) فقال واحد منهم: ((بغيتونا قول لكم، كيه قومو بانتخلّص منه بانقتله وبانسربه في البير ذيك؟)) فقال الثاني: ((أيوى أيوى، بعدما نتخلّص منه، بانقول لأبونا: جاله ذيب وكلاه. وخل أحلامه ذي ترقعه! أه رايك يا راوبين؟)) فقال راوبين: ((ليه باتقتلونه؟ ماشى داعي. إسمعو، أنا عندي فكرة. ذي البير عورا ما فيها ماء. سربوه فيها أحسن من يوم تمدّون يدّاتكم عليه!)) فوافقو على فكرة راوبين. وعطاهم ذي الفكرة علشان يقدر ينقذ النبي يوسف ويرجعه لأبوه. وعندما وصل النبي يوسف عندهم قالو له: ((ليه جيت؟ ها جيت تتجسس علينا وبعدين تروح تغرّي أبونا؟)) فقال النبي يوسف: ((لا صدقونا. أبوي رسلنا عندكم لأنه إشتغب عليكم.)) فخلسو قميصه الملون، وزقلو به في بير عورا. وبعدما سربوه، جلسو علشان يأكلون. فشافو من بعيد قافلة طويلة من تجار بني إسماعيل. كانو جايين من جهة جلعاد وهي شرق نهر الأردن ورايحين إلى مصر. وكانت الجمال مُحمّلة بالطيب والبخور والبلسم. فقال يودا لأخوانه: ((أه بانستفيد إذا قتلنا أخونا وخبّينا جثته؟ أه رأيكم نبيعه لذيلا التجار؟ أحسن من يوم نقتله، لأن ذا أخونا من لحمنا ودمنا.)) فوافقو أخوانه. وطلّعو النبي يوسف من البير وباعوه لأصحاب القافلة بعشرين قطعة من الفضة، لكن خوهم الكبير راوبين ما كان موجود معهم. ولما رجع راؤبين، ما حصّل النبي يوسف، شعق ثيابه وصاح وقال لهم: ((فين الولد؟ وين رحتوبه؟ كنه ماحدهو في البير!)) فقال واحد من أخوانه: ((يا راوبين لا تفزع، ما قتلناه له، ولكن نحنا بعناه لتجار كانو رايحين مصر.)) وبعدين شالو قميصه وذبحو عليه شاه، فلطّخو قصيمه بالدم. ورجعو الى أبوهم وقالو له: ((يا أبونا، حصّلنا ذا القميص في الوادي. شف إذا كان حق يوسف ولالا.)) فعرف النبي يعقوب أن ذا القمص قمص ولده النبي يوسف فقال، ((ذا قمص ولدي يوسف. هجم عليه ذيب وأكله. يا ظيمي ويا قهري عليك يا ولدي.)) فقام النبي يعقوب وشعّق ثيابه من القهر. ولبس الثياب الخشنه إلي كان الناس مُتعوّدين يلبسونها في الأحزان. وحزن على ولده كثير وبكى عليه وقت طويل. وجاو كل أهله يعازونه ويصبّرَونه، ولكنه رفض تعازيهم وقال: ((با تمّي بابكي عليه لمان نموت!)) وشلّو التجار الإسماعيليين النبي يوسف عليه السلام الى مصر، وباعوه لفوطيفار عزيز مصر رئيس حرس فرعون الملكي.

 

 

2

النبي يوسف وحرمة العزيز

 وعاش النبي يوسف عليه السلام في دار سيده العزيز. ولما شاف العزيز أن الله يوفّق النبي يوسف في كل شي يعمله، قال: ((يا يوسف، أنا نشوف إنك إنسان أمين وربّك يوفّقك. لذا السبب باخلّيك تكون خادمي الخاص. من اليوم أنته المسؤول على داري وعلى كل أملاكي، وأنته صاحب الكلمه الأولى في حقولي وفي داري.)) علشان النبي يوسف، بارك الله سبحانه وتعالى دار العزيز. وكان النبي يوسف شكله جميل جداً ووسيم الوجه. فحبّته حرمة العزيز وتعلّق قلبها به وقالت له: ((تعال إفعل بي.)) لكن النبي يوسف رفض وقال: ((يا مولاتي، باقول لكِ حاجه مهمّه. مولاي مُستامن عليّ وحط كل مايملك تحت تصرفي وتحت أمري. وما منع أي شئ عليّ إلا أنتِ بس، لأنكِ أنتِ حرمته. فكيف أخون سيدي ونعمل ذي الفاحشة العظيمة، ونخطاء خطاء كبير قدّام ألله سبحانه وتعالى؟)) برغم إنها إستمرّت تلح على النبي يوسف كل يوم، لكن النبي يوسف رفض أن يفعل بها وتجنب حتى القرب منها. وفي يوم من الأيام، دخل النبي يوسف دار سيده العزيز علشان يشتغل، وكان ما حد موجود في الدار. وحصّلت حرمة العزيز الفرصة فدخلت عليه من وراه ونصغت ثوبه بالقوة. وقالت: ((تعل إفعل بي.)) فحاول النبي يوسف يتخلّص منها لكن ما قدر، لأنها كانت مُتعتّـنه في ثوبه. لذا خلّى ثوبه بيدها وشرد من عندها وخرج برّع الدار. ولما شافت ثوبه في يدها وإنه شرد برّع، قامت تصيح بصوتها كله وهي تقول: ((لحقوني لحقوني يا خدم، تعالو شوفو أه حصل. ذا الخادم الغريب يُداعبني ودخل غرفتي ليفعل بي. ولما صحت، قام وخلّى ثوبه وشرد.)) وخلّت حرمة العزيز ثوب النبي يوسف عندها لمان رجع زوجها الدار. ولما دخل العزيز الدار، قالت له حرمته نفس الكذب. فغضب العزيز وطرح النبي يوسف في السجن إلي فيه مساجين الملك. وعندما كان النبي يوسف في السجن، كان الله سبحانه وتعالى دائماً معه وحفظ له وعده ووعد أجداده. فحتى إنه خلّى السجان يحبّه وايد. لذا خلاه السجان مسؤول على كل المساجيين الثانيين. وكان السجان مُستامن على النبي يوسف لأن الله سبحانه وتعالى يوفّقه في كل شي.

 

 

3

النبي يوسف يُفسّر الأحلام

وعندما كان النبي يوسف في السجن، كانو معه إثنين رجال غضب منّهم الملك. لذا طرحهم في سجنه الخاص إلي فيه النبي يوسف. واحد منّهم الساقي وكان يُقدّم الشراب للملك. والثاني الخباز يخبز في قصر الملك. وقضو فترة طويله في السجن. والعزيز أمر النبي يوسف أن يخدم هاذولا الرجلين. وفي يوم من الأيام في الصباح ، شاف النبي يوسف الساقي والخباز حيرانيين، فقال لهم: ((ها مالكم اليوم حيرانيين؟ إن شاء الله خير!)) فقالو له: ((البارح كل واحد مننا شاف حلم غريب.)) فقال الأول: ((أنا حلمت شجرة عنب كبيرة قدّامي. فيها ثلاثة أغصان. وفجأه أورقت وأثمرت وطلعت عناقيد عنب ناضجه. فقمت وجمعت العنب، وعصرته وقدمته لفرعون.)) فقال النبي يوسف: ((باقول لك بتفسير حلمك. الثلاثه الأغصان ذي ثلاث أيام. بعد ثلاث أيام، بايرضى عنك فرعون ويرجّعك لوظيفتك وتقدّم له الشراب كما أول مرّة. فعند ما تتحسن أحوالك، أرجوك إعمل لي جميل، وأذكرنا عند فرعون وتوسط لي علشان يخرجنا من ذا السجن، لأنهم جابونا بالقوه من عند أهلي في أرض كنعان الى هُنا، وأنا ما عملت أي شي يستحق عليه دخول السجن.)) وقال له الثاني: ((يا يوسف، فسّر لي حلمي كما فسّرت حلم الساقي. أنا حلمت ثلاث قفف خبز فوق رأسي، وقفة فوقهن فيها من كل أنواع الخبز إلي يحبّه الملك فرعون، لكن الطيور كانت تأكل منه.)) فقال النبي يوسف: ((وأنته معنا تفسير حلمك ذا، أن الثلاث قفف معناها ثلاث أيام. وبعد ثلاث أيام، بايقطع رأسك فرعون وبايعلقك بعمود خشب. وباتجي الطيور وبتأكل من لحمك.)) ثلاث أيام كان عيد ميلاد فرعون، فعمل حفلة كبيره. عزم فيها كل الوزراء والشرفاء إلي في قصره. فخرّج الساقي والخباز من السجن ورجّع الساقي لوظيفته السابقة. أما الخباز، فأمر فرعون بقطع رأسه وعلّقه على عمود خشب. وحصل بالضبط كما فسّر النبي يوسف الحلمين. لكن الساقي ما تذكر النبي يوسف ونسيه.

 

4

النبي يوسف يفسر حلم فرعون ويحكم مصر

وبعد مرور سنتين، حلم الملك فرعون حلمين. ولما قام في الصباح كان ضيقان يصيح ويقول: ((هاتو لي كل السحرة وكل الحكماء في مصر بسرعة!)) ولما جاو السحرة والحكماء، قال لهم فرعون بالحلمين. فقال واحد منّهم: ((يا مولاي فرعون، ذي أحلام غريبة جداً، ما نقدر نفسّرها لك.)) وعند ما سمع الساقي إنه ما حد قدر يفسّر الحلمين حق فرعون، ذكر النبي يوسف إلي فسّر حلمه وحلم الخباز في السجن، وأخبر الملك فرعون وقال له: ((يا مولاي فرعون، تذكر لما غضبت علينا أنا والخباز، وسجنت نحنا في سجن الملك؟ في ذاك السجن شاب من أرض كنعان إسمه النبي يوسف. حلمت أنا والخباز حلمين في نفس الليلة ففسّرهن النبي يوسف لنا. لنا كما قال بالضبط. أنا رجّعتنا الى وظيفتي، والخباز قطعت رأسه وعلّقته على عمود خشب.)) فأمر فرعون إنهم يجبون النبي يوسف بسرعة من السجن. فبعدما حلق النبي يوسف ولبس ملابس نظيفة، دخل عند الملك فرعون. فقال له الملك: ((يا يوسف، أنا حلمت حلمين ما حد قدر يفسّرهن. وجبتك لأننا سمعت عنّك إنك تفسّر الأحلام.)) فقال النبي يوسف: ((لا أنا ماقدر. لكن الله يقدر يفسّرها لك ويعطيك الأطمئنان.)) فقال الملك: ((حلمت إننا واقف قرب نهر النيل. وطلعن من النهر سبع بقرات، وبعد قليل طلعن سبع بقرات ثانيات. السبع البقرات الأوليات كنن سمان وزيان وجلسن يأكلن على حافة النهر. والسبع البقرات الأخريات كنن غبر وميوبسات وعجاف. في حياتي ماشفت بقر غبر كماهن. وجين ذيلا البقرات الغبر يمشين بجانب البقرات الزيان، فجأه كلنهن. ولا ظهر عليهن إنهن كلن شي بالمرة. فقمت من النوم. وبعدين على طول رجعت نمت وحلمت مرّة ثانية. أن سبع سبولات بقلن في ساق، وكانت زاهلة ومليانة حبوب بر. وبعد قليل بقلن سبع سبولات، لكنهن كنن خفاف ويابسات، كأن أصابتهن ريح صحراوية حارة. قمن ذي السبولات اليابسة وسرطن السبولات الزاهلة. هذيلا الحلمين إلي حلمتهن، كل السحرة والحكماء في مصر ما قدرو يفسرونهن.)) فقال النبي يوسف: ((يا ملك فرعون، ذيلا الحلمين تفسيرهن واحد. الله سبحانه وتعالى كشف لك أه بايعمله. السبع البقرات السمّان والسبع السبولات الزاهلة معناها سبع سنين خير وشبع. والسبع البقرات الضعيفة والسبع السبولات اليابسة معناهن سبع سنين جوع وموت. باتجي سبع سنين خير على كل أرض مصر. وبعدها على طول تجي سبع سنين جوع قاسية جداً. لحد أن الناس معاد يذكرون أن شي سنين خير جزعت ومرّت عليهم. وذا الحلم تكرر لأن الامر تقرّر من الله سبحانه وتعالى وبايحصل قريب. يا ملك فرعون، ضروري تختار رجل عارف وحكيم علشان تحمّله مسؤلية كل مصر. وعيّن مشرفين يجمعون خُمس محصول البر خلال سنوات الخير. وعطهم السلطة يجمعون البر ويخزنونه في مُدنك، لينفع الناس في سنوات الجوع السبع.)) ولما سمع فرعون وكل حاشيته ذا الكلام، تعجّبو وقال فرعون: ((فين بانحصّل رجل عنده حكمة من الله كما ذا الرجل؟)) فقام فرعون ونزع الخاتم من أصبعه، وحطّه في صبع النبي يوسف. ذا الخاتم محفور فيه الختم الملكي. ولبّسه عقد ذهب وأغلى الثياب. وخلاه يطلع في مركبة نائب الملك قدّام الناس، وأمر كل من يشوفون النبي يوسف أن يسجدون له بحترام. وزوّجه بنيّة مصرية من خير بنات مصر. وكان النبي يوسف عُمره ثلاثين سنه لما تولى حكم مصر. وراح النبي يوسف يتنقل من مكان الى مكان في مصر بديل الملك علشان يستعد لسنين الجوع المُقبلة. ولما بدأت سنين الخير، جمع النبي يوسف المحصول من الحقول، وخزّنه في المدن القريبه منها. وكان المحصول كثير جداً كما رمل الصحراء، حتى إنهم ما قدرو يحصونه. وفي سنين الخير ذي، حرمة النبي يوسف جابت إثنين أولاد. 51فسمّى النبي يوسف الأولي منسّى، لأن الله القدير نسّاه كل تعبه وبعده عن أهله. وسمّى الثاني أفرايم، لأن الله سبحانه وتعالى وفّقه في الأرض إلي عانى فيها. وخلّصت سنين الخير السبع، وسبّرت سنين الجوع السبع كما قال النبي يوسف بالضبط. ولما خلّص الأكل الموجود في بيوت المصريين، سبّرو يحسّون بالجوع فراحو يطلبون أكل من الملك. وقالو: ((يا مولانا فرعون، بغينا أكل بنأكل. شف نحنا بانموت من الجوع.)) فقال الملك: ((روحو عند يوسف وعملو كما يقول لكم!)) فقام النبي يوسف عليه السلام وفتح كل المخازن وباع بر للمصريين. وإنتشر الجوع في كل البلدان، حتى في أرض كنعان إلي فيها أهل النبي يوسف ساكنيين.

 

5

المجاعة في أرض كنعان

 وأشتد الجوع، وما قدر النبي يعقوب وأهله يتحمّلون أكثر من ذلك. وعرف أن هُناك بر مُتوفّر في البلاد مصر. فقال لأولاده: ((يا عيالي، لمان متى باتمّون تشوّفون لبعضكم البعض؟ قومو روحو الى مصر وشترو لنا بر قبل ما نموت من الجوع. رحو كلكم! إلا بنيامين خلّوه هُنا لأننا فزعان عليه.)) فراحو أخوان النبي يوسف العشرة الى مصر علشان يشترون بر. راحو مع ناس آخرين من كنعان الى مصر بسبب المجاعة الفضيعه. ولما كان النبي يوسف حاكم على مصر ومسؤول على بيع البر، جاو أخوانه وسجدو له بحترام بدون ما يعرفونه. لكن النبي يوسف عرفهم على طول. وبدل من أن يتكلم بلغتهم، جاب لهم مترجم، وقال لهم: ((منين جيتو أنتو؟)) فقالو: ((نحنا من أرض كنعان. جينا علشان نشتري أكل.)) فتذكر النبي يوسف الأحلام إلي حلمهم فيها، فقال لهم: ((أكيد أنتو جواسيس! أنتو جيتو علشان تكتشفون أماكن الضعف في بلادنا. فقالو: ((لا ابداً يا سيدي، جينا علشان نشتري بر بس. نحنا ناس شرفاء، نحنا من أُسرة وحده. ما نحنا جواسيس.)) فقال النبي يوسف: ((لا لا، ما باصدقكم. أنتو جواسيس!)) فقالو: ((يا سيدنا صدّق نحنا، نحنا كلنا إثني عشر اخ من أُسرة وحده. والأصغر تمى عند أبونا في كنعان والأخر مات.)) فقال لهم: ((لا لا، ما با صدّقكم ابداً. انتو جواسيس. طيب، أرسلو واحد منكم يجيب خوكم الصغير، والباقيين يتمون هنا عندي بالسجن علشان نشوف كلامكم صدق وألالا. وأنا أقول لكم، إذا ما جببتو أخوكم الصغير، كلامكم كذب وأنتو جواسيس.)) وبعدما حبسهم النبي يوسف ثلاثة أيام في السجن، قال لهم: ((أنا نخاف الله القدير، باعطيكم فرصة علشان تنقذون حياتكم. إذا كنتم ناس شُرفاء، واحد منكم لازم يبقى هنا في السجن. والباقيين يشلّون بر ويرجعون لأهلهم الجوعانيين من المجاعة. لكن لازم تجيبون أخوكم الصغير لمان عندي علشان نعرف إن كلامكم صدق فما تموتون. إذا ما جبتو أخوكم الصغير الى هنا، أكيد أنتو كذابين وجواسيس.)) وباع لهم النبي يوسف بر، وإستلم قيمته فضة، وأيضاً عطاهم أكل للسفر الى كنعان. أخوان النبي يوسف بينهم البين: ((تشوفون ذا كله إلي يقع بنا؟ ذي كلها نصفة أخونا يوسف. لما كان يصيح ويتوسّل إلينا، طرحنا ريسانا عند رجيلنا. لذا السبب تحصل لنا ذي المصائب.)) لهم راوبين أخوهم الأكبر: ((أنا قلت لكم، لا تخطؤ ولا تسيؤ إليه، ولكنكم ما سمعتو كلامي. فذلحين، لازم ندفع ثمن قتله.)) وكانو ما يعرفون أن النبي يوسف يفهم لغتهم لأنه كان مترجم بينهم. ولما سمعهم النبي يوسف، ما قدر يتحمّل كلامهم، فخرج من عندهم وقعد يبكي. وبعد قليل رجع لهم، وأمر أن يتقيد شمعون قدام عيونهم، وخرّجه برّع. وقال للخدم: ((يا خدم، ملّو الجواني بر لذيلا الرجال، وطرحو الفضة إلي جابوها في جونية أكل الحيوان من فوق، ولا تخلّونهم يشوفونكم.)) وعملو الخدم كما أمرهم النبي يوسف عليه السلام. وبعد ذا، شلّو أخوان النبي يوسف جواني البر حقّهم على حميرهم ودبّرو. وفي الطريق توقّفو علشان يرتاحون. فقام واحد منهم وفتح جونيته ليعطي حماره أكل. وعندما فتح الجونية، شاف الفضة، فقال لأخوانه: ((أه ذا؟ ذي الفضة حقّي، أه جابها هنا؟)) ولما شافوها أخوانه، خافو خوف شديد. ولفت بعضهم لبعض وقالو: ((أه عملنا في حياتنا؟)) ولما وصلو لمان عند أبوهم في أرض كنعان، قالو له على كل ما حصل لهم في مصر. فقال راوبين: ((يا أبي، حصلت لنا مشاكل في مصر. الحاكم قال لنا: أنتو جواسيس وطرح شمعون في السجن. وقال أيضاً، ما باصدقكم لمان تجيبون أخوكم الصغير لمان عندي. ونحنا، ذلحين، حيرانين.)) وعندما فتحو جوانيهم قدم أبوهم، حصل كل واحد منهم فضّته فيها. فخافو خوف شديد كلهم. فقال أبوهم النبي يعقوب: ((حرمتونا إثنين من عيالي، يوسف ضايع، وشمعون محبوس. وذلحين بغيتو باتحرمونا بنيامين؟ أه ذي البلاوي إلي حطّت على كوري؟)) فقال راوبين: ((لا تخاف يا بوي، خلّنا نشل بنيامين وأنا با رجّعه لك سالم. إن وقع به شي أو ما رجّعته لك، ذيلا أولادي، قتّلهم بديله!)) فقال يعقوب: ((لا رأوبين لا، ولدي بنيامين ما بايروح معكم الى مصر أبداً أبدا. إذا وقع به شي في الطريق، أنا باموت من الحسره عليه، وانتو المسؤوليين.))

 

6

النبي يوسف يقابل أخوه بنيامن وإستمر الجوع في أرض كنعان.

 وخلّص البر إلي إشتروه من مصر. فقال النبي يعقوب: ((شو نحنا بانموت من الجوع. يا ولدي يودا، رح انته وأخونك واشترو لنا بر من مصر.)) فقال يودا: ((يابه، أنته تعرف حاكم مصر أه بغى مننا. إذا ما شلّينا بنيامين معنا ما بانقدر نشتري بر.)) فقال النبي يعقوب: ((ليه قلتو له أن عندكم أخو ثاني وجبتو لنا مشاكل وايدة؟)) فقالو: ((يابه نحنا ما سيبنا، هو الحاكم، سأل نحنا أسئله كثيره كما أبوكم عاده عايش؟ عندكم أخ ثاني؟ وهكذا. ولما جاوبناه، ما درينا ألا وذا يأمرنا، هاتوا خوكم الصغير!)) فقال يودا: ((يابه، خلّ بنيامين يروح معنا الى مصر علشان ما حد يموت من الجوع، وخلّه على ضمانتي. إذا ما جبته لك، حمّلنا اللوم طول ما نا عايش. لو نحنا ما ضيّعنا وقتنا، يمدينا نروح هناك ونرجع مرتين.)) فقال النبي يعقوب: ((طيّب، ما دام كذا، عطو حاكم مصر هدايا نادره، ورجّعو الفضة إلي حصّلتوها في جوانيكم، وشلّو فضّة زايده علشان تشترون بر. وشلّو بنيامين معكم وروحو بسرعة. الله القادر على كل شي، يقدر يحنّن قلب حاكم مصر عليكم ويخرّج خوكم شمعون من السجن وترجّعون بنيامن. وبصر ألله، راضيين بحكمه.)) وشلّو بنيامين والفضة والهداياء معهم وراحو الى مصر، ودخلو على النبي يوسف. وعندما شاف النبي يوسف، أخوه بنيامين، أمر رئيس الخدم في داره وقال له: ((دخّلو الرجال ذيلا داري. واذبحو كمّه رؤس غنم وجيبوهن للغداء.)) ونفذ الخادم الأمر، وشل الأخوان الى دار النبي يوسف. وفي الطريق دخلهم الفزع، فتكلمو الأخوان بينهم البين وقالو: ((ليه بغى نحنا في داره؟ أكيد الحاكم بغى نحنا في داره بسبب الفضة. وبايحبس نحنا وبا يخلّي نحنا نقع عبيد حقّه، وبا يشل كل ما نملك.)) فقربو من رائيس الخدم وقالو له: ((العفو يا سيدي، نحنا جينا الى مصر أول مرّة علشان نشتري بر، ودفعنا قيمته فضة. ونحنا راجعين الى كنعان، حصّلنا الفضة كلها رجعت في الجواني حقّنا. ما نحنا داريين من طرحها. وذلحين جينا با نرجعها.)) فقال رائيس الخدم: ((لا لا لا تخافون من ناحية الفضة. ذا رزق لكم من ربكم، لأننا إستلمت قيمة البر كامله.)) وبعدين جاب لهم شمعون، ودخّلهم إلى دار النبي يوسف. وعطاهم ماء علشان يغسلون يداتهم واهتم بالحمير حقّهم. وأحضرو أخوان النبي يوسف الهداياء إلي جابوها معهم من كنعان علشان يقدمونها للحاكم، لأنهم سمعو إنهم با يتغدّون معه. ولما جاء النبي يوسف، قدمو الهداياء له وسجدو بحترام. وبعدما تخبّرهم النبي يوسف عن احوالهم، قال: ((كيف حال أبوكم؟ عاده يعيش؟)) فقالو: ((نعم يا سيدي. الحمد لله والشكر له.)) ولما تشوّف النبي يوسف حوله شاف خوه بنيامين فقال: ((ذا أكيد خوكم الصغير؟ ماشاء الله عليك يا ولدي.)) فما قدر النبي يوسف يتحمّل الموقف أكثر من ذلك، فخرج بسرعة من عندهم ودخل غرفته وجلس يبكي، لأنه حن قلبه على بنيامين. وبعدما غسل وجهه، رجع لهم وقدر يسيطرعلى مشاعره. وأمر الخدم يجيبون الغداء. وجابو الغداء ووزّعوه على سفرة النبي يوسف، وسفرة أخوانه، وسفرة المصريين لأن المصريين كانو يقزّون الاكل مع الأجانب. وإستغربو أخوان النبي يوسف، لأنهم قعّدوهم قدّام الحاكم، ورتّبوهم حسب أعمارهم من الكبير الى الصغير. وعطوهم أكل من سفرة النبي يوسف. وكان قسم بنيامين اكثر خمس مرات من الباقيين. فأكلو كلهم وشربو وانبسطو.

 

7

قلاس الفضة في جونية بنيامن

 وأمر النبي يوسف رئيس الخدم بدون ما يعرفون أخوانه وقال له: ((إسمع يا خادم، ملّ جواني الرجال بر بقدر ما يقدرون يشلّون معهم، وطرح الفضة حقّهم في جواني أكل الحيوان. وأيضاً طرح قلاسي الفضة في جونية أخوهم الصغير.)) فعمل رئيس الخدم كما قال له النبي يوسف. وثاني يوم بدري، قامو الأخوان ودبّرو. لكن قبل ما يبتعدون أكثر من المدينة، قال النبي يوسف لرئيس الخدم: ((رح بسرعة وراء الرجال. ولما تلحقهم، قل لهم: هكذا تجازون الخير بالشر؟ ليه تسرقون قلاس الفضة حق الحاكم؟ ذا القلاس ما هو عادي، فهو عزيز عليه، لأنه يعرف يفسّر به الأحلام. أنتو عملتو سفعه كبيرة.)) فلحقهم رئيس الخدم في الطريق فقال لهم كما أمره النبي يوسف. فقالو: ((مُستحيل نحنا نسرق ونعمل هكذا! ما دام رجّعنا لكم الفضة من كنعان، كيف بانسرق فضة أو ذهب من دار الحاكم؟ إسمع، إذا حصّلت القلاس مع أي واحد مننا، قتله. ونحنا نكون خدم لك.)) فقال رئيس الخدم: ((طيب، إلي نحصّل معه القلاس با يكون خادمي. والباقيين ممكن يرحلون.)) فبدأ رئيس الخدم يفتّش جواني الأخوان من الكبير الى الصغير. ولما فتح جونيه بنيامين، حصّل القلاس! ولما شافو الأخوان القلاس، ماتو من الخوف وشعّقو ثيابهم. وشل كل واحد منهم جونيته ورجعو الى المدينة. ودخل يودا وأخونه الى دار النبي يوسف. وكان النبي يوسف عاده موجود هُناك. فتساقطو كلهم قدّامه وسجدو له بإحترام، فقال لهم النبي يوسف: ((كنكم أه لقّيتو في انفسكم؟ ما أنتو داريين إننا نعرف وين قلاسي المسروق؟)) فقال يودا: ((يا سيدي، نحنا ما نقدر ندافع عن إنفسنا. الله قد فضحنا، ونحنا وإلي حصّلت القلاس معه خدم حقّك.)) فقال النبي يوسف: ((لا، أنا مُستحيل نعمل هكذا، إلي حصّلنا القلاس معه هو بايكون خادمي بس. وأنتو روحو ورجعو لأبوكم بالسلامة.)) يودا يتوسل للنبي يوسف فقال يودا: ((يا سيدي إسمح لي، بغيت با قول لك كل شي بصراحة قدامك. بس لا تزعل وتغضب عليّ. يا سيدي، نحنا، لما جينا أول مرّة عندك علشان نشتري بر، أنته سألت نحنا عن أبونا وعن أخونا الصغير. ولما جاوبناك ما كنا داريين إنك باتقول لنا: ((روحو هاتوه!)) ولما رجعنا عند أبونا قلنا له على طلبك. لكن أبونا رفض بالقوّة. ولما خلّصنا البر إلي إشتريناه وزاد الجوع، أبونا طلب منّنا إن نحنا نرجع الى مصر علشان نشتري بر مرّة ثانية. فقلنا له، نحنا ما نقدر نقابلك إذا ما كان أخونا الصغير معنا. لكن أنته عارف ليه رفض أبونا إنه يُرسل أخونا الصغير معنا؟ لأن حرمته إلي يحبّها أكثر، جابت له آخر حياته إثنين عيال. الأول ضاع، وأبونا ما شافه لفترة طويله. ويعتقد إنه ذئب كلاه. والثاني بنيامين الصغير، وأبونا يحبّه وايد. لحد إنه با يموت إذا ما رجع معنا. وأنا وعدت أبوي، إننا با رجّع بنيامين سالم لا عنده. وإذا ما رجّعته، قلت لا بوي يحملنا اللوم طول حياتي. يا سيدي، أنا من الأن خادمك. أرجوك، خلّنا نتمّي هنا بديل بنيامين، وخلّه يروح مع أخوانه الى عند أهلي. أه من وجه باقابل أبوي إذا بنيامين ما هو معي؟ وما نقدر نتحمّل منظر أبوي، وهو يموت قدّامي من الحسرة على بنيامين.))

 

8

إعترف النبي يوسف بأنه أخوهم

 ولما سمع النبي يوسف كلام يودا، ما قدر يتمالك نفسه قدّام الخدم، فخرّجهم برّع الغرفة. وقال لأخوانه: ((أنا يوسف!)) وبكى النبي يوسف بصوت رافع، وإنتشر الخبر الى قصر الملك. وقال لهم: ((تعالو جنبي، لا تخافون. حقيقي أبوي عاده يعيش؟ أنا أخوكم يوسف إلي بعتوه للتجار الرايحين الى بلاد مصر. لا تخافون ولا تلومون إنفسكم إنكم عملتو كذا. الله سبحانه وتعالى هو إلي ساقنا إلى مصر قبلكم علشان ينقذ حياه الناس من المجاعة. وعبرت من المجاعة سنتين، وبقي لها خمس سنين. ما حد يقدر يزرع الحقول في طول ذي المدّة. لذا ما هو أنتو إلي سقتونا لمان هنا. ألله سبحانه وتعالى هو إلي ساقنا علشان ننقذكم ونقذ حياة الناس. والأن بغيتكم تروحون بسرعة عند أبوي وتقولون له: ((ولدك يوسف عيّنه الله سبحانه وتعالى حاكم على مصر. فتعال بسرعة ولا تتأخر. با تعيش في أحسن أرض في مصر مع أولادك وأحفادك، بالإضافة الى الغنم والبقر حقّك وكل شي معك. أنا بهتم بكم هنا في مصر. لكن إذا ما جيت هنا، أنته وأهلك وحيواناتك باتموتون من الجوع.)) وأنتو، يا أخواني، لا تشكّون فيّ. أنا يوسف حقيقي، كما تشوفونا انتو وأخوي بنيامين ذلحين. وقولو لأبوي على النعمة إلي أنا عايش فيها في أرض مصر.)) فقام النبي يوسف وحضن أخوه بنيامين وجلسو يبكون. وبعدين شمشم أخوانه الباقين وبكى معهم، وجلسو كلهم يتكلمون مع بعض. وعندما سمع الملك فرعون وكل الوزراء والشرفاء في القصر أن أخوان النبي يوسف جاو من أرض كنعان، فرحو كثير. وقال فرعون للنبي يوسف: ((يا يوسف، قل لأخوانك، شلّو بر ورجعو الى أرض كنعان. وشلّو أيضاً مركبات من مصر، وجيبو أبوكم وعوائلكم الى هنا. وأنا باعطيكم احسن أرض في مصر. ولا تهتمّون بأيأي شي يبقى من مُمتلكاتكم هناك. أنا باعطيكم أحسن الأشياء الموجوده في مصر.)) فعملو أولاد يعقوب كما قال فرعون. وأعطاهم النبي يوسف مركبات وأكل للطريق كما أمر الملك، وهداياء وايدة من عنده، خصوصاً أبوه وشقيقه بنيامين. عطى بنيامين خمسة ثياب فاخرة وثلاث مئة قطعة من الفضة. وأيضاً عطى أبوه عشرة من االحمير، مُحمّله من أحسن الأشياء الموجودة في مصر، وعشرة حمير مُحمّله بر وأكل. فطلعو من أرض مصر الى أرض كنعان. ودخلو على سيدنا يعقوب أبوهم، وقالو له: ((يا أبونا، يوسف عاده عايش! وهو ذلحين حاكم كبيرعلى مصر!)) فكان أبوهم مُستغرب من كلامهم وما صدّقه. لكن بعدما سمع كلام النبي يوسف منّهم وشاف مركبات إلي أرسلها النبي يوسف علشان تحمله لمان مصر، إنتعشت روحه. فقال يعقوب عليه السلام: ((يكفينا إن ولدي يوسف عاده عايش. ما بغيت شي من ذي الدنياء إلا نظره فيه قدّام ما موت.))

 

9

رحيل النبي يعقوب وأُسرته الى مصر

 وسافر النبي يعقوب وكل أهله من أرض كنعان، وشلّو كل أملاكهم معهم. وفي طريقه يزع على منطقة بئر السبع. وهُناك قدّم الأضاحي لله سبحانه وتعالى. وفي الليل حلم النبي يعقوب وكلّمه الله القدير وقال له: ((يايعقوب يايعقوب، أنا الله إله أبائك، لا تخاف إنك باعيش في مصر. أنا باعمل منّك أُمّه عظيمة هناك. أنا بانزل معك الى مصر. وبعدين بارجّع ذريّتك لمان هنا في أرض كنعان. وباتموت في مصر ويوسف عندك.)) وقبل ما يوصل النبي يعقوب وأهله إلى مصر، أرسل ولده يودا قدّامه ليطلب من النبي يوسف أن يستقبلهم في منطقة جاسان. وراح النبي يوسف في مركبته وإستقبلهم. وعندما تقابلو، حضن النبي يوسف أبوه بين ذراعيه وبكى كثير كثير. فقال النبي يعقوب عليه السلام لولده النبي يوسف: ((يوسف ولدي يوسف! الحمد لله ما ذلحين أن شي موت يا حيّابه، ما دامنا شفتك يا ولدي.)) وبعدين قال النبي يوسف لأهله كلهم: ((أنا لازم نروح وأخبر الملك إنكم وصلتو هنا. باقول له إنكم رعيان، وجبتو مواشيكم وكل مُمتلكاتكم في كنعان. وعندما يسألكم: ((أه شغلكم؟)) تقولون له: ((نحنا رعيان من زمان وذي مهنتها الوراثية.)) إذا قلتو له كذا، بايخلّيكم تسكنون في جاسان، أحسن أرض في مصر.)) والنبي يوسف قال له كذا لأن المصريين ما يحبون يعيشون مع الرعيان.

النبي يعقوب يقابل فرعون ويباركه

وشل النبي يوسف خمسة من أخوانه الى عند الملك وقال له: ((يا سيدي فرعون، أبوي وأخواني جاو مع غنمهم وبقرهم وكل أملاكهم من أرض كنعان وذلحين هم في جاسان.)) فقال لهم الملك: ((أه تشتغلون أنتو؟)) فقالو له: ((يا مولانا فرعون، نحنا رعاة غنم وجينا وتغرّبنا هنا، لأنه ما شئ مراعي لغنمنا في أرض كنعان بسبب المجاعة. وذلحين نرجوك تخلّي نحنا نسكن في جاسان.)) فقال الملك: ((يا يوسف، من حسن حظّك أن أبوك وأخوانك جاو لمان عندك. باخلّيهم يسكنون في أي مكان يختارونه من أرض مصر. وإقترح يسكنو جاسان، أحسن أرض في مصر. وأنته إختار بعضهم ليهتمو بغنمي ومواشي حقّي.)) وبعدين جاب النبي يوسف أبوه النبي يعقوب عليهم السلام وعرّفه بفرعون. وبارك النبي يعقوب فرعون. وسأل له الملك فرعون وقال له: ((كم عُمرك؟)) فقال النبي يعقوب عليه السلام: ((يا ملك فرعون، كانت حياة ترحّالي نكده، إستمرت مئة وثلاثين سنة.)) وبعدين بارك النبي يعقوب فرعون مرّة ثانية وخرج من عنده. وخلّى النبي يوسف عليه السلام أبوه النبي يعقوب وأخوانه وأهلهم يستقرّون في جاسان كما قال فرعون. وكان سيدنا يوسف عليه المسلام يموّنهم بكل ما يحتاجونه، وزاد عدد بني يعقوب وتكاثرو في مصر. وعاش سيدنا يعقوب عليه السلام سبعة عشر سنة في مصر.

 

10

موت النبي يعقوب عليه السلام

 وقبل ما يتوفّى النبي يعقوب عليه السلام، جاب النبي يوسف عياله أفرايم ومنسّى الى عند أبوه ليدعو لهم ويباركهم قبل ما يموت. وفعلاً باركهم النبي يعقوب عليه السلام ودعاء لهم بلخير. وتوفّى النبي يعقوب وفاضت روحه الى باريها، وهو إبن مئة وسبعة وأربعين سنة. ودفنوه أولاده الإثني عشر في أرض كنعان كما وصاهم أبوهم قبل ما يموت.

موت النبي يوسف عليه السلام

 وبعد فترة قالو أخوان النبي يوسف بينهم لبين: ((ذلحين أبونا مات ولعلّ يوسف مازال يكره نحنا، ويفكر إنه ينتقم منّنا على الأمور إلي عملناها فيه.)) فأرسلو له رسالة وقولو له: ((يا أخونا يوسف، أبونا قبل ما يموت قال لنا: لازم تتطلبون العفو من خوكم يوسف على الذنب الكبير إلي عملتوه فيه. وذلحين نحنا نرجوك إنك تُسامح نحنا على الذنب الكبير إلي عملناه فيك. ونحنا مُستمريين نعبد إله أبائك إبرهيم وإسحاق ويعقوب.)) فعندما سمع النبي يوسف عليه السلام ذا الكلام، جلس يبكي. وفي نفس الوقت جاو أخوانه وسجدو قدّامه بحترام وقالو له: ((يا أخونا يوسف، نحنا كلنا خدمك.)) فقال لهم: ((لا تخافون يا أخواني، هل أنا مكان ألله العظيم؟ أنتو كنتو قاصدين شر، لكن الله سبحانه وتعالى حوّله خير علشان ينقذكم وينقذ كل الناس من الجوع. لا تخافون، أنا باتكفّل بمعيشتكم كلكم، إنتو وعيالكم.)) هاكذا طمّنهم النبي يوسف وريّح قلوبهم. وبعد كم سنوات، قبل ما يموت النبي يوسف عليه السلام، قال لأخوانه: ((قرب موتي، لكن الله سبحانه وتعالى بايرعاكم وبايرجّعكم الى أرض كنعان، إلي وعد أبائنا بها إبراهيم وإسحق ويعقوب. فأنا أستحلفكم لله العظيم إنكم تشلّون عظامي معكم عندما ينقلكم الله سبحانه وتعالى لمان هناك.)) وبعد هذه الوصية، مات الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم، النبي يوسف عليه السلام، وهو إبن مئة وعشر سنة، فحنّطوه وطرحوه في تابوت في مصر.

37

رؤيا النبي يوسف

وهذه هي قصّة أولاد النبي يعقوب عليه ال سلام. وسكن النبي يعقوب في أرض كنعان من قبل في المكان إلي عاش فيه أبوه النبي إسحاق وجدّه النبي إبراهيم.

قصّة النبي يعقوب عليه السلام

وكان النبي يعقوب يحب ولده يوسف أكثر من باقي أخوانه. وكل ماكان يكبر النبي يعقوب في سنه، كان يُوثق في ولده يوسف أكثر وأكثر. فعمل النبي يعقوب ثوب ملوّن لولده يوسف، ليميّزه ويفضّله عن أخوانه الباقين. ولما كان النبي يوسف عمره سبعة عشرة سنة، كان يرعى الغنم مع أخوانه، أولاد بلهة وأولاد زلفة زوجات أبوه. وكان يحكي لأبوه عن أعمالهم العيفة. فكرهو الأخوان أخوهم يوسف كثير، فما قدرو يقولون له كلمة زينه. وفي يوم من الأيام، شاف النبي يوسف في نومه رؤيا، فحكاها لأخوانه. فقال لهم: "سمعو يا أخواني ذي الرؤيا إلي شفتها في نومي: شفت كأن كل واحد فينا يربط حزم البر في المزرعة، وفجأة قامت حزمتي ووقفت، فالتفّت تحتها حزمكم وانحنت لحزمتي." فقالو له أخوانه: "هل تعتقد يايوسف أنك بتكون ملك علينا وتحكم نحنا؟" فكرهوه أكثر وأكثر. بعدين شاف النبي يوسف رؤيا مرّة ثانيه في نومه، فحكاها لأخوانه وقال لهم: "إسمعو يا أخواني، شفت رؤيا ثانيه: شفت الشمس والقمر وأحد عشر كوكب ساجدين لي." فلما حكاها لأبوه كما حكاها لأخوانه، نهره أبوه وقال له: "أه من رؤيا ذي إلي شفتها في نومك يايوسف؟ هل بانجي أنا وأُمّك وأخوانك حقيقي وبانسجدلك؟" فحتفظ النبي يعقوب بذي الأمور في قلبه. وأما أخوان النبي يوسف فحسدوه.

الأخوان يبيعون أخوهم يوسف

وراحو أخوانه علشان يرعون غنم أبوهم بالقرب من قرية شكيم. وبعدما راحو بكمّه أيام، قال النبي يعقوب لولده يوسف: "ياولدي يوسف، أخوانك يرعون الغنم بالقرب من قرية شكيم. تعال برسلك لمان عندهم، علشان تشوف كيف حال أخوانك والغنم، ورجع وخبّرنا." فقال النبي يوسف: "طيّب يا أبوي." فراح النبي يوسف من قريته حبرون، وهي نابلس الأن، في أتجاه قرية شكيم. لكن لما وصل النبي يوسف بالقرب من شكيم ما حصّلهم، فسأله رجل في المزارع، وقال له "ياولد، على هواه أدوّر؟" فقال له النبي يوسف: "أندوّر على أخواني أولد يعقوب إلي يرعون غنمهم هُنا. هل شوفتهم أنته؟" فقال له الرجل: "نعم، قبل فترة بسيطه رحلو من هُنا، وسمعتهم يقولون: قومو بانروح إلى منطقة دوثان." فتبع النبي يوسف أخوانه إلى منطقة دوثان، فحصّلهم هُناك. فشاف أخوانه من بعيد، وقبل مايوصل عندهم، تآمرو عليه علشان يقتلونه. فقالو بعضهم لبعض: "شوفو شوفو صاحب الأحلام جاي الى عندنا. قومو بانقتله وبانزقل به في وحدة من الآبار، وبانقول لأبونا ذئب مُفترس كلاه. بعدين بانشوف إذا كانت أحلامه بتتحقّق ولاّ لا." فلما سمع أخوهم الكبير راوبين ذا الكلام، كان يبغى ينقذ يوسف منّهم فقال لهم: إسمعو يا أخواني مابنقتله مابنسفك دمه. ولكن بانزقل به في ذي البئر ولا تؤذونه." وكان راوبين يقصد بكلامه ذا، إنه باينقذه منّهم وبايرجعّه لأبوه. ولما وصل النبي يوسف عند أخوانه، خلسو منّه الثوب الملوّن إلي كان يلبسه، وشلّوه وزقلوبه في وسط بئر عورا. بعدين، جلسو ليرتاحو ويأكلو أكلهم، فشافو قافلة من العرب الإسماعيلين جايين من جلعاد، وهي الأردن الأن، وكانت جمالهم مُحمّلة بالتوابل ودواء الجلد والمر، وهم رايحين إلى أرض مصر. فقال يودا لأخوانه: "أه بانستفيد إذا قتلنا أخونا يوسف وخفينا موته؟ قومو بانبيعه للعرب الإسماعيلين ومابنأذيه، لأنه أخونا من لحمنا ودمّنا." فوافقو أخوانه. فلما وصلو التجار العرب، طلّعو أخوهم يوسف من البئر، وكان راوبين ماحد هو عندهم. وباعوه بعشرين قطعه من الفضّة، فشلّوه التجار العرب معهم إلى أرض مصر. وبعد فترة بسيطه رجع أخوهم الكبير راوبين لمان عند البئر، ولكنه ماحصّل يوسف في البئر، فمزّق ثيابه وشعّقها. فراح لمان عند أخوانه وقال لهم: "فين الولد، كنّه ماحد هو في البئر، فين نروح أنا ذلحين؟" فذبحو كبش وغمسو قميص النبي يوسف في الدم. وشلّو القميص لمان عند أبوهم وقالو: "حصّلنا ذا القميص، تحقّق منّه يا أبونا، هل هو قميص ولدك يوسف ولاّ لا؟" فعرفه النبي يعقوب وقال لهم: "نعم قميص ولدي يوسف. حيوان مُفترس كلاه. مزّق يوسف تمزيق." فشعّق النبي يعقوب ثيابه ولبس الثياب الخشنة، وصاح على ولده يوسف وحزن عليه أيام وايده. وجاو كل أولاده وبناته علشان يعزّونه، ولكنه رفض أنه يتعزّى وقال لهم: "أنا باحزن على ولدي لمان نموت." وبكى عليه النبي يعقوب لمان أبيضّت عيونه من الحزن. وباعو العرب الإسماعيلين النبي يوسف في أرض مصر لرجل إسمه فوطيفار، وهو قائد حرس فرعون الملكي.

38

يودا بن يعقوب وتامار

في ذا الوقت افترق يودا إبن يعقوب من عند أخوانه، وسكن عند رجل عدلامي أسمه حيرة. وقرية عدلام تبعد خمس تعشر كيلو من وادي حبرون. فشاف هُناك بنت واحد كنعاني أسمه شوع فتزوجها، فحبلت وولدت له ولد فسمّاهُ عير. بعدين حبلت مرّة ثانيه وولدت ولد فسمّته أونان. بعدين ولدت ولد ثالث فسمّته شيلة في قرية كزيب. وتبعد خمسة كيلو من قرية عدلام. ولما بلغ عير بن يودا البكر، عُمر الزوج، إختار له أبوه يودا زوجة اسمها تامارا. ولكن كان عير رجل خاطي وشرير في نظر الله القدير، فشل الله حياته منّه ومات. فقال يودا لولده الثاني: "يا أونان، شل زوجة أخوك الكبير وتزوجها حسب عاداتنا، فإسم أخوك الكبير ما بينتهى، وعمل نسل له." فعرف أونان أن النسل مابيكون له، فكان كلما دخل على زوجة أخوه، يُفرغ منيه على الأرض، علشان ما تحبل تامارا. وكان ذا العمل خاطي في نظر الله القدير، فشل الله حياته ومات. فقال يودا لتامارا زوجة ولده: "يا تامارا، جلسي في دار أبوكِ أرملة لمان يكبر ولدي شيلة." وكان يودا فزعان على ولده شيلة إنه يموت كما أخوانه. فراحت تامارا وجلست في دار أبوها. ومرّت فترة، وماتت زوجة يودا. ولما انتهت أيام الجنازة، راح يودا مع صاحبه حيرة العدلامي إلى قرية تمنة، ليُشرِف على قص الصوف من غنمه، فقالو الناس لتامارا: "أبو زوجكِ رايح إلى قرية تمنة ليقص الصوف من غنمه." وعرفت تامارا أن شيلة كبر ولكن ما زوّجها يودا له. فخلّست ثياب الأرملة، وغطّت وجهها ببرقع لتُخفي وجهها، بعدين جلست على مدخل قرية تمنة. وفي الطريق إلى قرية تمنة، شافها يودا جالسة على مدخل القرية، فعتقد أنها زانية. فجاء لمان عندها علشان يفعل بها، وماعرف أنها زوجة ولده، فقال لها: "تعالي معي يا حرمه." فقالت له: "وآه باتعطيني؟" فقال لها: "ماعندي غنم ذلحين، ولكن بارسل لكِ تيس من غنمي." فقالت له: "طيّب، هل باتعطيني رهن لحد ماترسله؟" فقال لها: "أه نعطيكِ؟" فقالت له: "عطني خاتمك وردائك وعصاك إلي في يدّك." فأعطاها كل ماطلبت، ففعل بها فحبلت منّه. ولما قامت من عنده رجعت لمان دارها، فخلست برقعها ولبست ثياب الأرملة مرّة ثانيه. وأرسل يودا بن يعقوب التيس مع صاحبه حيرة العدلامي، علشان يرد الرهن من الحرمه، لكنه ماحصّلها. فسأل حيرة أهل القرية وقال لهم: "ياناس، فين الزانيه إلي تجلس على الطريق في مدخل القرية؟" فقالو له: "من قال لك ان زانيه تجلس هُنا؟ ما عندنا زانيات في ذا المكان." فرجع إلى يودا وقال له: "يايودا، ماحصّلت الحرمة هناك. وفوق ذا، أهل ذاك المكان قالو: أبداً ماتجلس زانيه هُنا!" فقال يودا: "لتروح هي والرهن! نحنا مانحنا ضحك عندها! أنا أرسلت لها التيس وأنت ماحصّلتها، خلاص." وبعد ثلاثة أشهر تقريباً، قالو الناس ليودا: "تامارا زوجة ولدك زنت، وحبلت من الزنا." فقال يودا: "هاتوها وحرقوها." فلما جاو عندها، أرسلت ليودا أبو زوجها تقول له: "أني حُبلى من صاحب هذه الأشياء. شف، إذا كنت تعرف من صاحب ذا الخاتم والرداء والعصا!" فلما شافهن، اعترف يودا وقال: "هي صالحة أكثر منّي، لأننا ماحفظت وعدي معها، ومازوّجتها لولدي شيلة بحسب ماوعدت." وبعد ذا مافعل بها مرّة ثانيه أبداً. ولما جاء وقت ولادتها، كان في بطنها توأمين. وعند ولادتها خرّج واحد منهم يده، فربطت المولدة خيط أحمر على يدّه وقالت: "هذا خرج أولاً." ولكنه سحب يدّه، فخرج أخوه، فقالت: "أنته خرجت بالقوّة!" وسمّوه فارص، ومعناه خرج بقوّة. بعدين خرج أخوه والخيط الأحمر مربوط على يدّه، فسمّوه زارح.

39

النبي يوسف وزوجة فوطيفار

وبعدما اشترى فوطيفار النبي يوسف، شغّله في داره. وكان الله القدير مع النبي يوسف ويوفّقه في كل شي، فشاف سيده وعرف أن الله دائماً مع يوسف، وأنه أعطاه التوفيق في كل مايعمله. فـرضي فوطيفار على النبي يوسف، فعمله وكيله الخاص. وأيضاً أعطاه عمل شؤون داره، واستامن عليه في كل مايملك. ومن ذا الوقت بارك الله القدير دار المصري بسبب النبي يوسف. فحلّت بركة الله على كل مايملك فوطيفار، سواء كان في داره أو في مواشيه أو في مزارعه. فترك فوطيفار كل ماعنده تحت تصرف النبي يوسف، فما أهتم بشي أبداً إلاّ الأكل. وكان يوسف شكله جميل جداً ووسيم الوجه. وبعد فترة من الوقت طرحت زوجة فوطيفار عينها على النبي يوسف، وطلبت منه أنه يفعل بها. فرفض النبي يوسف وقال لها: "سيدي ما أهتم بشي في الدار، ولكنه وثق فيّ على كل مايملك. وماحد في هذا الدار أعظم مني. وسيدي مامنع عليّ أيّ شي غيرك، لأنكِ زوجته. فكيف نعمل هذا الشر العظيم ونخطي قدام الله القدير وسيدي؟" وكانت تحاول مع النبي يوسف كل يوم ليفعل بها، لكنه يرفضها ويحوال كثير أنه يبعد منها. وفي يوم من الأيام، لما دخل النبي يوسف الدار ليعمل، كان ماحد موجود. فمسكت حرمة فوطيفار ثوب النبي يوسف من وراء وقالت له: "أني لك يايوسف وأنته لي." فخلّى ثوبه في يدها، وشرد خارج الدار. فلما شافت انه شرد عليها، صاحت بكل صوتها على خدمها وقالت: "شوفو شوفو! هذا الغريب الكنعاني إلي جابه زوجي لنا أعتدى على شرفي! ودخل غرفتي وحاول أنه يغتصبني، فصحت بكل صوتي. فلما سمعني نصيح، خلّى ثوبه وشرد إلى خارج الدار." واحتفظت بثوبه لمان جاء زوجها فوطيفار. فحكت له نفس الحكاية وقالت له: "العبد الكنعاني إلي جبته لنا، دخل إلى غرفتي اليوم وعتدى على شرفي! فلما صحت، خلّى ثوبه هُنا وشرد إلى خارج الدار." فلما سمع فوطيفار حكاية زوجته وكلامها، وكيف عاملها يوسف، غضب جداً. وقبض عليه، وطرحه في السجن، وهذا السجن كانو سُجناء الملك محبوسين فيه. وكان فوطيفار المُشرف العام على هذا السجن. ولكن الله القدير كان معه ويباركه، وعمل معه معروف بحسب عهده لأبوه وأجداده، فخلّى قائد السجن يرضى عليه. فعمل قائد السجن النبي يوسف مسئول على المساجين وعلى كل مايحصل هُناك. فكان قائد السجن ماهو مُهتم بأيّ شي، لأن كل السجن تحت تصرف النبي يوسف. فكان الله القدير مع النبي يوسف، ويعطيه التوفيق في كل مايعمله.

40

الساقي والخباز في السجن

ومرّ بعض الوقت، بعدين أخطا ساقي الملك فرعون والخباز في حق سيدهم الملك. فغضب الملك فرعون على هذين الرجُلين، فأمر الملك فرعون فوطيفار أن يسجنهم. فطرحهم فوطيفار في نفس السجن الذي كان النبي يوسف محبوس فيه. فعمل قائد السجن النبي يوسف مسئول عليهم أيضاً. فجلسو في السجن فترة من الوقت. ويوم من الأيام حلم ساقي الملك والخباز، حلم في ليلة واحدة. وكان لكل من هذه الحلمين معناه الخاص. ولما جاء عندهم النبي يوسف في الصباح، حصّلهم حزينيين. فقال لهم: "ليه وجوهكم حزينه اليوم؟" فقالو له: "كل واحد منّنا حلم حلم، ولكن مانقدر نروح عند المفسرين." فقال لهم النبي يوسف: "الله يقدر يفسر لكم الحلمين، فقولو لي بهن." فحكى الساقي حلمه للنبي يوسف، وقال له: "شفت في حلمي شجرة عنب قدامي، فيها ثلاثة أغصان. ولما طلع ورقها، ظهرت أزهارها، ونضجت عناقيدها. وكان الكأس حق الملك فرعون في يدي، فشلّيت العنب وعصرته فيها، وأعطيت الملك فرعون الكأس في يده." فقال له النبي يوسف: "هذا هو تفسيره. الأغصان الثلاثة هي ثلاثة أيام. بعد ثلاثة أيام، بايكرمك الملك فرعون ويرُدّك إلى شغلك، فتعطيه الكأس في يده، كما كنت تعمل هكذا من قبل. فعندما يحصّلك هذا الخير، أرجوك تذكّرنا وأعمل معي معروف، فتذكرنا عند الملك فرعون، وتخرجنا من هذا السجن. لأنهم شلّونا بالقوة من بلادي في أرض الكنعان وجابونا لمان هنا. وأنا ماعملت أيّ شي نستحق عليه أننا نسجن بسببه." فلما شاف الخباز أن النبي يوسف فسّر الحلم وفيه الخير، قال له : "وأنا أيضاً حلمت حلم، حلمت إنه كان على رأسي ثلاث قفف، كل قفّه فوق الثانية، وفيهن خبز. والقفة الفوقية كان فيها من كل أصناف الخبز إلي كان يحبه الملك فرعون، لكن الطيور كانت تأكله." فقال النبي يوسف: "هذا هو تفسيره: القفف الثلاث هي ثلاثة أيام. بعد ثلاثة أيام، بايقطع الملك فرعون رأسك، ويعلّقك على خشبة، فتأكل طيور الجوارح لحمك." وفعلاًً بعد ثلاثة أيام كان عيد ميلاد الملك فرعون، فعمل وليمة لكل وزرائه ورجاله، وأمر الجنود يجيبون الساقي والخباز من السجن قُدام كل الموجودين. فرد الساقي إلى عمله. وأعدم الخباز كما قال لهم النبي يوسف. أما الساقي فماتذكر النبي يوسف، ونسيه.

41

حلم الملك فرعون

وبعد سنتين كامله، شاف الملك فرعون حلم. شاف أنه واقف عند نهر النيل، فطلعن من النهر سبع بقرات سمان وزيان، وبدأن يرعين في الحشائش. وبعدين، طلعن من النهر سبع بقرات حطاط وعياف، فوقفن بجانب البقرات الأوليات على ضفة النهر. فجأة البقرات العياف كلين البقرات الزيان. فثار الملك فرعون من نومه. بعدين رجع نام، وشاف حلم ثاني. شاف هذه المرّة سبع سنابل ناضجات وزيان نبتن من عود واحد. وبعدهن نبتن سبع سنابل ثانيات ضامرات كأن الريح الصحراوية أحرقتهن. فبدين السنابل الضامرات يبتلعن السنابل الناضجات. وثار الملك فرعون من نومه، فعرف أنه حلم. وفي الصباح انزعج الملك فرعون، فأرسل ودعاء كل سحرة مصر وعلمائها، وحكى لهم حلمه، لكن ماحد قدر يُفسّره له. فقال الساقي للملك فرعون: "يامولاي، المفروض أننا نذكر هذاك الشاب الي كان معي في السجن قبل سنتين. لما كان غضب علينا ياملك، حبستنا أنا والخباز في السجن. وفي يوم من الايام، حلم كل واحد منّنا حلم في نفس الليلة، وكان لكل واحد من الحلمين معناه الخاص. وكان معنا هُناك شاب من أرض كنعان، عبد لقائد الحرس. فحكينا أحلامنا له، ففسرهن لنا. وفعلاً تحقّق كل ما قاله في تفسيره لنا. رجعت أنا إلى عملي، والخباز أُعدم. فأرسل الملك فرعون ودعى النبي يوسف، فخرّجوه بسرعة من السجن. وبعدما حلق وغيّر ثيابه، جابوه إلى عند الملك فرعون. فقال له الملك: "يايوسف، حلمت البارحة حلم، وماحد قدر يُفسّره. وسمعت إنك تُفسّر الأحلام." فقال النبي يوسف: "ماهو أنا إلي نُفسّر الأحلام ياملك، ولكن ألله وحده، هو الذي بيعطي الملك فرعون جواب يطمئنه ويهدّي نفسه." فقال الملك فرعون للنبي يوسف: "وهذا حلمي، كنت واقف على نهر النيل، فطلعن من النهر سبع بقرات سمان وزيان، وبدأن يرعين في الحشائش وبعد هذيلا طلعن من النهر سبع بقرات حطاط وعياف، ووقفن بجانب البقرات الأوليات على النهر. فجأة البقرات العياف كلين البقرات الزيان. عمري ماشفت في كل أرض مصر كماهن في القباحه والعيافه. ومع أنهن أكلنهن، لكن ماتغيّر منظرهن وشكلهن، ولكن بقين قبيحات كما كُانن. بعدين ثرت من نومي. بعد هذا شفت في حلم ثاني. سبع سنابل ناضجات وزيان، نبتن من عود واحد. وبعدهن نبتن سبع سنابل ثانيات ضامرات كأن الرياح الصحراوية أحرقتهن. فبعدين السنابل الضامرات يبتلعن السنابل الناضجات. فحكيت هذيلا الحلمين للسحرة والعُلماء، ولكن ماحصّلت من يُفسّرهن لي. فقال النبي يوسف: "ياملك، هذيلا الحلمين في الحقيقة معناهن وحد. فالله القدير كشف للملك فرعون إلي بيعمله. فالبقرات السبع الزيان والسنابل السبع الناضجات معناهن سبع سنين خير. والبقرات السبع القبيحات والسنابل السبع الضامرات معناهن سبع سنين مجاعه قويه جداً. فكما قلت لك ياملك، أظهر الله القدير للملك فرعون إلي بيعمله. باتجي على أرض مصر كلها سبع سنين شبع ورخاء عظيم، وبعدين باتجي سبع سنين مجاعة عظيمه جداً، فينسون الناس كل الرخاء والشبع الذي عاشوه في مصر، وتهلِك المجاعة كل شي في الأرض. فماحد يقدر يتذكّر الرخاء والشبع، لأن المجاعة إلي بتجي بعده شديدة جداً. وسبب ان الله عطاك نفس الرسالة بحلمين مختلفين، فذا لأن الأمر تقرّر من عند الله القدير، والله بايعمل هكذا قريب. ياجلالة الملك فرعون، أفضلك من الأن تدوّر لك على رجل بصير وذكي وحكيم، يكون مسئول عن تدبير شؤون المجاعة إلي بتجي. ويعيّن الملك فرعون وكلاء تحته، ليأخذو عشرين بالمية من محصول الأرض في سنوات الرخاء السبع. ويجمعون كل محصول حبوب سنوات الخير المُقبلة، ويخزنوه تحت سلطة الملك فرعون. فيكون في كل المدن أكل محفوظ. هذا الأكل بايكون مُساعده للبلاد في سنوات المجاعة إلي باتجي على أرض مصر، علشان مايموتون قومك من الجوع." فشاف الملك فرعون وكل وزرائه ورجاله أن الفكرة طيّبة. فقال لهم الملك فرعون: "هل بانحصّل كما هذا الرجل فيه روح الله؟" وقال للنبي يوسف: "لأن الله عرّفك كل هذه الأمور، فماحد بصير وذكي وحكيم كماك يايوسف. أنت من الأن باتكون الحاكم على مملكتي وتكون المسؤل الكبير على أمور المجاعة. وكل شعبي بايُطيعون أوامرك، وماحد يكون أعظم منك غيري أنا." بعدين قام الملك فرعون ونزع الخاتم من اصبعه، وطرحه في صبع النبي يوسف. ذا الخاتم محفور فيه الختم الملكي، ولبّسه ثياب ملكيه ضخمة، وطرح السلسلة الملكيه من ذهب على رقبته، وأعطاهُ المركبة الملكية الثانية. وأمر الناس ان يركعون قدُام النبي يوسف كل ماشافوه. وهكذا عمله والي وحاكم على كل أراضي مصر. وقال فرعون للنبي يوسف: "أنا الملك فرعون، ماحد يقدر يعمل شي في مصر من غير موافقتك أنت." وأعطى الملك فرعون اسم للنبي يوسف وهو صفنات فعنيح، ومعناه بالمصرية القديمة "مُنقذ الحياة". وزوّجة إمرأة أسمها أسنات بنت فوطي فارع، الرجل المُتشفّع لمعبد أُون. هكذا امتدت سلطة النبي يوسف في كل أراضي مصر. وكان النبي يوسف عمره ثلاثين سنة لما دخل في خدمة الملك فرعون ملك مصر. وخرج النبي يوسف من قصر الملك، وكان يتنقّل كثير في جميع أنحاء أراضي مصر. فحصدت الأرض محاصيل كثيرة في سنوات الرخاء السبع. فجمع النبي يوسف عشرين بلمية من المحاصيل إلي أنتجته اراضي مصر في هذه السنين السبع، وخزّنه في مخازن كبيرة في المدن. فطرح في كل مدينة محاصيل المزارع إلي حولها. فخزّن النبي يوسف كُميّات ضخمة جداً من محاصيل الحبوب، كما رمل البحر، حتى إنه وقف من حسابها، لأنها كانت أكثر بكثير من الحساب. وقبل دخول سنوات المجاعة، ولدت زوجة النبي يوسف ولدين. فسمّى بكره منسى، ومعناه "الله يساعدنا على نسيان كل تعبي ومشاكلي بعدما خرجت من بيت أبوي بلقوة." وسمّى الثاني أفرايم، ومعناه: مُثمر كثير وقال: "بفضل الله أثمرت في الأرض إلي تألمت فيها وشقيت." وانتهت سنوات الرخاء السبع في أراضي مصر، وبدأت سنوات المجاعة، كما قال النبي يوسف. فكانت المجاعة في مصر وكل البلاد المجاورة. أما أرض مصر ففيها أكل كثير، لأنها كانت جاهزة للمجاعة. لكن لما بدأت مصر تحس بالمجاعة أيضاً، صاحو المصريين على الملك فرعون طالبين أكل، فقال لهم: "إسمعو ياناس، روحو إلى حاكم يوسف، واعملو كما يقول لكم." ففتح النبي يوسف المخازن وباع محاصيل الحبوب للمصريين. وجاو ناس حتى من البلدان الأخرى إلى مصر، ليشترو محاصيل الحبوب من النبي يوسف، لأن المجاعة كانت شديدة في كل مكان.

42

اخوان النبي يوسف في مصر

أرض كنعان أيضاً انتشرت فيها المجاعة الكبيرة. ولما عرف النبي يعقوب أن مصر فيها محاصيل الحبوب، قال لأولاده: "ليه أنتو ماتتحركون كما الناس الباقيين؟ أنا سمعت أن في أرض مصر محاصيل الحبوب. قومو إرحلو الى هُناك واشترو لنا بر، علشان مانهلك من الجوع." فرحلو عشرة من أخوان النبي يوسف، ليشترو بر من مصر. أما بنيامين شقيق النبي يوسف، فما رسّله النبي يعقوب مع أخوانه، لأنه خايف عليه. فرحلو أولاد النبي يعقوب إلى مصر مع الرايحيين ليشترو بر. وكان النبي يوسف هو حاكم بلاد مصر، المشرف والمسؤل الأول على بيع البر. فلما وصلو الأخوان الى عند النبي يوسف، ماعرفوه، وانحنو له. ولكن لما شافهم النبي يوسف، عرفهم على طول. لكنه تظاهر بأنه ماعرفهم، وكلّمهم بشدّة وقال لهم: "يارجال، من فين أنتو جيتو؟" فقالوله: "جينا من أرض كنعان، لنشتري بر من عندكم." فتذكّر النبي يوسف الرؤيا إلي شافهم فيها. فقال لهم: "أنتو جواسيس! أنتو جئتو لتعرفو الأماكن الضعيفه في بلادنا." فقالوله: "لا ياسيدنا، نحنا عبيدك جينا لنشتري بر. نحن كُلّنا أخوان. نحنا رجال شريفين ومانحنا جواسيس." فقال لهم: "لا لا! أنتو جواسيس وجئتو لتعرفو الأماكن الضعيفه في بلادنا." فقالوله: "نحنا ياسيدي أثني عشر أخوان، أولاد رجل واحد ساكن في أرض كنعان. وأصغر واحد فينا مع أبونا، وواحد مات." فقال لهم النبي يوسف: "كما قلت لكم، أنتو جواسس. لو كان كلامكم ماهو صحيح، أكيد أنتو جواسيس. بذي طريق أنا بعرف لو كان كلامكم حقيقي ولاّ لا. إسمعو، أنا بقول لكم بإسم الملك فرعون مابتخرجو من هنا إلى إذا جبتو لي أخوكم الصغير. أرسلو واحد منكم ليجيبه، والباقيين يبقون هُنا في السجن. ولو كان ماجبتو لي أخوكم الصغير، بعرف أنكم كذّابين وجواسيس." وطرحهم كلهم في الحبس لمُدة ثلاثة أيام. وفي اليوم الثالث قال لهم النبي يوسف: "أنا رجل نتّقي ألله، فاعملو كما قلت لكم فتنجو بحياتكم. إذا كنتم فعلاً شُرفاء، خلّو واحد منكم يبقى هُنا في السجن، والباقين يرجعون إلى بلادكم، ومعهم البر علشان أهلكم الجوعانيين. ولكن لازم تجيبون لي أخوكم الصغير، لنتحقّق من كلامكم. ولو كان ماجبتوه لي، بحكم عليكم بالقتل." فوافقو الأخوان على كلام النبي يوسف. وقالو بعضهم لبعض في لغتهم: "أكيد هذا عقاب لنا بسبب ماعملناه في أخونا يوسف. نحنا شفناه كم كان خايف وهو يتوسل لنا علشان حياته، لكن ماسمعنا له. لهذا نحن في ضيق." فقال أخوهم الكبير راوبين: "أنا قلت لكم لا تغلطو في الولد، لكنكم ماسمعتونا. نحنا مسئولين على قتله، وذلحين ندفع الثمن." وكانو الأخوان يتكلمون بلغتهم ومايعرفون أن النبي يوسف فهم كلامهم، لأنه كان يُكلّمهم بمُترجم بالغه المصرية. ولما سمع أخوانه يعترفون بما عملوه فيه من شر، خرج من عندهم وبدأ يبكي. بعد قليل، قدر يتكلم. فرجع وشل من عندهم شمعون وربطه قُدام عيونهم وزقل به في السجن." بعدما نزلو الأخوان، أمر النبي يوسف خدمه أنهم يملون جواني أخوانه بالبر ويطرحون فلوسهم في جوانيهم بدون ماحد يعرف. وقال لهم، "عطوهم أكل أيضاً إلي يحتاجونه للطريق." فعملوالخدم كما قال لهم. بعدين حملّو الأخوان الجواني على حميرهم ورحلو. ولما وقفو للمبيات، فتح واحد منهم الجونية حقه ، فشاف فلوسه. فقال لأخوانه: "أه ذا، ذيلا ردّو لي فلوسي!" فخافو كثير، وتشوّفو بعضهم لبعض وقالو: "هل الله يعاقب نحنا؟" ولما رجعو إلى أبوهم، حكو له بكل ماحصل معهم في مصر. وقالو له: "يا أبونا، الرجل سيد هذيك البلاد كلّم نحنا بشدة ، واتهم نحنا بأن نحنا جواسيس في بلاده. فقلنا له: نحنا ناس شرفا ومانحنا جواسيس. نحنا اثني عشر أخو أولاد أبونا، وواحد مات، والصغير فينا مع أبونا في أرض كنعان. فقال لنا حاكم البلاد: طيّب، هكذا بعرف إذا كنتم شُرفا. اتركو واحد منكم عندي هُنا، والباقين إرجعون إلى بلادكم مع الأكل إلي أعطيكم إيّاها. لكن أنتو لازم تجيبون لي أخوكم الصغير، هكذا بعرف أنكم شُرفا وما أنتم جواسيس. إذا عملتو كما قلت لكم، بفك خوكم من السجن. وبعدين تقدرون تجلسون وتاجرون بحُرية في مصر." ولما بدؤ يفرغون جوانيهم ، حصّل كل واحد فهم الفلوس حقّه. فلما شافو هم وأبوهم الفلوس، خافو كثير كثير. فقال لهم أبوهم: "أه ذا؟ بغيتونا نفقد كل أولدي؟ يوسف مات، وشمعون محبوس، وذلحين بغيتو تشلّون بنيامين؟ كل المصائب نزلت عليّ!" فقال له راوبين: "يا أبوي، أنا بعتني ببنيامين وبارجّعه لك. وإذا ما رجعته لك، اقتل أولادي الأثنين." قالو كذا علشان يرجّعون أخوهم شمعون إلي محبوس في المصر. فقال النبي يعقوب: "أبداً مابيرحل ولدي بنيامين معكم إلى مصر. أخوه مات، وهو الوحيد الذي بقي من زوجتي رحيل. إذا أصابه أي شي في الطريق، باموت بحسرة وأنا شيبه."

43

الرحلة الثانية إلى مصر

و شتدّت المجاعة. فلما أكلو كل البر إلي جابوه من مصر، قال لهم أبوهم: "يا أولادي، إرجعو إلى مصر واشترو لنا بر." فقال يودا: "يا أبوي، كما قلنا لك، سيد أرض مصر حذر نحنا بقوة إن نحنا مانقدر نشفو وجهه إلا إذا جبنا أخونا بنيامين معنا. فإذا كنت باترسل بنيامين معنا، بانرحل ونشتري لك بر. لكن إذا كنت مابترسله معنا، ما شي داعي نروح إلى مصر. " فقال النبي يعقوب: "ليه جبتولي هذه المشكلة وقلتو للرجل إن عندكم أخو ثاني؟" فقالو له: "يا أبونا، الرجل هو بنفسه سأل نحنا بالدقة عن أنفسنا وعن عوائلنا وقال: "هل أبوكم حي؟ هل عندكم أخو ثاني؟" ونحنا جاوبناه ببساطة على أسئلته. ماحد مننا يتوقّع أنه بايقول: جيبو أخوكم الصغير إلى هُنا؟" بعدين قال يودا: "يا أبوي، أرسل الولد معي، فنرحل ذلحين. فكلنا مابنموت من الجوع. أنا نضمنه وباكون مسئول عليه شخصياً. وإذا مارجّعته لك، لومنا طول عمري. لوكنّا ماتأخرنا في الرحيل لكنّا رحنا مرتين ورجعنا." فقال لهم أبوهم: "يا أولادي، إذا كان لازم انكم ترحلو به فعملو هكذا: خذو معكم هدية للحاكم، طرحو في جوانيكم من أحسن ماتنتجه أرضنا، كما البلسم والعسل، والتوابل والمر والفستق واللوز. وشلّو معكم فلوس ضعف الفلوس الأولى، فتردّون لهم الفلوس إلي رجعت في أجوانكم. لعله كان خطأ منهم. وشلّوأخوكم بنيامين معكم، وارحلو إلى مصر بسرعة. ليت الله القدير يخلّي هذاك الرجل رحيم بكم، فيفك أخوكم شمعون إلي في السجن ويخلي بنيامين يرجع معكم. وأنا إذا كان لازم علىّ أننا نفقد أولادي، خلاص بفقدهم." فشلّو اولاده الهدايا وضعف فلوس ورحلو بسرعة إلى مصر مع بنيامين. ولما وصلو، راحو إلى مكان عمل النبي يوسف. فلما شاف النبي يوسف بنيامين معهم، قال لوكيل داره بالغه المصرية: "يا وكيل، خذ ذيلا الرجال إلى داري، واذبح لهم طلي، وجهّز أكل، لأنهم بيأكلون معي في الغداء." فعمل الوكيل كما قال له النبي يوسف. ولكن لما وصلو إلى دار النبي يوسف، خافو الأخوان جداً، فقالو بغضهم لبعض: "إسمعو، أكيد جابو نحنا إلى هُنا، بسبب الفلوس إلي رجعت في أجوانينا. أكيد بايتهم نحنا وبايهجم علينا وبايشل نحنا عبيد له، وبايستولى على حميرنا." فراحو إلى وكيل النبي يوسف وكلّموه عند مدخل الدار، وقالوله: "من فضلك ياسيدي، عندنا حجة لازم نشرح لك. قبل فترة جينا إلى هُنا واشترنا أكل. ولكن في رجوعنا إلى بلادنا، حصّل كل واحد منّنا فلوسه كامله في جونيته، فجبناها معنا هُنا. وأيضاً جبنا معنا فلوس لنشتري بر ثاني. وحقيقي مانعرف من طرح فلوسنا في جوانينا." فقال لهم الوكيل: "اطمئنو. لا تخافون. أكيد إلهكم وإله أبوكم طرح الفلوس في أجوانكم. البر إلي اشتريتوه في المرة الأولى ثمنه مدفوع كامل." بعدين خرّج لهم شمعون من السجن. فدخّل الوكيل الرجال إلى دار النبي يوسف، وقدّم لهم ماء ليغسلون رجيلهم، وأعطى حميرهم أكل. فجهّزو هداياهم لمجي النبي يوسف عند الظهر، لأنهم سمعو أنهم بايأكلون معه. فلما جاء النبي يوسف إلى الدار، انحنو له إلى الأرض و قدّمو له الهدايا إلي جابوها، فسألهم عن أحوالهم، بعدين قال لهم: "أبوكم الشيبه الذي قلتم لي عنه، كيف حاله؟ هل يعيش؟" فقالوله: "أبونا يعيش، وهو بخير." وانحنو له ثاني مرة احتراماً له. ولتفت فشاف شقيقه بنيامين فقال: "هل هذا هو أخوكم الصغير الذي قلتو لي عنه؟ الله يبارك فك يا ولدي." فما قدر قلبه يتحمّل أكثر لما تكلّم مع شقيقه بنيامين، فقام بسرعه وخرج يبكي، فراح إلى غرفته الخاصة وبكى هُناك. بعدين غسل وجهه، وخرج ومسك نفسه من البكاء وقال: "ياخدم، هاتو الأكل." فقدّمو الأكل، النبي يوسف لوحده، ولأخوان وحدهم، وللمصريين المعزومين وحدهم، لأن المصريين يعتبرون أنه حرام عليهم إذا أكلو مع الكنعانيين. وجلّس أخوانة قدامه حسب أعمارهم، من الكبير إلى الصغير. فتشوّفو بعضهم إلى بعض مُستغربين، ويقولون، "كيف عرف أعمارنا." وقدّمو لهم أكل من سفرة النبي يوسف، فكان نصيب بنيامين خمسة أضعاف أكثر من أكل البقيين. فأكلو وشربو مع النبي يوسف.

44

قلاس الفضّة في جونية بنيامن

وامر النبي يوسف رئيس الخدم بدون ما يعرفون اخوانه وقال له: "اسمع يا خادم، مل جواني الرجال بر بقدر ما يقدرون يشلون معهم، وطرح فلوس الفضّة حقّهم في جواني اكل حيوان. وأيضاً طرح قلاسي الفضّة في جونية خوهم الصغير." فعمل رئيس الخدم كما قال له النبي يوسف. وثاني يوم بدري، قاموا الاخوان ودبروا. لكن قبل ما يبتعدون أكثر من المدينة، قال النبي يوسف لرئيس الخدم: "يا خدم، رح بسرعة وراء الرجال. ولما تلحقهم، قل لهم: هكذا تجازون الخير بالشر؟ ليه تسرقون قلاس الفضّة حق الحاكم؟ ذا القلاس ما هو عادي، عزيز عليه، لانه يعرف به أه بيحصل في مستقبل. انتو عملتو سفعه كبيرة." فلحقهم رئيس الخدم في الطريق فقال لهم كما أمر النبي يوسف. فقالو الأخوان: "مستحيل ياسيدي نحنا نسرق ونعمل هكذا! ما دام رجّعنا لكم الفضّة إلي حصلناها في جوانينا، كيف بانسرق فضّة أو ذهب من دار الحاكم؟ إذا حصّلت القلاس مع ايّ واحد مننا، إقتله. ونحنا الباقين نكون خدم لك." فقال رئيس الخدم: "طيب، إلي نحصّل معه القلاس بايكون خادم. والباقيين ممكن يروحون." فنزّل كل واحد منهم جونيته بسرعة على الأرض وفتحها. فبدأ رئيس الخدم يفتش جواني الاخوان من الكبير الى الصغير. ولما فتح جونيه بنيامين، حصّل القلاس! ولما شافوا الأخوان القلاس، ماتوا من الخوف وشعقو ثيابهم. وشل كل واحد منهم جونيته ورجعوا الى المدينة. ودخل يودا واخونه الى دار النبي يوسف. وكان النبي يوسف عاده مازال هُناك. وتساقطوا كلهم قدامه وسجدوا له، فقال لهم النبي يوسف: "يارجال كنكم اه لقيتوا في انفسكم؟ ما انتو داريين اننا نعرف وين قلاسي المسروق؟" فقال يودا: "ياسيدي، نحنا ما نقدر ندافع عن انفسنا. الله قد فضحنا، ونحنا وإلي حصّلت القلاس معه خدم حقك." فقال النبي يوسف: "لا، آنا مستحيل نعمل هكذا، إلي حصّلنا القلاس معه هو يكون خادمي بس. وانتو روحو ورجعو لابوكم بالسلامة."

يودا يتوسل النبي يوسف

فقال يودا: ”ياسيدي، تسمح لي، بغيت با قول كل شي باصراحة قدامك. نعرف انك قوي كما فرعون نفسه، بس لا تزعل وتغضب عليّ. يا سيدي، نحنا، لما جينا أول مرة علشان نشتري بر، انت سألتنا عن أبونا وعن خونا الصغير. فقلنا لك: عندنا أبو كبير في السن، وعندنا أخو صغير وإسمه بنيامين خُلِق وأبونا شيبه كبير. وأخو بنيامين مات، فبنيامين الوحيد الذي بقي من أُمّه، وأبوه يحبّه كثير. بعدين قلت لنا: جيبوه علشان نشوفه بعيني. فقلنا لك ياسيدي : أبونا بايموت إذا بنيامين بيتركه. ولكن حذّرت نحنا وقلت: "إذا ماجبتو أخوكم الصغير معكم، مابتشوفون وجهي مرّة ثانيه." فرجعنا عند ابونا قلنا له على طلبك. لكن ابونا رفض بالقوة، لأنه خايف انه يمكن يصير شي له. ولما خلّصنا البر إلي اشتريناه وزاد الجوع، ابونا طلب مننا نرجع الى مصر علشان نشتري بر مرة ثانية. فقلنا له، نحنا ما نقدر نقابلك إذا ما كان خونا الصغير معنا. لكن انت عارف ليه رفض ابونا يرسل خونا الصغير معنا؟ لان حرمته إلّي يحبها أكثر، جابت له اثنين عيال. ولكن الأول ضاع، وابونا ما شافه لفترة طويله. ويعتقد انه ذئب كلاه. والثاني، بنيامين الصغير، ابونا يحبه وايد. لحد انه با يموت إذا ما رجع معنا لأن حياة أبونا مربوطه بهذا الولد، فنكون سبب لموت أبونا بحسرة وحزين وهو شيبه. وانا وعدت ابوي، إننا با رجّع بنيامين سالم لا عنده. وإذا ما رجعته، قلت لا بوي يحملنا اللوم طول حياتي. يا سيدي، انا من ذلحين خادمك. ارجوك، خلنا نتمي هُنا بديل بنيامين، وخله يروح مع اخوانه الى عند اهلي. أه من وجه با قابل ابوي إذا بنيامين ما هو معي؟ وما نقدر نتحمل منظر ابوي، وهو يموت قدامي من الحسرة على بنيامين.”

45

أعترف النبي يوسف بأنه أخوهم

ولما سمع النبي يوسف كلام يودا، ما قدر يتمالك نفسه قدام الخدم، فقال بصوت قوي، "ياخدم، أخرجو كلكم من هُنا!" فخرجو برع الغرفة. ولما كان ماحد عند النبي يوسف إلاّ أخوانه، قال لهم: "آنا يوسف!" وبكى النبي يوسف بصوت رافع، فسمعوه الخدم المصريين إلي خرجو من الغرفة. وانتشر الخبر الى قصر الملك. فقال لهم: "أنا يوسف، حقيقي ابوي عاده يعيش؟" فخافو أخوانه خوف كبير، حتى ماقدرو يردّون عليه. فقال لهم: "تعالو، قربو عندي." فقربو عنده. فقال لهم مرة ثانية: "آنا أخوكم يوسف إلّي بعتوه للتجار الرايحين إلى مصر. لا تخافون ولا تلومون انفسكم انكم عملتوا كذا. الله سبحانه وتعالى هو إلّي ساقنا إلى مصر قبلكم، علشان ينقذ حياه الناس من المجاعة. لذا ما هو انتو إلي سقتونا إلى هُنا. ألله سبحانه وتعالى هو إلي ساقنا علشان انقذكم وانقذ حياة الناس. وعبرت من المجاعة سنتين، وبقي لها خمس سنين. ما حد بايقدر يزرع المزارع في طول ذي المدة. وذلحين بغيتكم تروحون بسرعة عند ابوي، وقولوا له: "ولدك يوسف عيّنه الله سبحانه وتعالى حاكم على مصر. فتعال بسرعة ولا تتأخر. با تعيش قريب مني في احسن أرض في مصر مع اولادك واحفادك، بالاضافة الى الغنم والبقر حقك وكل شي معك. انا بهتم بكم هُنا في مصر. إذا ما جيت هُنا، انت وعيالك وحيواناتك با تموتون من الجوع." وانتو، يا اخواني، لا تشكّون فيّ. انا أخوكم يوسف حقيقي، كما تشوفونا انتو وأخوي بنيامين ذلحين. وقولو لابوي على النعمة إلي انا فيها في أرض مصر." فقام النبي يوسف وحضن أخوه بنيامين وجلسو يبكون. وبعدين شمشم اخوانه الباقين وبكى معهم، وجلسو كلهم يتكلمون مع بعض. وعندما سمع الملك فرعون وكل الوزراء والشرفاء في القصر ان اخوان النبي يوسف جاوا من أرض كنعان، فرحو كثير. وقال الملك فرعون للنبي يوسف: “يا يوسف، قل لأخوانك، شلّو بر ورجعو الى أرض كنعان. وشلّو أيضاً مركبات من مصر، وجيبو ابوكم وعوائلكم الى هُنا. وانا با عطيكم احسن أرض في مصر. ولا تهتمون على اي شي يبقى من ممتلكاتكم هُناك. أنا با عطيكم احسن الاشياء الموجودة في مصر." فعملو أولاد النبي يعقوب كما قال الملك فرعون. وعطاهم النبي يوسف مركبات واكل للطريق كما أمر الملك، وهدايا وايدة من عنده، خصوصاً ابوه وشقيقه بنيامين. عطى بنيامين خمسة ثياب فاخرة وثلاث مئة قطعة من الفضّة. وأيضاً عطى ابوه عشرة من االحمير، محملة من احسن الاشياء الموجودة في مصر، وعشرة حمير محمله بر واكل. ورحّل اخوانه وهو يقول لهم: "لا تزّاعلون في الطريق." فطلعو من أرض مصر الى أرض كنعان. ودخلو على سيدنا يعقوب أبوهم، وقالو له: "يا أبونا، يوسف عاده عايش! وهو ذلحين حاكم كبيرعلى مصر!" فكان ابوهم مستغرب من كلامهم وما صدقه من كثرة فرحة. لكن بعدما سمع كل كلام النبي يوسف منهم وشاف المركبات إلي أرسلها النبي يوسف علشان تحملوه اليه، أنتعشت روحه. فقال النبي يعقوب عليه السلام: "ذلحين يكفينا إن ولدي يوسف عاده عايش. ما بغيت شي من ذي الدنيا إلا نظره فيه قدام ما موت."

46

رحيل النبي يعقوب واسرته الى مصر

وسافر النبي يعقوب وكل أهله من أرض كنعان، وشلّو كل أملاكهم معهم. وفي طريقه يزع على منطقة بير السبع. وهُناك، قدّم اضاحي لله، آله أبوه إسحاق وفي الليل شاف النبي يعقوب في نومه رؤأيا، وكلمه الله سبحانه وتعالى، وقال له: "يعقوب، يعقوب." فقال النبي يعقوب، "لبيك!" فقال له،"آنا الله إلي عملت العهد مع أبوك إسحاق، لا تخاف أنك با تعيش في مصر. أنا با عمل منك أُمّة عظيمة هُناك. ومحضري بايطلع معك الى مصر. وبا تموت في مصر ويوسف عندك. وبعدين با رجّع ذريتك الى هُنا في أرض كنعان." وبعدين ركّبو أولاد النبي يعقوب أبوهم وأولادهم وزوجاتهم في المركبات إلي أرسلها الملك فرعون لنقله. وهكذا خرجو من بئر السبع. وشلّو معهم مواشيهم والممتلكاتهم من أرض كنعان. ورحل النبي يعقوب مع أولاده وأحفاده وبناته وحفيداته، شل كل نسله معه إلى مصر.

النبي يعقوب وأولاده

وهذه أسماء أولاده إلي رحلو إلى مصر. راوبين بكر النبي يعقوب. أولاد راوبين أربعه، وهم: حنوك وفلو وحاصر وكرمي. وأولاد شمعون سته، وهم: يموئيل ويامين وأوهد وياكين وصوحر وشأول إبن الكنعانية. وأولاد لاوي ثلاثه، وهم: جرشون وقهات ومراري. وأولاد يودا خمسه، وهم: عير وأونان وشيلة وفارص وزارح. ومات عير وأونان في أرض كنعان، وأما أولاد فارص أثنين، وهم: حاصر وحامول. وأولاد يساكر أربعه، وهم: تولاع وفوة ويوب وشمرون. وأولاد زبولون ثلاثه، وهم: سارد وأيلون وياحلئيل. هذيلا هم أولاد ليئة الذين ولدتهم للنبي يعقوب في أرض أرام، مع دينة بنته. فكان عدد أولاده وبناته وأولاد أولاده وأحفادهم من ليئة ثلاثة وثلاثين. وأولاد جاد سبعه، وهم: صفيون وحجي وشوني وأصبون وعيري وأرودي وأرئيلي. وأولاد أشير أربعه، وهم: يمنة ويشوة ويشوي وبريعة وأختهم سارح، وأما أولاد بريعة أثنين وهم: حابر وملكيئيل. هذيلا هم أولاد النبي يعقوب من زلفة إلّي أعطاها لابان لبنته ليئة، وعددهم ستة عشر. وأولاد راحيل زوجة النبي يعقوب أثنين وهم: النبي يوسف وبنيامين. وولد للنبي يوسف في مصر أثنين وهم: منسى وأفرايم من أسنات بنت فوطي فارع رجل مُتشفع في معبد مدينة أُون. وأولاد بنيامين عشرة وهم: بالع وباكر وشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفيم وصفديم وأرد. هذيلا هم أولاد راحيل وأولاد أولادها إلّي ولدتهم للنبي يعقوب، وعددهم أربعة عشر. ودان عنده إبن واحد وهو: حوشيم. وأولاد نفتالي أربعه وهم: يحصئيل وجوني ويصر وشليم. هذيلا هم أولاد النبي يعقوب وأولاد أولادهم من بلهة إلي أعطاها لابان لبنته راحيل وعددهم سبعة. فكان عدد إلي من صُلب النبي يعقوب الذين رحلو معه إلى مصر ستة وستين نفر ماعدا زوجات أولاده. مع الولدين إلي خُلِقو للنبي يوسف في مصر، فيكون عدد أفراد أسرة النبي يعقوب الذين رحلو إلى مصر سبعين نفر. وقبل ما يوصل النبي يعقوب واهله إلى جاسان ، أرسل ولده يودا قدامه ليطلب من يوسف ان يستقبلهم في جاسان. وراح النبي يوسف في مركبته واستقبلهم. وعندما تقابلوا، حضن النبي يوسف ابوه وبكى كثير كثير. فقال النبي يعقوب عليه السلام لولده النبي يوسف: "وسف، ولدي يوسف! الحمد لله، ما ذلحين ان شي موت يا حيابه، ما دامنا شفتك، يا ولدي." وبعدين قال النبي يوسف لأهله كلهم: “ياجماعه انا لازم نروح ونخبر الملك انكم وصلتوا هُنا. با قول له انكم أصحاب مواشي، وجبتوا كل ممتلكاتكم من كنعان. واكيد الملك بايسالكم وبايقول لكم: "اه شغلكم؟" قولو له: "نحنا أصحاب مواشي من زمان، وذي مهنتها الوراثية.” إذا قلتوا له كذا، با يخليكم تسكنون في جاسان، أحسن أرض في مصر، بعيد من المصريين." والنبي يوسف قال له كذا لان المصريين ما يحبون يعيشون مع الرعيان.

47

النبي يعقوب يُقابل الملك فرعون ويُباركه

وبعدين شل النبي يوسف خمسة من اخوانه الى عند الملك، وقال له: "ياسيدي الملك فرعون، أبوي وأخواني جاوا مع غنمهم وبقرهم وكل املاكهم من أرض كنعان، وذلحين هم في جاسان." وقدّمهم عند الملك فرعون. فقال لهم الملك: "أه تشتغلون انتو؟" فقالو: "يا مولانا فرعون، نحنا أصحاب مواشي من زمان، وذي مهنتها الوراثية. وجينا وتغربنا هُنا، لانه ما شئ مراعي لمواشي في أرض كنعان بسبب المجاعة. وذلحين نرجوك تخلي نحنا نسكن في جاسان." فقال الملك: "يا يوسف، من حسن حظك ان ابوك وأخوانك جاوا الى عندك. با خليهم يسكنون في اي مكان يختارونه من أرض مصر. ونقترح يسكنوا جاسان، احسن أرض في مصر. وانت اختار بعضهم ليهتموا بمواشيّ." وبعدين جاب النبي يوسف ابوه النبي يعقوب عليهم السلام وعرّفه بافرعون. وبارك النبي يعقوب الملك. وسأله الملك فرعون وقال له: "كم عمرك ياشيخ؟" فقال النبي يعقوب : "يا ملك، كانت حياتي كلها ترحّال ونكد، استمرت مئة وثلاثين سنة، ومقارنه سنين أبائي فهي قليلة." وبعدين بارك النبي يعقوب الملك فرعون مرّة ثانية وخرج من عنده. وخلّى النبي يوسف عليه السلام ابوه النبي يعقوب واخوانه واهلهم يستقرّون في جاسان، وهي منطقة رعمسيس كما قال فرعون. وكان سيدنا يوسف يموّنهم بكل ما يحتاجون، وزاد عدد بني يعقوب وتكاثرو في مصر. وعاش سيدنا يعقوب عليه السلام سبعة عشر سنة في مصر.

النبي يوسف والمجاعة

وإستمرت المجاعة، وأخيراً غلّق البر في مصر وكنعان. وأصبحو أهل مصر وكنعان حطاط ونحاف جداً بسبب المجاعة القوّيه. فجاو المصريين والكنعانيين لمان عند النبي يوسف وأشترو أكل منّه، فجمع النبي يوسف كل الأموال الموجودة في مصر وكنعان، وطرحهن في خزينة الملك فرعون. لما غلّقت أموال الناس، جاو كل المصريين لما النبي يوسف وقالوله: "ياسيدنا، خلّصت أموالنا. ولكن أرجوك عطي نحنا بر، علشان ما نموت." فقال لهم النبي يوسف: "إذا ما عندكم أموال، بابيع لكم أكل مُقابل مواشيكم." فجابو مواشيهم لمان عند النبي يوسف، فعطاهم أكل مُقابل الخيول والمواشي من الغنم والبقر والحمير. فأصبحت كل مواشي مصر حق الملك فرعون. ولما أنتهت السنة، جاو الناس عنده مرّة الثانية وقالوله: "ياسيدنا، نحنا نتكلم حقيقي، كل أموالنا غلّقت، ومواشينا أصبحت لك، ومابقي معنا غير أنفسنا وأراضينا، فأرجوك ساعد نحنا علشان مانموت. إذا عطيت نحنا أكل وبذور لنزرع، بانبيع أنفسنا وأراضينا للملك فرعون، ونكون عبيد له." فاشترى النبي يوسف للملك فرعون كل الأراضي في مصر، وخلّى كل الناس عبيد للملك فرعون إلا رجال الدين المُتشفعين. لأن المُتشفعين كانو يحصّلون دخل مُعيّن من الملك فرعون، فكانو مايحتاجون انهم يبيعون أراضيهم. بعدين قال النبي يوسف للناس: "إسمعو، أنا أشتريتكم أنتو، وأشتريت أراضيكم للملك فرعون، فشلّو البذور علشان تزرعون الأرض. وعندما تحصدون فلازم تعطون خمس الحصاد للملك فرعون، وتحتفظون بالأربعة الأخماس لتكون بذور للمزارع وأكل لكم." فقالوله: "أنته أنقذت حياتنا! ياريتك ترضى علينا ياسيدنا، ونكون عبيد للملك فرعون." فعمل النبي يوسف هذا قانون، فاستمر سنين طويلة في مصر، أن خمس المحصول يكون للملك فرعون إلاّ رجال الدين المُتشفعين. وسكنو أولاد النبي يعقوب في مصر في منطقة جاسان، وما أثّرت المجاعة عليهم. وكسبو فيها أموال وأملاك، وزادو وكثرت أعدادُهم جداً. وعاش النبي يعقوب في مصر سبع عشرة سنة، وبلغ من العمر مئة وسبعة وأربعين سنة. ولما قرب وقت وفاته، دعى ولده يوسف وقال له: "لي طلب عندك ياولدي. إحلف لي أنك بتعمل معي معروف وتُظهر لي الوفاء: "اسمع يايوسف، إذا مُتت شلّنا من مصر، فلا تدفنا في مصر أبداً، ولكن أدفنا مع آبائي في مقبرتهم في أرض كنعان." فقال النبي يوسف: "بعمل كما قلت لي يا أبوي." فقال له النبي يعقوب: "إحلف لي يايوسف احلف لي." فحلف له النبي يوسف، فسجد النبي يعقوب لله العظيم على رأس سريره.

48

منسّى وافرايم

وبعد فترة من الوقت سمع النبي يوسف إن أبوه يعقوب مريض جداً. فشل معه أولاده منسّى وأفرايم وراح لمان عند أبوه. ولما عرف النبي يعقوب بالخبر بأن ولده يوسف جاي عنده، قوّى نفسه وجلس على سريره. فقال النبي يعقوب: "يا ولدي يوسف، الله القدير كلّمنا في لوز في أرض كنعان وباركنا. وقال لي: ‘باجعلك مُثمر، وباكثّر نسلك، وباعمل منّك أقوام، وبعطي أرض كنعان لنسلك من بعدك مُلك الى الأبد. وكما تعرف ياولدي يوسف، لما رجعنا من أرض ما بين النهرين، أُمّك راحيل ماتت في أرض كنعان قبل ما نوصل بيت لحم. فدفنتها هُناك على جانب الطريق. وذلحين يايوسف، علشانك وعلشان أُمّك راحيل، فأولادك إلي خُلِقو في مصر قبل مانجي عندك هُنا يحسبون أولادي. فيكون أفرايم ومنسّى لي، وبايورث منّي كما راوبين وشمعون. ولكن إذا خُلِقو أولاد ثانيين بعدهم يكونون لك، وأرضهم إلي يرثونها تكون من أفرايم ومنسّى." وضعفن عيون النبي يعقوب، لأنه شيبه كبير، وشاف النبي يعقوب أولاد يوسف، فسأله: "من هذيلا؟" فقال له النبي يوسف: "هذيلا أولادي يا أبوي إلي رزقنا الله بهم هُنا في مصر." فقال له النبي يعقوب: "قرّبهم عندي علشان ندعو لهم." فقرّب له النبي يوسف أولاده فقبّلهم وحضنهم. وقال للنبي يوسف: "ماكنت نعتقد أننا باشوف وجهك يايوسف، ولكن الله القدير أنعم عليّ وشفتك أنته وعيالك أيضاً." بعدين شل النبي يوسف أولاده من عند أبوه، وانحنى ووجهه نحو الأرض. وشل النبي يوسف عياله الأثنين، فقرّب بكره منسّى عند أبوه ليطرح أبوه يده اليُمنى على رأسه، وقرُب أفرايم جنب أخوه ليطرح أبوه يده اليُسرى عليه. لكن قبل ما يدعولهم النبي يعقوب، خالف يديه مُتعمّد، فطرح يده اليُمنى على رأس أفرايم الولد الصغير، وطرح يده اليُسرى على منسّى البكر. وقال: "يارت الله القدير إلي عبدوه أبائي إبراهيم وإسحاق، يارت الله القدير إلّي رعانا وساعدنا طول حياتي، يارت الله القدير إلي أرسل ملاك وأنقذنا من كل شر، يحفظ هذيلا الولدين ويساعدهم، فما تنتهي أسمائهم في قبائل بني يعقوب، فيُسمّيان بأسمي وبأسم أبائي إبراهيم وإسحاق، ويكثر جداً نسلهم في الأرض." فلما شاف النبي يوسف أن أبوه طرح يده اليُمنى على رأس أفرايم الولد الصغير، مارضي. فمسك بيد أبوه اليُمنى لينقلها من رأس أفرايم إلى رأس منسّى، وقال: "لا يا أبوي، ذا هو البكر، طرح يمينك على رأسه." لكن النبي يعقوب رفض وقال: "أنا عارف يا ولدي، أنا عارف. منسّى أيضاً يكون قبيلة كبيرة. ولكن أخوه الصغير يكون أعظم منّه، ويكون نسله عدد من الأُمم." "فقبائل بني يعقوب تستخدم إسماء أفرايم ومنسّى لما يدعون ويُباركون بينهم بين ويقولون، "بارك الله فيكم كما بارك أفرايم ومنسّى" بعدين قال لولده يوسف: "قريب باموت يايوسف، ولكن الله القدير بايكون معكم وبايرجّعكم لمان أرض كنعان أرض الميعاد. وبعتبارك أنك فوق أخوانك، فإننا نعطيك منطقة شكيم الخصبة إلّي شلّيتها من الأموريين بسيفي وقوسي.

49

النبي يعقوب يُبارك أولاده

بعدين دعى النبي يعقوب أولاده الإثني عشر وقال لهم: "إلتفّو تحتي، علشان نخبركم بلّي بايحصل لكم في الأيام المُقبلة. إسمعو يا أولادي، اسمعو كلام أبوكم يعقوب. ياراوبين، أنته بكري وقوّتي وعاقل أخوانك، وأول ثِمار شبابي، لكن ماتقدر تكون رئيس على أخوانك لأنك تحدّيت أبوك ولطّخت فراشه وتجرّأت عليه، ونجّست بفعلتك سريره. ياشمعون ولاوي، أنتو عينين في رأس واحد، أنتو أصحاب العنف والقتل. ماندخل مجلسكم، ولا نجلس في خطط غدركم، لأنكم ارتكبتو جرمة القتل في غضبكم. فملعون غضبكم، لإنه عنيف وحقدكم شديد، لذا بافرّق ذريتكم في قبايل بني يعقوب. يايودا، بارك الله فيك، أخوانك يمدحونك ويشكرونك، وتكون عاقل أخوانك. لأنك تنتصر على أعدائك. أنته تكون قوي كما الأسد. فماحد يتجرّى عليك ويُقاومك، وماحد يقدر ينتزع سلطانك منّك، فملكك يستمر في ذريتك، فتُطيعك الأمم، لمان يجي الملك المنتظر، فتكون حياتك هنيئه مليانه رغد. يازبولون، أنته تسكن عند البحر، ويكون شاطئك ميناء للسفن، وتمتد أملاكك لمان صيدا. يايساكر، أنته خيل قوي، جالس في المزرعه. برغم انك تشوف مكان الراحه وأرض زينه، لاكنك باتحني ضهرك للحمول، وترضى بالعمل الشاق. يادان، أنته قبيلة إلّي تجيب العدل لبني يعقوب. أنته قبيله صغيرة، لكن بتعرف كيف تنتصر في حربك. أنا ماقف نجاتك يارب. ياجاد، أقوام باتهجم عليك، ولكن باتقاومهم وباتطردهم. يا أشير، أنته يكون أكلك دسم، أنت باتُقدّم الأكل الزين يصلح لسفرة الملك. يانفتالي، أنته غزالة مطلوقة أولادها زيان. يايوسف، أنته شجرة مُثمرة على عين ماء، فتسلّقت أغصانك الجدار. بايهجمون عليك الرماة بقوّة، بايطلقو السهام الوايده. لكن قوسك تكون ثابتة، وذراعك ويدك قوّيه، بفضل قوّة القدير إله يعقوب، وبفضل الراعي حامي بني يعقوب. وبفضل إله أبائك إلّي يُعينك ويساعدك، وبفضل الله القدير إلّي يُباركك ببركات المطر من فوق، وبركات ماء الأعماق من تحت الأرض، وبركات أولاد وغنم وايدة. بركات أبائك أعظم من بركات الجبال القديمة، لتنزل وتحل كل ذي البركات على رأس يوسف، لأنك أنته أمير أخوانك وسيّدهم. يابنيامين، أنته خبير الحرب، أنته تنتصر في الصباح، وفي الليل توزّع الغنايم." كل هذيلا هم قبايل بني يعقوب الأثني عشر. وذا هو كلام أبوهم لهم، لما قال لهم أخر كلام، كل واحد منهم كلام مُناسب له.

موت النبي يعقوب

وبعدين أوصاهم وقال: "قريب باروح إلى أسلافي، فدفنونا مع آبائي في المغارة إلّي اشتراها أبوي إبراهيم مع المزرعه من عفرون الحثي في أرض كنعان. فيها دُفن جدّي إبراهيم وجدتي سارة، وأبوي إسحاق وأُمي رفقة، وفيها دُفنت أُمّكم ليئة." وبعدما انتهى النبي يعقوب من توصية أولاده، سلّم روحه الى خالقها، وراح إلى أسلافه.

50

مأتم النبي يعقوب ودفنه

فحضن النبي يوسف أبوه وبكى عليه وايد. بعدين أمر النبي يوسف علشان يحنّطون جسم أبوه، فكمّلو تحنيطه لمُدّة أربعين يوم. واستمرو المصريين حزنيين على النبي يعقوب ثلاثين يوم، فيكون كله سبعين يوم. ولما انتهت أيام الحُزن، قال النبي يوسف لمستشارين الملك فرعون: "لي طلب عندكم، كلّمو الملك فرعون وقولو له: قبل مايموت أبوي، قال وصيّته، وهي أننا ندفنه في أرض كنعان. فاسمح لي أننا نروح إلى أرض كنعان، لندفن أبوي وبعدين نرجع." فقال الملك فرعون: "رح الى أرض كنعان ودفن أبوك كما وصّاك." فرحل النبي يوسف من مصر الى أرض كنعان ليدفن أبوه، مع اخوانه وأقربائه، وراحت معهم مركبات وايده وفرسان. فكان الموكب كبير جداً. ولما وصلو عند نهر الأردن، حزنو عليه حزن عظيم بحراره، وعمل النبي يوسف لأبوه جنازة سبعة أيام. فلما شافو الكنعانيين الساكنين الجنازة هُناك، قالو: "ذي جنازة كبيرة للمصريين." وسمّو ذا المكان، "جنازة المصريين" فهكذا عملو أولاد النبي يعقوب بوصيّة أبوهم. نقلوه من أرض مصر إلى أرض كنعان، ودفنوه في المغارة إلي إشتراها النبي إبراهيم. وبعدما دفن النبي يوسف أبوه النبي يعقوب عليهم السلام، رجع إلى مصر هو واخوانه وكل الناس إلي راحو معه لدفن أبوه.

موت النبي يوسف عليه السلام

وبعد فترة، قالو أخوان النبي يوسف بينهم لبين: "ذلحين أبونا مات، ولعل أخونا يوسف مازال يكره نحنا، ويفكر ينتقم منا على الامور إلّي عملناها فيه." فرسلوا رسالة الى النبي يوسف وقولو له: "يا أخونا يوسف، أبونا قبل ما يموت، قال لنا: لازم تتطلبون العفو من خوكم يوسف على الذنب الكبير إلي عملتوه فيه.’ وذلحين نحنا نرجوك، سامح نحنا على الذنب الكبير إلّي عملناه فيك. ونحنا نعبد اله ابوك يعقوب." وعندما سمع النبي يوسف عليه السلام ذا الكلام، جلس يبكي. وفي نفس الوقت جاوا أخوانه، وسجدو قدامه بحترام، وقالوا له: "يا اخونا يوسف، نحنا كلنا خدمك." فقال لهم: "لا تخافون، هل أنا مكان ألله؟ انتوا كنتوا قاصدين شر، لكن الله سبحانه وتعالى حوّله خير، علشان ينقذكم وينقذ كل الناس من الجوع. لا تخافون، آنا با اتكفل بمعيشتكم كلكم، إنتو وعيالكم." هاكذا اطمّنهم النبي يوسف وريّح قلوبهم. أما النبي يوسف فبقى ساكن في مصر هو وكل عائلة أبوه. وعاش النبي يوسف مئة وعشر سنين. وشاف الجيل الثالث من نسل أفرايم. وأيضاً شاف أولاد حفيده ماكير بن منسى. وبعد فترة، قبل ما يموت النبي يوسف عليه السلام، قال لأخوانه: "قرب موتي، لكن الله سبحانه وتعالى با يرعاكم، وبا يرجعكم الى أرض كنعان، إلّي وعد بها أبائنا ابراهيم واسحق ويعقوب. فأستحلفكم لله أن تشلوا عظامي معكم عندما ينقلكم الله سبحانه وتعالى لمان هُناك." وبعد هذه الوصية، مات الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، النبي يوسف إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم عليهم السلام، وهو ابن مئة وعشر سنة، فحنطوه وطرحوه في تابوت في مصر.