قصة النبي محمد

من السيرة النبوية المُشَرَفة

 

قصة إعادة بناء الكعبة  

في حين كان النبي محمد (ص) قد بلغ الخامسة والثلاثين، وقبل بعثته بخمس سنين. حدث ان إجتمعت قُريش لترميم الكعبة بعدما صَدَعَت السيول جدرانها وهَدَدَت أساساتها، وكانت لا تزال حينها كما أتم الخليل بنائها. فقرروا هدمها وإعادة إعمارها.

فأجتمعت القبائل وقسمت العمل بينها، وتولت كل قبيلة ركن من أركانها، يجمعون حجارة الوادي لرفع جدرانها، ولما بلغ البناء موضع الحجر الأسود إختلفت القبائل وكادت ان تتقاتل ودَب الشقاق بينها.

فتوافقوا على ان يتحاكموا إلى اول من يدخل إلى المسجد الحرام وهم قانعين، فتوقفوا إنتظاراً وترقبوا اول القادمين. فإذا هو محمد بن عبد الله (ص) اول الداخلين، فما ان رأوه حتى هتفوا: “قَبلنا” هذا هو محمد الأمين.

فقصوا عليه الخبر و بالأمر أعلموه، فقال لهم: «آتوني بثوبٍ». ففعلوا، فوضع الحجر في وسطه ثم قال: «لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب، ثم جميعاً ارفعوه»، ففعلوا ونقلوا الحجر إلى موضعهُ، فأخذه النبي الكريم بيدهُ وارساه في مكانهُ.

 

من أحاديث النبي محمد (ص) عن الأنبياء

 

حديث عن النبي داوود

 

عن عَبْد الله بْن عَمْرِو أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ :

( أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى الله صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. )

رواه البخاري (١١٣١) ومسلم (١١٥٩)

حديث عن النبي عيسىَ

قال رسول الله (ص): «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا: كيف يا رسول الله؟! قال: الأنبياء إخوة لعلات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي»

البخاري (3443)، ومسلم (2365)

حديث عن النبي يونس

قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى»

أخرجه البخاري (4603)، ومسلم (2377)

حديث عن النبي موسىَ

 

وقد ذُكِر عن رسول الله (ص)، عندما وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء انه قال: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إسرائيل مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُموسى. قال (ص): «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ». فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.»

أخرجه البخاري (4/244)، ومسلم (1130)

سيرة حياة فاطمة الزهراء سلام الله علیها

الزهراء في بيت الوحي

وُلدت فاطمة الزهراء بعد بعثة والدها النبي محمد (ص) بخمسة أعوام ، وبعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين ، وقد بشّر جبريل رسول الله (ص) بولادتها وكان تاريخ ولادتها يوم الجمعة العشرين من شهر جمادى الآخرة في مدينة مكّة

نشأت فاطمة الزهراء في أحضان الوحي والنبوة، في بيت مفعم بكلمات الله وآيات القرآن المجيد. وقد كان رسول الله (ص) ينهض إذا دخلت عليه فاطمة وكان يقبِّل رأسها ويدها. وحين سألتْ السيدة عائشةُ رسول الله (ص) ذات يوم عن سبب محبّته لفاطمة هذا الحبَّ العظيم، فأجاب سيدنا محمد (ص): ” يا عائشة لو علمتِ ما أعلم لأحببتيها كما أحبّ . فاطمةُ بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني ، ومن سرّها فقد سرّني “

وقد سمع المسلمون رسول الله (ص): ” يقول إنّما سُمِّيتْ فاطمةُ فاطمةَ لأن الله عزّ وجل فَطَمَ من أحبّها من النار “

كانت فاطمة الزهراء تشبه سيّدنا محمّد ( ص) في خَلْقه وأخلاقه

تقول أم سلمة زوجة رسول الله (ص): فاطمة أشبه الناس برسول الله (ص) وكانت عائشة تقول: إنّها أشبه الناس برسول الله بحديثها ومنطقها. وكانت فاطمة لا تحب أحداً قدر حبّها لأبيها

عندما توفيت أمها السيدة خديجة بنت خويلد، كانت الزهراء ترعى أباها وعمرها ست سنين ، وفي تلك السنّ الصغيرة شاركت أباها محنته وهو يواجه أذى المشركين في مكّة. فكانت تضمّد جراحه، وتغسل عن ما يُلقيه سفهاء قريش، وكانت تحدّثه بما يُسلّي خاطره ويدخل الفرحة في قلبه؛ ولهذا فقد أعتاد رسول الله (ص) أن يناديها بأم أبيها من فرط محبتها له وإخلاصها في رعايته

زواج فاطمة ( عليها السلام ) :

بلغت فاطمةُ سنَّ الرشد ، وآن لها أن تنتقل إلى بيت الزوجية ، فخطبها كثير من الصحابة في طليعتهم أبو بكر وعمر ، وكان رسول الله ( ص) يردّ الخاطبين قائلاً : إنني أنتظر في أمرها الوحي , وجاء جبريل يخبره بأن الله فد زوّجها من علي

وهكذا تقدم علي ، والحياء يغمر وجهه ، إلى خطبة فاطمة

فدخل رسول لله ( ص) على فاطمة ليرى رأيها وقال لها :(يا فاطمة إن علي بن أبي طالب من قد عرفْتِ قرابته وفضْله وإسلامه وإني قد سألتُ ربّي أن يزوِّجكِ خيْرَ خلْقه وأحبَّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ” ؟

سكتت فاطمة وأطرقت برأسها إلى الأرض حياء ، فهتف رسول الله : ” الله أكبر ! سكوتها رضاها ” , وقد تمّت مراسم العقد والزواج ببساطة تعكس سماحة الإسلام ، فقد كان علي لا يملك من دنياه شيئاً غير سيفه ودرعه ، فأراد أن يبيع سيفه ، فمنعه رسول الله لأن الإسلام في حاجة إلى سيف علي ، ولكنه وافق على بيع الدرع ، فباعه علي ودفع ثمنه إلى النبي ( ص )

الأسرة المثال :

كانت حياة علي وفاطمة مثالاً للحياة الزوجية الكريمة .

كان علي يساعد فاطمة في أعمال المنزل وكانت فاطمة تسعى إلى إرضائه وإدخال الفرحة في قلبه , كان حديثهما في منتهى الأدب والاحترام .

إذا نادى علي فاطمة قال : يا بنت رسول الله ، وإذا خاطبتْه قالت : يا أمير المؤمنين . وكانا مثال الأبوين العطوفين على أبنائهما .

الثمار :

في العام الثالث من الهجرة أنجبت فاطمة أول أولادها فسمّاه سيدنا محمد ( ص) ” الحسن ” ، وبمولده غمرت الفرحة قلب رسول الله ، وهو يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في أذنه اليسرى ويغمره بآيات القرآن .

وبعد عام وُلد الحسين , أراد الله أن تكون ذرّية رسوله محمد ( ص) من فاطمة.

واحتضن الرسولُ سبطيه يحوطهما برعايته ، وكان يقول عنهما : ” هما ريحانتاي من الدنيا ” .

كان يحملهما معه إذا خرج أو يُجلسهما في أحضانه الدافئة .

دخل رسول الله ذات يوم منزل فاطمة وكان الحسن يبكي جوعاً وفاطمة نائمة ، فأخذ إناءً وملأه حليباً وسقاه بنفسه ‘,ومرّ ذات يوم آخر أمام بيت فاطمة فسمع بكاء الحسين ، فقال متأثراً : ” ألا تدرون أن بكاءه يؤذيني ” , ومرّ عام جاءت بعده ” زينب ” إلى الدنيا ، وبعدها ” أم كلثوم ” ولعلّ رسول الله تذكّر ابنتيه زينب وأم كلثوم عندما سمّاهما بهذين الاسمين ,وهكذا أراد الله أن تكون ذرية الرسول في ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء . . ذرّية بعضها من بعض والله سميع عليم .

منزل فاطمة :

بالرغم من حياتها القصيرة فقد كانت حافلة بالخير والبركات ، وكانت قدوة وأسوة للنساء ، فكانت الفتاة المثال والزوجة المثال ، والمرأة المثال ، ولهذا أصبحت سيدة نساء العالمين .

كانت مريم بنت عمران سيدة النساء في عصرها ، وكانت آسية امرأة فرعون سيدة نساء زمانها ، وكذلك كانت خديجة بنت خويلد .

أمّا فاطمة الزهراء فقد توّجها الإسلام سيدةً للنساء على مرّ العصور .

كانت قدوة في كل شيء . . يوم كانت فتاة تسهر على راحة أبيها وتشاركه آلامه ، ويوم كانت زوجة ترعى زوجها وتوفّر له سكناً يطمئن إليه ويلوذ به عندما تعصف به الأيام ، ويوم كانت أمَّا تربّي صغارها على حبّ الخير والفضيلة والخلق الكريم ، فكان الحسن والحسين وزينب أمثلة سامية في دنيا الأخلاق والإنسانية.

رحيل الأب :

عاد رسول الله من حجة الوداع ولزم فراش المرض وغُشي عليه من شدّة الحمّى ، وهرعت إليه الزهراء تحاول دفع الموت عنه وهي تذرف الدموع ، وكانت تتمنى أن تموت هي بدلاً عنه .

فتح الرسول ( ص) عينيه وراح يتأمّل ابنته الوحيدة ، فطلب منها أن تقرأ له شيئاً من القرآن ، فراحت الزهراء تتلو القرآن بصوتٍ خاشع وكان الأب العظيم يصغي بخشوع إلى كلمات الله وهي تطوف في فضاء البيت .

أراد أن يقضي آخر لحظات عمره المبارك وهو يصغي إلى صوت ابنته التي رعتْه صغيرة و وقفتْ إلى جانبه كبيرة .

والتحق الرسول بالرفيق الأعلى وعرجت روحه الطاهرة إلى السماء .

كان رحيل الرسول صدمة كبيرة لابنته البتول ولم يتحمل قلبها تلك المصيبة ، فراحت تبكي ليل نهار .

ثم وجهت لها السياسة والأطماع ضربة أخرى بعد أن اغتصبوا منها ” فدكاً ” وتجاهلوا حق زوجها في الخلافة .

حاولت الزهراء الدفاع عن حقّها وكان لها في ذلك مواقف غاية في الشجاعة .

كان الإمام يدرك أن استمرار الزهراء في معارضة الخليفة سيجرّ البلاد إلى فتنة ، فتضيع كل جهود الرسول ( ص) أدراج الرياح ويعود الناس إلى الجاهلية مرّة أخرى .

طلب الإمام من زوجته العظيمة الاعتصام بالصمت والصبر ، حفاظاً على رسالة الإسلام .

وهكذا سكتت الزهراء لكنها بقيت غاضبة وتذكّر المسلمين أن غضبها يعني غضب رسول الله (ص) وغضب الرسول يعني غضبَ الله سبحانه .

سكتت الزهراء إلى أن رحلت عن الدنيا ولكنها طلبت في وصيّتها أن تُدفن سرّاً .

الرحيل عن الدنيا :

كانت فاطمة كشمعة تتوهج وتحترق وتذبل ثم يخبو نورها شيئاً فشيئا لم تستطع البقاء بعد رحيل أبيها وتنكّر الزمان لها ,كانت أحزانها تتجدّد كلما ارتفع الأذان يهتف : أشهد أن محمداً رسول الله .كانت تريد اللقاء بأبيها وكان شوقها يستعر يوماً بعد آخر ,وهزل جسمها ولم يعد يتحمل شوق روحها إلى الرحيل , وهكذا ودّعت الدنيا ودّعت الحسن بسنواته السبع والحسين بأعوامه الستة وزينب بسنواتها الخمس وأم كلثوم وردة في ربيعها الثالث , وكان أصعب ما في الوداع أن تودّع زوجها وشريك أبيها في الجهاد وشريك حياتها .

أغمضت الزهراء عينيها بعد أن أوصت زوجها بأطفالها الصغار ، كما أوصته أن تدفن سرّاً .

وما يزال قبر الزهراء مجهولاً ، فترتسم علامة استفهام كبرى في التاريخ ,ما تزال الزهراء تستفهم التاريخ ، ما تزال تطلب حقها ؛ وما يزال المسلمون يتساءلون عن بقاء القبر مجهولاً .

جلس الإمام المفجوع عند قبرها ، وكان الظلام يغمر الدنيا فقال يؤنّبها :

( السلام عليك يا رسول الله . . عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك ، قلَّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري ورقّ عنها تجلّدي . . . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال وأستخبرها الحال . . والسلام عليكما سلام مودِّع “.